سيرة الألم

شمس وبدر أنجبا كوكبا
يهدهدانه بدثار من قطن الحب حبا ،
كعصفور على شرفة قمر يقطف أزهار القلب .
فلتخرج لترسم هذي الحقيقة ليلا !
وتحتفي بقدومك كل الموانئ.
أنت الموج ، أيها المخبوء في الموج،
يا أيها الحلم الناشئ في ضوء القمر
حبك مغروز في صمام القلب .

كنت تدق الباب على شمس ،
تقربك من الأرض
أو النجم
أو البحر. .
من دمها تنمو أشجارك ،
بعدما علمتها كل طقوس الألم .
يا أيها الأفق الجميل
اصرخ . .
خل شمسك تصبح وسع الفرح . .
وسع العالم . .

ها صوتك يهمس للقمر الطالع وسط الماء ،
يحضنك بدر لا يبكي إلا من الألم ،
ويدحرج أسرار حزنه
بعدما تراءى له وجه أبيه
جسدا يتناثر في الريح
قشا ينبت فيه الوجـع ،
ويحلم أن يكون ضمادا لجرحه النازف بين الضلوع.
والوردة تبكي،
بعدما خرمت صرختك في أحشائها الحمم .
كنت آخر قطرة رأيتها ،
تحفر في النهر حبا،
وتفتح أعراسا في مواسم العشق ،
وأنت تخطو في أفياء الله،
وشقائق النعمان في جبهتها يخضر الزيتون
فترسل أزهارها
عطــرها
وتوزع ألوانها في وجنتيك ،
وخير الوفود أتتك بالهدايا.
وأنا ، ما بين الرغبة
والحلم الراحل
تستوقفني عيناك، ،
فيدفق ينبوع يعبق بالنرجس والعشق،
وبالحرف والقرطاس والقلم أرقب ميعاد الميلاد،
وشوقي عند ازدياد الوجد يحتدم . .
ابنا للبحر وللجرح كنت .
أنت البحر
الحلم
والجرح ./.


إبراهيم القهوايجي / المملكة المغربية
سبع عيون في :29/12/2004.

1 رد على “سيرة الألم”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *