مقدمة : بدون .
الإهداء : إلى كل حفيدات الخنساء .
—-*—-
(1)
المرأة في بلدي بخمسين الف رجل …
المرأة في بلدي …
عندما تريد … تكون بخمسين الف رجل …
المرأة في بلدي …
عندما تعشق بخمسين الف رجل …
المرأة في بلدي …
رغم كل ما يُقال …
رغم جنازير الفولاذِ … و سلاسل الحديد…
رغم التقاليد الباليةِ … و المجتمع العنيد …
بخمسين الف رجل
(2)
ألا يحق لي السؤال … ؟!
أبوكِ رجل أمن …
أخوكِ دمه فداء للوطن …
لا … ممنوعة من السؤال …
هل اصبح التفكير هنا محال ؟ …
هل التفكير … كفر بالاديان ؟ …
تباً لهم … و لمن يعبدُ الشيطان …
(3)
وأسأل … رغم لجام الحصانْ …
و جمر المداخنْ …
و الجثث التي تمتلئ بها المدافنْ …
من أين لهم هذا ؟! …
(4)
أليست الحرية حقٌ للجميع ؟ …
أليس التفكير حقٌ للجميع ؟ …
و لماذا درسنا … ؟ …
و لماذا نحنُ نعيش ؟ …
لم نحن مجبورون على الخضوع للوالي ؟؟! …
أليس الوالي أجير عند المسلمين ؟…
لم لا نراه يقف معنا في الطابور ؟! …
لما لا نراه في الزحام ؟…
يقفُ كبقية الشعب المقهور …
عند باب البنك أول كل شهر … ليدفع فواتيره …
لما لا نراه يقف عند إشارة المرور ؟ …
(5)
وأسأل ..؟
ولا أجد الجواب …
إياك أن تعيدي السؤال …
أممنوعة من السؤال ؟؟!
بل ممنوعة حتى من التفكير بالسؤال …
وأحاول …
ألا أسأل …
ألا أفكر …
وينادي منادي القانون …
حرية التعبير مكفولة …
ويصرخ منادي القانون …
حرية التفكير مكفولة …
وأحاول أن أتحايل على القانون …
أن أتوقف عن التفكير … أن أغدو مشلولة …
(6)
لا فائدة …
عن ألا أفكر … لا … لا أستطيع …
وبعد مده …
والدي متواطئ مع الجبناء …
أخي لا تجري في جسمه دماء …
وكل الموضوع
خدعة … نكراء …
ليضحك الجميع …
ويسكر الجميع …
(7)
عندما أردت أن أكون كالنساءْ …
أن أطيل أظافري كالنساءْ …
أغير تسريحة شعري كالنساءْ …
أشارك النساء في الرقص والغناءْ …
أصبح الجميع … واعظون …
وتارك الصلاة … أمير المؤمنين …
متواطئين … متواطئين …
(8)
وأخاف من الجلادِ …
وأخاف من وقع اليد على خدي الرقيقْ …
وأخاف من الحديثِ …
وأخاف على شعري …
و أخاف أن امشي وحيدةً في الطريقْ …
(9)
ستظل المرأةُ في وطني بخمسين الف رجلْ …
رغم سياط الظلمِ …
و التردد …
و الوجلْ …
و سأبقى أنا صامدة …
حتى يحين الأجلْ …
(10)
لن أتوقف عن السؤال …
لن أتوقف عن التفكير …
و اليوم …
الذي يرفع يده في وجهي أخي الكبير …
اليوم …
الذي يُسرق فيه مني قلمي الصغير …
اليوم …
الذي أجبر فيه أن أتوقف عن التفكير …
ذلك اليوم …
سيكون آخر يوم في حياتي …
و ليسقط …
هذا الزمن الحقير …
—*—
بلقيس