إلى أين ستأخذني تلك العيون …
هل ستأخذني لنرحل بعيدا عن عالم الوحدة والأحزان ؟…
هل ستأخذني لنسافر بعيدا إلى زمن أخر ؟…
أم ستعيدني إلى زمن الذكريات …
ذلك الزمن الذي تركته ورحلت بعيدا …
ألقيته من خلفي ورحلت بعيدا …
ولماذا جذبتني تلك العيون ؟…
لماذا لم تدعني في دوامة الحزن ؟…
لماذا أخذتني إلى دوامة الحيرة ؟…
فأنا قد تركت تلك الدوامة …
بعد أن عانى فؤادي كثيرا منها …
هل ستجرحني تلك العيون وتجرح فؤادي؟…
أم ستعيد إلي بسمة لم أعرفها منذ سنوات طوال ؟…
هل ستكون ملجأي وملاذي ؟…
أم ستكون قبري الذي سأدفن فيه فؤادي وأودعه إلى الأبد ؟…
هل ستكون وطني الذي سأسكن فيه باقي العمر؟…
أم ستكون مرسى الوحدة والغربة إلى أبد الدهر ؟…
غربة الأيام ووحدة الليالي …
غربة الذات التي ملأتني سنين طوال …
ووحدة الليالي الباردة المظلمة الهائجة …
ليالي عرفت الدموع فيها الطريق إلى عيناي …
دموع لا تتوقف …
دموع تتهاوى كحبات عقد اللؤلؤ المسجور …
تتهاوى كوريقات الشجر في خريف الزمن …
وهل ستأخذني تلك العيون إلى جسر الحب مع شروق الشمس؟…
أم ستتركني على جسر الدموع مع غروب الشمس …
أتعجب كثيرا لأنها لم تدعني كما دعتني باقي العيون …
عيون البشر التي جاءت لتجرح فؤادي وترحل بعيدا.