لم يدعوك تهنأ في سفرك
و عندما
وصل الحديث لسمعك
قلت بحزن لا يهمك
و طلبت ان الزم صمتك
عذرا
لآخر مرة لن أنفذ طلبك
**
ماذا فعلت ؟ و ما هو ذنبك ؟
كنت لهم عونا فخذلوك
كنت لهم و فيا فخونوك
من كل خير جردوك
و كما هي العادة
لم يسلم من الطعن ظهرك
**
دفتر شعرك أخرق
و حكمك جوفاء
هل رأيت كيف تتغير الأهواء ؟
بين ليلة و ضحاها
يغير الله ما يشاء
من مدح لذم
من يصدق حديث النساء ؟
انزلوك الارض و مسكنك السماء
**
أرحل نعم ارحل
كن متسامحا كما عهدتك
كنت سيفا هناك
و هنا ستبقى كما عرفتك
**
أعذرهم
هم لا يعرفون طيب أصلك
حلو حديثك و نقاء نفسك
ظلموك
لأنهم لا يعرفوك
لا يعرفوا
كيف يخرج حرف دمعك
كيف تسهر و تمضي يومك
كيف تفتح للغرباء قلبك
كيف يجود بسخاء نزفك
**
لا يعرفون
كيف ؟
و أنت هناك بالبعيد
تستقبل تهنئة العيد
و تقول :
( عيد بلا قبلة امي ليس بعيد )
**
اعذرهم لم يقرئوك بالفصحى و أنت تقول :
( غطائي قلم ، سريري ورق
زادي كتاب ، رفيقي ارق )
لم يقرئوك بالعامية و أنت تقول :
( أحبك يا وطن
من أول مدينة بالشمال
إلى جنوبك يا عدن
من شرق البحرين
الى آخر المغرب من مدن
أحبك
أحبك و تجرحني يا وطن
أحبك
و تنسج لي من همومك كفن
أحبك يا وطن )
**
اعذرهم
عالمهم اصغر من عالمك
احزانهم قطرة في بحر حزنك
اعذرهم لا يعرفون
لمعة الود بعينك
عطر الزهر بكفك
شموخ الطهر بدربك
**
نعم أرحل نعم أرحل
من هناك و الى هنا أقبل
يا فارسي
ارتدي ثياب عزك
اتشح قوة اسمك
امتطيء جواد فكرك
و ارتحل
فكل اراضي الحب ارضك
و كما عهدتك
كن واثقا بربك
و سيحقق يوما املك
**
تعال يا سيفي
و ليقطع رقاب الحزن حدك
أقبل
و أنشر بكل الأجواء عطرك
ارحل
و اعذرهم و سامح
فربما لم يفهموا قصدك
و ترفع عن تُرَّهات حروف
لا تعيَّ قدرك
**
سيفي
تذكر بعض قصيدة
و رددها بنفسك :
(تجيئنا يـا أمــيـر الــفــل مـتـشـــحـاً…………………
…………………بـكـل مـا في ضمـير الفل من صــــور
تـجـيـئـنـا كـلـتـمـا بـاحـت قــرنـفـلــة…………………
…………………و كـلـمـا اصـــطـبـغ الـرمـان بالـخــفـر
و كلما وشـوشـت سـمراء عاشــقها…………………
…………………و كلما اجـتـمـع الأصــحاب للـســـهـر
رسمت حتى سلبت القبح و حشته…………………
…………………فـعـاد كالحـــسن يغري العين بالنـظر
تـعـطـي و نــأخــذ أوراقـــاً مــلـــــونـة…………………
…………………تـطـيـر مـنـهـا فـراشات من الشـرر )
لا عدمتك رددها بنفسك
و ارمي حروفهم خلف ظهرك
و سيبقي السؤال
ما هو ذنبك ؟
**
سيف
حكمة غمدك و حق نصلك
لا تدعهم يهزمون حرفك
لا لا عدمتك … أنا و أمك
–*–
بلقيس