رحلوا.. جميعا وأخيرا
بعد كل تلك الأعوام
استطعت استيعاب أني فقدتهم
وإلى الأبد
وأني سمحت لهم بالرحيل
دون وداع
كان الفارق بين رحيل كل منهم
سنة ..
أو ربما سنتين
وعجزت عن قول لا .. لهم
لاترحلوا
ابقوا
إكراما لكل صداقة السنين..؟؟
غابوا كثيرا..
واليوم أسطر أخر كلاماتي لهم بعد طول الغياب ..
فلتخبروهم
إذا مامروا يوما أمام أعتاب بيوتكم
أو حتى صادفتموهم
أنهم عند رحيلهم خلفوني ورائهم .. كالقتيل
يرمى برصاصة الموت.. ولا يموت
ينزف حتى أخر قطرة
ولا يموت..
قتلت برحيلهم ومرة أخرى أقتل بلا موت..
أخبروهم
أنني عايشت غيابهم
سنينا.. بكل الشهور التي احتوتها..
وشهورا بكل أيامها
وأياما بكل ساعاتها
وكنت أدق رصاصة الموت عند رأس كل ساعة
أقتل ..
ثم أعود وأحي ذكراهم مجددا..؟؟
وأحيا على أمل رجوعهم يوما..
أخبروهم
كم نزفت خلفهم
وكم عايشت الوحدة
وكم دمرني .. الغياب
ورغم ذلك صبرت ..
وقلت ربما تحين لحظة لقاء
ولم تحن
أخبروهم
أنني خلفهم نزفت القلب .. دما
حزنا عليهم
ونزفت القلم حبرا..
أسطر كلماتي لهم
ونزفت الوقت شوقا.. علّ الشوق يهزهم يوما
ويشتاقون .. ويعودون..
ونزفت روحي دوما ..
في سبيل من هم لا يستحقون..؟؟
أخبروهم اليوم..
أنهم ماعادوا يحتلون ولو جزءا صغيرا من القلب
وأنهم ماعادوا يعنون لي شيئا .. فقد باتوا غرباء ..
وأنني احتسبت أجري فيهم عند الله .. وهو خير المعوضين..
وأنني أقسمت أن قلبي اليوم هو .. منطقة محظورة..
ليس لهم فيها مكان .. وليس لهم عندي حواجز مرور..
ولن أسمح لهم يوما بالعبور .. فقد وضعت السياج في وجوههم
والحواجز امام مرورهم..
أخبروهم ..
ماذا أقول..؟؟
هل رحلتم .. ومامعنى الرحيل..؟؟
لم يعد يسطر في مذكراتي شيئا ..
ولم يعد يحزن قلبي..
ولم يعد يطلق العنان لألامي ..
فقد بتم اليوم جزءا مفقودا من سيرة حياتي..؟؟
وبعد أن انتهى الوقت المسموح لهم به..
(\”أخبركم\”)..؟؟
أبدا لا تبكوا خلفهم .. إذا مايوما رحلوا..
فقد أرادوا ذلك .. وخيرا ماارادوا ..
فربما كانوا لا يستحقون .. أو بالأحرى هم لا يستحقون..
حبكم
وشوقكم
ولهفتكم
فنظفوا قلوبكم خلفهم.. وافتحوها لمن هم يستحقون.. تلك المشاعر..
ومن قال لكم اننا مع كل غياب..
نموت ولا نحيا بعده أبدا..
فقد غابوا طويلا .. ومت حزنا كثيرا..
ولكنني..
لا زلت أتنفس الهواء..
وأحلم بالغد .. أن يأتي حاملا هداياه وورقه الملون..
وأدعو الله أن لاتكون لهم رجعة..
وأبدا لا يعودوا..
فهم ماعادوا لي يعنون..؟؟
كلماتي اهداء لكل معذب باسم الصداقة الوهمية..
التي اختفت بمجرد الرحيل..
بقلم
هبة..؟