أقول لها
أقول لها وقد ضحكت بثغر
يضيء بنوره البدر الطلوعا
إذا مالت رأيت لها اهتزازا
كغصن البان راقصها ربيعا
وأنوار ملألأة بليل
زمان الوصل أشعلت الشموعا
وقدكشفت عن ساقيها انبهارا
قوارير ممردة بديعا
وأحلام معطلاة بشوق
يشعلها البعاد لنا نزوعا
يشيب ذوو العمائم من كروب
وهمي يشيب الولد الرضيعا
منكسة رؤوسهم لحسن
وقد ألقوا عمائمهم خضوعا
لعمري ما نقضت العهد يوما
وماكنت لعهدكم مضيعا
وللخلق الكريم سبيل قصدي
به شرفي مضيت له سريعا
ولا رمت التملق من وضيع
ولا كنت بمتبع قطيعا
إذا ما خضت في درب المعالي
عزمت السير لا أنوي الرجوعا
يرى الناس أكابرها صغيرا
أرى الآثام أحقرها شنيعا
أرى خلقا و قد ركعوا لخلق
ولا لغير الحق أعتزم الركوعا
إذا الأرض يداهمها غشوم
كأنهار يسافكها النجيعا
وجدت النحل علمني عظات
ترى يحمي ذا العسل المنيعا
يظن الناس صولتهم بمال
ومنخدع يخر له صريعا
فكم ركضوا وراء التبر لهفا
فما شبعوا ثم قضوا جميعا
فما هم ذوي الألباب فلس
وما نالوا به الشرف الرفيعا
لهيب النار تشعله بجمر
وبعض النار قد سكنت صقيعا
وتقديري لمن أهداني علما
وأدبني أضل له مطيعا
وأحرار لكم حفظوا لي سرا
وأنذال فشوا سرا أشيعا
وذو اللؤم يكن لنا جحودا
يقطر قلبه السم النقيعا
فباطنه ذئاب الليل تعوي
وظاهره ترى حملا وديعا
إذا الموت يخبطنا فجاء
أعد له المتارس والدروعا
وذا شيب يشعلها رؤوسا
وليس أرى منه لنا قريعا
وكم حمل الخلائق من صخور
بكلكلها تنوء بهم خنوعا
وذي دنيا لآلئها اشتهاء
أرى المرء بزخرفها ولوعا
يحوم بعشق هالتها احتراقا
فراشا يشتهي منها الوقوعا
وأحمق من إذا نخرت جذور
وراح يعالج الشطء الفروعا
وهل حق لطالبه خفي
وهل شمس تمنعها السطوعا ؟؟
إذا مقل يراودها انكسار
أتقدر أن تكفكفها الدموعا ؟
أبيت وليس في قلبي غل
أرمم من صدى حلمي صدوعا
أحب الناس كلهم سواء
وأن أهوى محمد واليسوعا
لبست العفو منجاة لنفسي
ومن صبري عطرت الضلوعا
سلامي على ذي الخلق العظيم
سنته بنت حصنا منيعا
قدوتنا بدنيانا وهاد
وفي الأخرى يكون لنا شفيعا أقول لها