وداعاً يا أزقة حينا .

بدأ المهاجرون يسرعون و يحملون الحقائب …
يبكون بحرقة شديدة …
يودعون احبابهم …مناديل كثيرة …
يلوحون من بعيد من هنا و من هناك …. دموع متطايرة …
دموع ترفض ان تودع … ترفض ان تنتهي و تنقطع …
امي الحنون عانقيني ولا تفارقي روحي…
لا تتركيني …..لا تدعيني اسافر نحو المجهول المخيف…
امي انا مجرد امرأة وحيدة و ضعيفة …
ابي تعال و ارجوك الا تبكي امامي …
ابي انت لي الابتسامة و الفرح كله…
ابي اعترف لك قبل رحيلي …
انك الرجل الوحيد الذي وثقت به…
الرجل الوحيد الذي ارتميت بين احضانه دون خجل ودون خوف …
ابي لا تستهزء مني …
لكني غدوت اجمل من صباي…
شقيقتي الصغيرة…اخر العنقود…
تعالي في احضان اختك المهاجرة…
دعيني اسرق منك شيئا من طفولتك…
دعيني اتقمص شخصيتك للحظات فقط…
لانسى اني امرأة كبيرة …
امرأة تبدو اكبر من سنها …
ارجوك دعيني اعتقد اني مازلت طفلة مدللة…
بيتي الجميل .. اغلق الباب ورائي …
حتى اذا راودني الحنين و رجعت…
اجد الباب موصدا مقفلا بالف مفتاح…
بيتي الذي بناه ابي و امي بتعب و جهد …
بناه بالحب و الاخلاص و التضحية…
بناه حجرا بحجر…
بيتي الذي جعلني ملكة زماني و سندريلا العصور …
وداعا ايتها الدروب و الازقة…
وداعا يا جارتي الحقودة المتسلطة…
وداعا يا اطفال الحي …
وداعا ايها المعجبون و الجيران و وووووو …..
وداعا يا كل بسمة و همسة و ضحكة
و دمعة و صرخة و ابتسامة
و صفعة و لمسة و ووووو…………..
—*—
بنت المغرب

1 رد على “وداعاً يا أزقة حينا .”

لكتابة رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *