لمسة ممنوعة.

في الصّباح
وقبْلَ الشَّمْسِ الكاشِفة
شعَرتُ بأصابعِكِ النَّحِيلةِ الحانِية
تتسلّل إلى رأْسي وتعبَثْ
أغمضْتُ عينيّ متناوماً ومستبقياً اللّحظة
سرَحتُ مع دغدغاتِ أصابِعِك ففقَدْتُ الواقِعَ والتّواجُد
وتمنّيتُ صادِقاً أن لا أصْحُو أبداً
فثَمّةَ شعُورٌ جميلٌ ينتابُني حينَما تفُعلينَ هَذا بِشَعرِي
يجعلُني أنسى كلّ الدُّنيا والوجُود
فأستَسْلِمُ ليَدَيْكِ العابِثَتيْن الصّغِيرتيْن
و هُما تعبثانِ بي و أتَناوَمُ
وأنا أُقاومُ الإستفاقةَ
واليّقّظَة
*
لكنّني
ورغم التّلاشي والغِياب
هاجمَني فجْأة هَذا الهاجِسٌ الحزين
الّذي لا يَنفَكُّ يتسلّلُ إلي من ذِكْرياتٍ قديمةٍ مَقِيتَة
كنتُ أظنُّ أنها قد ماتَتْ منذُ زمنٍ بعيد
ليُحذّرُني بكآبةٍ :
لا تسْتَغرِقْ في غياباتِ الحُلْمِ الجَميلِ الأزرقْ
فلَم يبْقَ فيكَ ما يحتَمِلُ أن يتمزَّقْ
أيُّها الغِرّيرُ الأحمَقْ
*
هاجِسٌ أسوَدٌ بسَوَادِ ذُلّي
أخذني كُلّي
فما أبقَى شيئاً منّي
وأفقدَني الأمانَ والسَّكينةَ و دفءَ المَخْدَعَ التُّلّي
فسَمِعتُ في صَوْتكِ أشْياءً أخافتني
سمعتُ في بَحَّتِهِ المُتكَسِّرة
فحِيحُ الغُمُوضِ و أُولى مُقدّماتِ الخِداع المُتَستِرة
وللمرّة الأُولَى أرى للصَّوتِ لوْن
كان أصُفَر
له إحساسٌ أشْبهُ بمغادرة الرُّوح عن الجسد
كأنّي في بدايةِ مُنعطَفٍ لا يُنبِئُ عن ما وراءِه من أحزان
شئٌ كأنّهُ الفقْدُ المُتَوقَّع
أحسَستُ بِهِ عندما كان أبي يحتَضِرُ أمامي
شُعُورٌ بالضياع ِقبلَ الضَّياع
ووداعٌ
قبلَ أن يحِينُ الوَداع
*
أنا لا أُنكِرُ أنّك تعشقيني
ولَكِن
ربَّما هي الخيْباتُ المُتراكِمة
والضاغِطَةُ على مخيّلتي كخِبْرَةٍ لا تُنسَى
هيَ ما تُعذّبُني وتُُفسِدُ عليَّ جمال اللحظة
فاعذُريني
يا حُلمِيَ الجميلُ الأزرقْ
إن سمِعتُكِ تهْتِفينَ بِحُبّي
فَلَم أُصَدِّق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *