و ها تمضي الفصول
بلا عيونك
و ها تأتي الرياح
بما لا تشتهي السفن
لم تخر الجبال كما ادعيت
لم يخرج من كهوف الحقيقة
ألف يأجوج ليذبحني ..
لم تسقط فوق رأسي السماء ..
كقصاصات الأوراق..
ها أنذا .. ما زلت حيا
و أجهزتي تعمل كالرادار
لتسجل أي حلم لك يقترب
و عيوني كالمرابطين
خلف التلال
يريدون الشهادة
دون الحياة ..
*
ما زلت في قلعتي
أنتظر التتار
و صحرائي أمامي
شاسعة.. كالذكريات
غامضة .. كأسئلة الطبيعة
و أنت لا تأتين
لا ترحلين
و أجيال من العشاق
يحفظون تاريخك الدموي
يتخيلونك كشظية من نار
في كل يوم أجدد الحصون
و أحلق الذقون
أملأ كفيات الزيت
و أرص كرات النار
و أشنق ألف جندي
مل الانتظار
*
و في المساء
أراقب تلك الأهلة
أستقبل جيش الأدلة
و أعلن عن نصف مملكتي
لمن ير أول أعلامك اللائحة
يسمع أول دقة
من طبولك الصائحة
أراقب الأحجار و الأشجار
و النداءات الرائحة ..
*
و ها تمضي الفصول
منذ آخر قبلة..
لم أتذوق شيئا
منذ آخر حضن
لم أنم
منذ آخر نظرة
و أنا في ساعة الإحتضار
*
أعرف يا حفيدة التتار
بأنك لا محالة آتية
و أن الجنود سيذبحون
أمامك كالماشية
و أن القلاع تخر على ركبتيها
تفتح لك أبوابها الثمانية
أعرف أن إنتظار القرون الطويلة
سيمر كالثانية ..
و في ليل كالنهار ..
تأتين سيدة البهار
تخلصين وقتي
من لحظتي الشائنة ..
*
أعرف يا حفيدة التتار ..
بأنك ..
لا محالة
آتية ..
—*—
حمدي