عانقتُ خاصرة القلم .

عانقتُ خاصرة القلم..
فاهتز يشكي
من عذابات فؤادي المتهم
من كل سويعات الألم..
ومن كل كلماتي السجينة
في عمق عمقي مستكينة
حتى ليالي الأمس كانت في هدوء
وسكينة..
واليوم صارت كالحمم..
بركان شوق في دمي
والعين تبكي
لم أنم..
إني دموع للدواة،
وحلم عشق للهواة..
يا أيها التاريخ هلا كتبت
عن الأسيرة،
والشقية،
والرهينة..
عني وعن قصة الحب التي أبت
أن تمت قبل الحياة..
هيا اكتبوا،
فوق قصاصات الورق..
هذي زمانات القلق
يا حبيبا ضم قلبي
فاحترق..
هات القلم..
دعني أشكل من دموعي هيكلا
أو أصوِّر متحفا
في بهوه قام العَلَم..
علمٌ ، هو الإبحار دوما..
في حياة كالجنون..
أو ممات كالجنون..
لن تموت..
ولن يأت إليك يوما
ما يسمى بالمنون..
هات القلم..
ستظل في التاريخ دوما كالقمم..
عالي الهمم..
ولن تموت..
كي تحمل الموت عن كل البرايا
لا تظن بي الظنون،
أنا لن أقول سوى المهم..
يا رجل الشهامة والكرامة
والقيم..
لن تموت..
فلقد بحثت في جفني عن لحد
أو كفن
فوجدت قاموسا به
كل حكايات الورى،
من لم يمت
ومن واراه الثرى
من قبل أزمنة الحياة
من عمق اللاوجود
و عمق حلم،
لم يبلغ إلى اليوم مناه
قبل عاد و الإرم
قبل أن يُقتَلَ الصبح على كتف الظُّلـَـم..
وجدت قاموس المنية
والردية
والحياة
فبحثت عن الأمل الشجي
وكل فخر في الأمم..
فوجدت اسما في كتابي
وجدت نقشا في فؤادي
وجدت في الصبح صبحا
وفي المساء قناديل الصباح..
يا حبيبا ضم قلبي..
فارتحم..
ثم أحياه فؤادا من سراب
وخيال
وعدم
لن تمت..
فلقد حكي التاريخ لي
عن حبيب لم يذق
طعم الألم..
عن حبيب ،
ضم في الصبح كيانه..
ضم في الليل حنانه..
لكن ليس للعمر احتضانه..
هات القلم..
بربك قلي: من المتهم
فهنا الضحية
والضحية
والعدم
لا تقل حبا يا حبيبي
فقد انعدم
ذلك الحب الذي كان يوما
كالحمم
هات القلم..
هذي وصية ميت
قد مات قبل أن يحيا
في الظُّلَم..
هات القلم..
قدري المعذب قد حكَم…
—*—
ن ب ر ا س

1 رد على “عانقتُ خاصرة القلم .”

لكتابة رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *