ليسَ في أوِّل ِ الطريق ِ يُكتشَفُ الحُب
–*–
أيا مَنْ عشقُها يلتفُّ حولي
غصوناً كي يُقدِّمَ لي اعترافا
كأمطارٍ على أوتارِ قلبي
تمنَّتْ أن أكونَ لها مُضَافا
تمنَّتْ أن أُعيدَ لها احتفالاً
مِنْ الأشواق ِ طارَ لها و طافا
أرادتْ أن أبيعَ لها حياتي
و أنْ ألتفَّ في دمِها التفافا
أحبَّتْ أنْ تطيرَ لها حروفي
و أن يبقى الغرامُ لها لُحَافا
محبَّتُها الغلافُ و عند قلبي
أصرَّتْ أنْ تكونَ لهُ الغلافا
هيَ البحرُ العميقُ و كمْ أرادتْ
إذا عانقتُها أُمْسِي ضِفافا
أيا مَنْ عشقُها مازالَ شهداً
و شعري منهُ يغترفُ اغترافا
يفيضُ السِّحرُ مِنْ فمِها زلالاً
و بين النَّهدِ يبعثُ لي هتافا
تذوبُ لها سماواتي اشتياقاً
و لا أخشى بقبلتِها انحرافا
و ما قدحَ الخلافُ بنا افتراقاً
و فينا الحبُّ قد أنهى الخلافا
هوانا ها هنا أعراسُ جذرٍ
و أنهارٌ تُقيمُ لنا الزفافا
أحبُّكِ فانظري أوراقَ عشقي
على شفتيْكِ تكرهُ أنْ تُعَافا
و أحلى أحرفٍ بهواكِ فاضتْ
و فيكِ حلوُّها انصرفَ انصرافا
حضنتُكِ فاشتققنا ألفَ حضن ٍ
أناشيداً و قاتلنا الجفافا
و فيكِ تتابعتْ أهدافُ عشقي
كمحترفٍ يُجيدُ الاحترافا
صلاتُكِ دائماً تنمو ربيعاً
و تُورقُ بينَ أغصاني ائتلافا
كلانا مشرقٌ يعلو فيعلو
فيُغرقُ مغربَ الدنيا هتافا
سنُكملُ بعضَنا مدَّاً و جزراً
و إنْ أبدتْ عناصرُنا اختلافا
ضلوعي في ضلوعِكِ فلسفاتٌ
و كمْ ذا أدمنتْ فيكِ اصطيافا
سماؤكِ هذهِ دوماً أراها
على شفتيَّ تحترقُ ارتشافا
و ما انغلقَ الهوى بيديَّ ورداً
و فيكِ تفتَّحَ الوردُ اعترافا
طريقُ الحبِّ آخرُهُ اكتشافٌ
بأنَّ الحبَّ لمْ يُنجبْ ضعافا
عبدالله علي الأقزم 22/2/1429ه