يُفنى الزمانَ ولا أَخونَ عهدكِ
أَبدا ولو قاسيتُ كُلَ الهوانِ
أَصبو إليكِ كُلما بَرقٌ سَرى
أَو ناحَ طيُر الأيكِ في الأغصانِ .
**
أُعللُ قَلبي في الغرامِ وأكتمُ
ولكنَ حالي عن هَوايَ يُترجمُ
وكنتُ خَلياً لستُ أَعرفُ ما الهوى
فأصبحتُ حَياً والفؤادُ متيمُ .
**
وصلَ الكِتابُ كتابك فأخذتهُ
ولَصقتهُ من الحرقةِ بِفؤادي
فكأنكمْ عندي نهاري كلهُ
وإذا رقدتُ يكونُ تحتَ وسادي .
**
أميرة الحسنِ حلي قَيد أسراكِ
واشقي بِعذب اللمى تَعذيب مضناكِ
أميرة الحسنِ لمْ أَدرِ الغرامَ ولا
حر الجوي قبلَ ما شاهدتُ رؤياكِ
أميرةَ الحسنِ خافي الله واعدلي
بالحكم إِن كانَ ربُ الجمالَ ولاكِ
**
حبيبتي لا أجدْ لِوصفَها حَداً يُرام
فلِمثل جمَالها خُلق الغَرامْ
**
رددي أَحرُفَ الهوى فَكِلانا
في هواهُ معذبُ مقتولُ
لا تَقولي سَينتهي فهوانا
اختيارٌ و قدرٌ فَلنْ يَردهُ المستحيلُ .
**
ومن عجب إِني أَحنُ إِليهم
وأَسألُ ، شوقاً ، عنهُم وهم معي
وتبكي عيني وهم في سوادها
ويشكو النوى قلبي وهم بين أَضلعي
**
لا تعذليه فإن العذل يولعهُ
قد قلتِ حقاً ولكن ليس يسمعهُ
جاوزت في لومه حداً أَضربهُ
من حيث قدرت إِن اللوم ينفعه
…
ودعتهُ وبودي لو يودعني
صفو الحياة وإِني لا أُودعهُ
وكم تشبث بي يوم الرحيل ضحى
وأدمعي مستهلات وأَدمعهُ
آه من حكم القدر ،
وقد عبث بي بعد أَن فارقتني ، ورماني في وهدة
الشقاء واليأس .
**
سأكتبُ ما في قلبي سطوراً
لو كتبت بالدموع لامتلأت بحوراً
**
وما من كاتبٍ إِلا سيفنى
ويبقى الدهرُ ما كتبت يداهُ
فلا تكتب غير شيءٍ يسرك
في القيامة إِن تراه
**
دع الأيام تفعل ما تشاء
وطب نفساً إِذا حكم القضاء
ولا تجزع لحادثة الليالي
فما لحوادث الدنيا بقاءْ
وكن جلياً عن البلوى صبوراً
وسمتكَ السماحة والوفاءْ
**
لا تخفِ ما فعلت بكَ الأشواق
واشرح هواك فكلنا عُشاقُ
عسى يعينكَ من شكوتَ لهُُ الهوى
في حملهِ فالعاشقون رفاقُ
لا تجزعن فلست أَول مُغرمٍ
فتكتْ بهِ الوجناتُ والأحداقُ
**
ولربُ نازلةٍ بضيقُ بها الفتى
ذرعاً وعند الله منها المخرجُ
ضاقت ولما استحكمت حلقاتها
فرجت وكنت أَضنها لا تفرجُ
**
أَحبَكمْ قلبي وما عشقتُ سواكم
وقلبي يهوى أَن يكونَ فداكم
يهون علينا بعدكم ونواكم
تذكرني الأحلامُ إِني أَراكم
عرفتُ لذيذ النوم كيف يكونوا
وما أَغمضت عيناي بعد فراقكم
ولا لقلبي بعد المنامِ سكونوا
يخيل لي في المنامِ إِني أَراكم
وإِني لأهوى النومَ بغير حاجةٍ
لعلي لقاكم في المنامِ يكونوا
فيا ليتَ أَحلامُ المنامُ يقينُ ……
**
أَحببتُ من أَجلهِ من كان يشبههُ
وكلُ شيءٍ من المعشوقِ معشوقُ
حتى حكَيتُ بجسمي ما بمقلتهِ
وكأن سقمي من جفني مسروقٌ
**
يا محرقاً بالنار وجهه محبهِ
مهلاً فإن مدامعي تصفيهُ
أَحرق بها جسدي وكل جوارحي
وأَحذر على قلبي لأنكَ فيه
**
بعدتُم وأَنتم أَقرب الناسِ في الحشا
وغبتم وأَنتمْ في الفؤادِ حضورُ
**
أَأَدعي إِني أَصبحتُ أَكرههُ
وكيفَ أَكرهُ من في الجفنِ سكناه
وكيف أَهربُ منهُ ؟ إِنهُ قدري
هل يملك النهر تغيراً لمجراه
**
مهما بعدتم فلي من وصلُكم أَملُ
وحق الهوى أَحلى من الوسنِ
الروح لما رحلتم ما مني رحلتْ
ومتى رجعتم تعود الروح إِلى البدنِ
**
أَكننتُ نفسي خشية اللوامِ
وعضضت مضطرماً على أَبهامي
ووقفتُ يقتلني الحياء كأنهُ
سمٌ سرى في أَضلعي وعظامي
أَخفي جراحاً لستُ أَعلمُ بلسماً
يشفي جراحي ويجتلي آلامي
وأَبيتُ في سقمٍ مريرٍ جامحٍ
وأَظلُ ملتفاً بحبل سُقامي
أَقضي الليلي بل أَبيتُ مُفكراً
أَين الصباحُ ونورهِ المترامي
**
أَفديهُ إِن حفظ الهوى أَو ضيعا
ملك الفؤادُ فما عسى أَن اصنعا
**
أُحبكَ مهما طالَ انتظاري
لأنكَ لستَ قدري ولكن اختياري
**
في السراء والضراء وحتى يفرقنا الموت
سأُحبكَ بكل دقه في قلبي
موضوع لا مثيل له
اجمل موضوع