دموعها

عندما نحاول أن نطوي صفحات من الماضي رسمت طريقاً من الألم والعذاب , ونحاول أن نرسم طريق جديداً نكتب على صفحاته كلمات لعلها توصلنا إلى السعادة والمحبة بعد أن جرفتها تيارات الهجران.
فإذا بنا ندرك الحقيقة المرة والواقع الصريح أن الماضي هو جزء من الحاضر لا ينفصل عنه أبداً.
قبل فترة تركت لي الحياة مواجع وأحزان , استطعت أن أنسى ولو بعضاً من مرارتها آخذاَ على نفسي عهداَ أن أودع صاحبها وأن أجعله خطاً في صفحة خالية من الكلمات .
واليوم تتسابق إلى أذني كلمات وهمسات عن حياة شخص كان يوماَ قائداَ لجيش من كلمات العشق والحب يفتح به قلوب المحبين وقد كان قلبي أول قلب يجتاز جيشه حصونه القوية ليستقر داخله وينشئ مملكة الحب الذي توهمت أنها سوف تصمد أمام متغيرات الزمان.
اليوم ومن بعيد يرسل رسالة عن طريق كلام الناس مفادها أنه قد أصبح ضحية لتقلب الزمان من حال إلى حال ,فقلت في نفسي هذا هي حياته هو من اختارها فعليه مواجهتها وعليه أن يصبرعلى أقدراها.
هذه الكلمات التي خرجت من لساني سرعان ما تغيرت عندما تغيرت طريقة الخطاب هذه المرة كانت دموعها هي حبر الخطاب .
آه يا دموعها لماذا أختر تيني أنا ؟ لماذا وأنت تعلمين أن يداي قد ربطت بأغلال تعجز عن حلها كل سواعد العالم ربطت بقيود رسمتها عقائد دين وقوانين مجتمعات.
آه يادموعها ليت يداي طليقتان لتمسح عن خدها الجميل دموعها ولكي أضمها لصدري كأم تخفف عن أبنتها ألم مصاب حل بها
ولكن كل هذه أمنيات يحولها واقع مجتمعنا إلى سراب لأمل في أن يكون حقيقة.
ولكن أقول لتلك الدموع اعلمي أنك غالية على قلبي وإنني سوف أعمل كصديق على أن أجففها ولكن هذه المرة سوف أكون بعيداً عنك وسوف يكون قلبي بمثابة المراقب الحزين الذي يعرف في قرارة نفسه أنه لن يصل لمن يريد , وسوف تكون يدي يد عاجز يفصلها عن من تريد حواجز فضبان وحديد.
أخبريها أنني سوف أكون يدها وقلبها وسف أسا عدها بعد عون العلي القدير لئن ترجع تلك الوردة التي عطرت حياتي وتلك العصفورة التي غردت لي أحلى الكلمات ولكن هذه المرة سوف تنشر رائحة عطرها وتردد جميل تغريدها في دارها وحصنها.

1 رد على “دموعها”

  1. رائع

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    تسلم الأنامل اللى سطرت من الحزن هذه الكلمات العذبة لو سمحت أو سمحتٍ الرحيل ممكن سؤال ؟؟ ليش معظم كتاباتك بهذه الطريقة وشكرا كتييير وبالتوفيق ان شاء الله

لكتابة رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *