مزّقَت رسائِله ورمتها بعيدا..
أعلنت عليها الرحيل..
وأعلنت الغضب..
لكنها نسيت أن الدفء الذي تركته رسائله
لا تزال مُستوطنة روحها..
عصِيّة عن الرحيل!!
***
غسلت يديها بماء بارد..
وغسلت وجهها..
تريد مسح قبلته المشتعلة على ثغرها وكفيها..
ظنت أن المار قادر على إطفاء لهيب شوق قبلاته..
لكنها نسيت أن حرارة قبلته منبعها حب عميق استقر جوفها!!
***
جمعت كل هداياه..
أحرقتها..
وأعلنت إعدامها..
عادت فلم تجد وسادتها..
لم تجد غرفتها..
حتى وجهها في المرآة.. ضاع
ولم تجد تلك الذكريات التي عبثت بها!..
نسيت أنها أضاعت نفسها وهويتها وأعدمت حياتها!!
***
أغلقت نوافذ غرفتها..و أسدلت الستائر..
غَلَّقَتِ الأبواب..
أعلنت أن حبس نفسها يُنجِّيها منه..
ونسيت أنها احتبسته في جوفها قبل أن تحبس نفسها!!
***
رفعت صوت الموسيقى..
وافتعلت الضجيج..
تلك الموسيقى التي أحبتها أبدا..
أرادت أن تكرهها..
سدت أذنها، وراحت تصرخ بجنون..
لقد كانت تنادي باسمه،
أن ينقذها من ضياع روحها بعده!!
—*—
ن ب ر ا س