مشهد يوم عظيم .

بلا شك أن الزلزال الذي حدث في باكستان كارثة كبيرة .. و لكن حتى من رحم الآلام تولد أرق المشاعر الإنسانية ..
دعوني أحكي لكم عن مشهد عظيم شاهدته بعيني .. مشهد أبكاني من عظمته و صدقه ..
ما شاهدته في مدينة الرياض أمس .. من تسابق سكانها من جميع الجنسيات و الفئات للتبرع بما تجود به أنفسهم لإخوانهم في باكستان .. و إن دل هذا على شيء فإنما يدل على صدق الحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلم حين قال “الخير في أمتي إلى يوم الدين” و أي خير أعظم من هذا .. أن يعرف الإنسان كيف يشارك أخاه الإنسان في محنته .. و أن يسارع بمساعدته بكل ما يستطيع ..
امتلأ ملعب الملز الذي خصص لاستقبال التبرعات من كثرة تدفق الناس عليه .. و أمام المدرسة الباكستانية في الناصرية التي تحول إليها إرسال التبرعات العينية كانت تقف صفوف السيارات التي أتت ربما من أحياء مختلفة في الرياض فقط لتشارك إخواننا في باكستان في محنتهم ..
أنا لست من أهل الرياض و لكني من المقيمين بها و لكن ما رأيته بالأمس جعلني أحب هذة البلد كثيراً .. فما أجمل أن يجتمع الناس على هذة المشاعر الرقيقة السامية .. على المحبة الخالصة في الله تعالى ..
و الله لن أنسى ما عشته بالأمس ما حييت ..
و أدعو الله لكل من تبرع و لو بأقل القليل أن يأجره الله و يتقبل منه و يعافيه من البلاء.
و أدعوكم جميعاً للدعاء في هذه الأيام المباركة لإخواننا في باكستان أن يخفف عنهم الله و يعافيهم و لإخواننا في فلسطين و العراق أن يثبت أقدامهم و ينصرهم.
و أدعو لي لكم جميعاً بالرحمة و المغفرة في هذا الشهر الكريم.


الأحد 20 رمضان 1426 /23 أكتوبر 2005
                                                                  ريم الوادي

لكتابة رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *