ضفاف فضاء
(1)
المطر ينهمر في الخارج
والزخات تضرب النافذة بعنف
وقتها كان قلب يدق
كان قلبي يدق .
(2)
يمشيان ذات صباح قرويّ سويا
هو: دسّ وجهه في كتاب
وهي: تنظر لشيء ما من تحت خمارها الرِّيفيِّ العتيق
لقد مضت السنون
وتفرقا لكنهما لم يصلا بعد
فهل يصلا ؟
(3)
كلما أراه أتذكرُ الموت
رغم وجهه الدافق بالحياة
(4)
نجمتان
نجمة في السماء
و نجمة تقبع في الطين فمتى تلتقيان؟
(5)
سخرت الرِّياح مني
هذا المساء
سخرت من كلِّ شيء
فنثرت أوراقي التي لم يشفع لها الشِّعر
بالبقاء تحت معطفي
أواه يا ربِّ حتى الرياح تعاندني !
(6)
هرم الشيخ وانحنى ظهره
لكن عصاه لم تزل واقفة
كانت (خيانة)
(7)
أشارت له بيدها مودعة
فسقط خاتمها الذهبي
وانكسر فصهُ الجميل
فلم ترهُ بعده قط !
أهي الصدفة
(8)
كان يحلم بالموت في نومته التعبة
ذات مساء،
ضمه في مدينة غريبة
و في الصباح فتح نافذة فندقه
يا للهول
لقد كان يطلُّ على مقبرة
(9)
كتب يودعها
إن الجبلين وحدهما لا يتلقيان
فمتى نلتقي؟
فكتبت تقول:
حين تعود العصافير بهية لقريتنا ذات ربيع
لقد عادت العصافير للقرية مئات المرات
لكنها لم تعد
وهو متيقن أن الجبلين وحدهما لا يلتقيان
فهل يلتقيان؟
(10)
(مرثية لجنوبي مات وحيداً)!
من جنوب البلاد ومن أيسر المفردات بكاه النعاة
فاسكتي يا طبول ليس عرس هنا
صرت أصغي لبكاء البيوت
والفتي ذاهب للممات
مات والحبُ في يده
لم يزرع الحبَّ في صبحه،وبكت كائنات
فتى عاش ربيعاً وعشرين أخرى
وما انتقص العمر منه،طيور تعرت على السفح
هيج الطير حين مشى وانتشى
ذات صباح حييّ وقاد الظباء إلى نزهة في الجبال
وامتطى صهوة الغيم ذات مساء
وعاد سريعاً، ليعلن أن الجنوب جنون
وأن القرى ستعود إلى رشدها
حين يؤوب الشمال
وانكفأ ثم مال . فلله كيف بكته الرجال .
بقلم
سعد الحامدي الثقفي
2002م