صديقي !
يا من يعرفه الغزال العربي من حزنه
أسوق إليك شآبيب دمعي،
لأسفحها على أعتابك بالفرح الحزين،
والغربة الجارحة تغتال صفاء عمري
والقلق الغائم يلف سويداء قلبي.
وأنا أبحث عن عزاء
عن وجود جديد
في كلام الله الوارد في القـــرآن ،
وحب الشمس
بعطر الذين عشقوا ، وتقاعدوا.
بالقوافي أنسج نشيد الوداع،
وقد انتبذت مكانا قصيا من أرخبيل هذا الوطن.
كنت قطرة ذوبت نهر الجهل،
وخرمت عمرك سنوات الحرف.
يساقط الورق.
يجف القلم.
وأنت تعشق الحروف حد الحتف.
رحلت كثيرا…
من ربى الشوك
إلى مروج الورد / وللورد أشواكه.
يا أيها الطائر الخارج من السرب
الزارع سنابل الشهادة،
كأنك لم تكن سوى حلم قصير
راود طيرا يعبر هذي الديار.
قل قصيدتك وارحل
كفراشة تتسلل بين الحقول
على جمر الألم.
توضأ بالصبر
تبحر في القبر
لتمتهن الوصل بين الحنين والشعر.
كلما كبر هلالك على تلال الحزن،
تقرع أجراس الحب على أبراج الفصول.
يا سبع عيون*عاد الخريف..
غاب الربيع ..
واستوحش المكان.
والآن ، ها أنت تودع حقل السنابل ،
وتمزج اللغة بالألــــوان،
وتخطــــو.
ونحن ، نعيد إيقاع نبضك،
ونعاود شريط ذكراك
لعل البرتقال يزهر في بساتين مكناس،
والشمس تشرق لون الوطن
بعدما تقاعد الحرف
وجف من القلم الحبر،
ونسجت من دمك مقاعد الدرس
وصيغ صوتك من سجن الطرس .
يا أيها المنسي بين الحجرات
شد رحلك إلى التقاعد هنيا
ولذ بصمتك الخجول مليا
واكتب سيرة جراح خيلك نديا
وارتقب أفقا قزحيا .
غادر مرفأ ذاكرتك
سافر في عمق هواجسك،
والقاعة تعشوشب بكرنفال التكريم.
سألاقيك يوما
بعاصمة البساتين والزيتون
في وشوشات وسط الزحام
حتى نريق الماء في الحبر،
فتكبر فينا الأحلام
والأيام
والكلام .
\” وداعا
وما يبكينك جفن
وما يذكرنك حزن
وما يفدينك زحف الدموع \”.
* سبع عيون مدينة صغيرة شرق مدينة مكناس على بعد17كيلومتر.
* * مقطع لأحمد الدمناتي.
سبع عيون في: 24/12/2004.
إبراهيم القهوايجي