معلمتنا فاطمة

معلمتنا اسمها فاطمة نسميها معلمة الرعب فهي حقا مرعبة حيث أنها عندما تدخل أي فصل كان يصيب ذلك الفصل هدوء غريب ليس له مثيل وعندما تبدأ بشرح الدرس تصغي لها جميع الطالبات حتى تظن إن لا احد في الفصل غيرها ولكنها عندما تغادر الفصل ترتفع الأصوات ويمتلأ بالضحك والثرثرة والتمثيل فتبدأ الفتيات بتقليدها فتلك تقلد مشيتها وهذه تقلد شرحها وأخرى تقلد خطها على السبورة ويتحول الفصل إلى مسرح وتنقسم الطالبات إلي ممثلات و جمهور. وفجأة يأتي صوتها من بعيد: ما هذا يا بنات ؟ فيدب الرعب في جميع أنحاء المدرسة كان ذلك كله يحدث في فصل الصف السادس وقد كنت أنا حينها بالصف الخامس الابتدائي وعلى وشك الانتقال إلى الصف السادس وقد كان كل همي وخوفي من تلك المعلمة اكبر من خوفي من أسئلة الامتحان . جاء اليوم الموعود ودخلت الصف السادس متأخرة عن زميلاتي عدة أسابيع قد فاتني فيها الكثير وكان علي أن أتجاوز عدة اختبارات
لألحق بهن حددت لي إدارة المدرسة أياما معينة لاختبر فيها ما فاتني وكانت تلك المعلمة مدرسة الرياضيات واجتمع الاثنان علي معلمة الرعب والمادة الفانلة أصعب المواد في جميع الفصول والمراحل ومفرقة الأحباب صرفت كل اهتمامي لمذاكرة الدروس وحفظ القواعد فانتهى ما بالمادة من صعوبة ولكن الأصعب ما هو آت وفي منتصف الأسبوع كان موعد الاختبار والمصيبة واقعة لا محالة ستختبرني أبلا (فاطمة) انه الموت الأكيد هذا ما كنت أظنه لكن المفاجأة المذهلة أن تأتيني تلك المعلمة متبسمة لأول مرة في حياتها يشرق وجهها من السعادة قالت:صباح الخير يا حبيبتي تعلمين انه يجب عليك أن تتجاوزي هذا الامتحان بنجاح كما عهدتك مع تمنياتي لك بالتوفيق والنجاح انه امتحان سهل أعددته مبسط حتى لا يصعب عليك وتنالين ارفع الدرجات.فقرت فاهي مندهشة أكاد لا اصدق عيني أهذه معلمة الرعب حقا؟!
قرأت الأسئلة ولم يكن يوجد أسهل منها ولا ابسط مثلما قالت تفاءلت كثيرا وشعرت براحة كبيرة وأجبت على معظم الأسئلة فاستأذنت المعلمة وخرجت قليلا ثم عادت نظرت إلي متسائلة لكني لم افهم ما كانت ترمي إليه بنظرتها تلك فتابعت كتابتي وما أن وقعت عيني على ورقة الامتحان حتى أصبت بالشلل من شدة الصدمة لقد نسيت أن تأخذ الكتاب معها وتركته بجانب دون أن تشعر وخرجت وعندما عادت تساءلت أن كنت قد فتحته واطلعت على ما فيه وغششت الأسئلة مما يستدعي إعادة اختباري وتغيير الأسئلة وأنا قد كدت انتهي منها عندما فكرت في كل ذلك خفت كثير ا عرفت سر نظرتها تلك فنظرت إليها ببراءة وقلت لها:
– اقسم أنني لم افتح الكتاب حتى قبل أن تسألني فنظرة الاتهام تلك التي كانت بعينيها كانت كافية ولكنها أذهلتني بهدوئها الشديد واسترخائها قالت:
– لا عليك.
وضحكت باسمة فابتسمت لها شاكرة لمعروفها فقد كانت واثقة من أنني
لم اغشش و لم اكذب ونجحت بأعلى الدرجات وتغيرت نظرتي لمعلمتي (فاطمة)
منذ تلك اللحظة وتبادلنا الحب والاحترام معا.
النهاية
ر

1 رد على “معلمتنا فاطمة”

لكتابة رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *