القدس.

القدس
(1)
بكيت … حتى انتهت الدموع
صليت … حتى ذابت الشموع
ركعت … حتى ملّني الركوع
سألت عن محمد فيكِ و عن يسوع
يا قُدسُ … يا مدينة تفوح أنبياء
يا أقصر الدروبِ بين الأرضِ والسماء .
(2)
يا قدسُ … يا منارةَ الشرائع
يا طفلةً جميلةً محروقةَ الأصابع
حزينةٌ عيناكِ … يا مدينةَ البتول
يا واحةً ظليلةً مرَّ بها الرسول
حزينةٌ حجارةُ الشوارع
حزينةٌ مآذنُ الجوامع
يا قُدس … يا جميلةً تلتفُّ بالسواد
من يقرعُ الأجراسَ في كنيسةِ القيامة ؟ .
صبيحةَ الآحاد …
من يحملُ الألعابَ للأولاد ؟ .
في ليلةِ الميلاد .
(3)
يا قدسُ … يا مدينةَ الأحزان
يا دمعةً كبيرةً تجولُ في الأجفان
من يوقفُ العدوان ؟ .
عليكِ يا لؤلؤةَ الأديان …
من يغسل الدماءَ عن حجارةِ الجدران ؟ .
من ينقذُ الإنجيل ؟ .
من ينقذُ القرآن ؟ .
من ينقذُ المسيحَ ممن قتلوا المسيح ؟ .
من ينقذُ الإنسان ؟ .
(4)
يا قدسُ … يا مدينتي
يا قدسُ … يا حبيبتي
غداً.. غداً … سيزهر الليمون
و تفرحُ السنابلُ الخضراءُ و الزيتون
و تضحكُ العيون …
و ترجعُ الحمائمُ المهاجرة …
إلى السقوفِ الطاهرة
و يرجعُ الأطفالُ يلعبون
و يلتقي الآباءُ والبنون
على رباك الزاهرة …
يا بلدي .. .
يا بلد السلام والزيتون .
—*—
نزار قباني

ردين على “القدس.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *