ما لا تفقدة الذاكرة .


منذ متى أعتمد القول
أو أشك باليقين

يقولون لي
يقولون لكِ

أعرف أني قطعة حجر
بين قوالب سكر
عصية على الذوبان
لا تنسكب
لا تختفي
تتحدى المطرقة
التي تهشم و لا تلين

العروق إهترأت تحت ثقل سنين
ألهمتها حمى الطرق
تترجى أن تفيض دموع القلب الممتلئ

وجة قبالة وجة
مهما أدبرت الإتجاهات
تحاكين قلبي
أحاكي طفولتكِ
أسمع صوتكِ بدون صوت
أرى وجهكِ…
و المسافة مكيدة بيننا
أطارد حزنكِ كقط فار
أحاول خنقة

أميال أمامي
أميال خلفي
لكني لا انسى ما ربطني بكِ
نافذة طفولية زهيدة
جمعتنا في نفس الحجرة
قد تشكل علامات غيرة حانقة
أو تشكل علامات حب مكبوت

لماذا لا تسأليني دائما
أنا لا شعر بنفسي حقيقة
إذا لم أعذب بكِ روحي
لماذا يأخذني اللهو
ويأخذكِ الحزن
ونحن طريحي نفس الفراش
المبلل بالعرق و الدمع

إسأليني
تكلمي
زيدي في لومي
صوتكِ يكفرني
يؤنب بصيرتي
يذكرني بإيمان
عميق مبجل مهمل
ركبتة الأتربة بسخاء
لكن وهجة يبهر البصر
إذا ما أبصرتة من خلالكِ

متى تكلمت الأفواة الصغيرة
المجبرة على الصمت
إرجعيني إذا لطفولتي

إرجعيني
لحضن أمي المتعبة
المستبعدين عنة
وشاشة أفلام الكرتون الشاحبة
و أدراجكِ المرتبة بصرامة
التي كانت تصدني
و الفراش الذي لم نتشاركة قط
كرة الأخ الطريد
لم أنازعكِ على شئ
لم نمتلك أصلاً شئ يبيح النزاع

و أقول أنتِ هناك
في المنطقة الآمنة
التي لا يهددها الإنتكاس الردئ

أقول أنتِ هناك
تغتسلين بالماء العذب
الذي نتأوة عذابات طهرة

بدونكِ….
لا يبقى للدم أي سلالة
أي أثر خرافي يرتمي تحت ردم مهجور

أخرجي لي
تخلصي من أجلي
حطمي نفق الزجاج المظلم
أريد أن نرمية في محيط ما
يبتلعة النسيان
و لا تلفظة الذاكرة

هل تذكرين
بقايا الأمس
لا زلنا مجبرين على إحتراف طفولة
لم نعشها قط
نتبادل الأسرار
وكأننا نحرر بها كل الأرواح العذبة

هل تذكرين
إذا جاء الليل
خلف الباب الموصد
باب واحد ونافذتان
و سرداب تكسوة العتمة
نختبئ خلف جسد الأم النائمة
الإلتصاق الذي يطرد الخوف
و يفتت الصمت
و يوحي بالأمان
من الجني القبيح
الذي ينتظرنا خلف الباب

هل تذكرين
ثورة العدم
و إنتقالنا
من عدم مؤجل إلى عدم
حتى تيبست أطرافنا
و جلسنا متعبين
وبكينا
وشربنا من دموعنا
وتبادلنا الدم في العروق

هل تذكرين
حملتني عرض صحراء قاحلة
و أنا مثخنة بالجروح
إرتميت على كتفكِ
كرداء مستسلم
تلطخة اللعنات
أنزف ملح
و تنزفين قلق

هل تذكرين
موتي الأخير
كنوم يكاد يكون نهائي
و أنتِ تضربين
الجسد المسجى
أن ترد بة الروح
صرخاتكِ استرجعتني

كنت أشتهي
أن أتحول لنجمة هائمة
تضئ الجزء المتبقي
من الفراغ الأسود
و لكن…
الفراغ الذي بيننا أعمق
من أن أنسحب أمامة
أعرف خيوط اللعبة
التي تربطني بكِ

لم أستطع
أن أترك يدكِ بدون يد
لم أستطع
أن أغامر و أهرب

أودعكِ الأرض
و أهرب للسماء

لن يرحمني أحد مثلكِ
و لن يحب بمثل ما أحب.
—*—
يارا_فرس.

لكتابة رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *