هل قرأت يا عزيزي ملحمة جلجامش ؟؟
*
أنا قرأتها بالأمس
بكيت فوق أسوار بابل
رافقته في ترحاله …
وبحثه …
وبكيت من أشواقه
وتذكرت بابل
قرأت عن انكيدو …
الوحش صاحب القلب المفعم بالإنسانية
تذكرت آلاف الوجوه الجميلة التي عبرتني
في كثير من محطات الحياه
وبين الضلوع تحمل وحشا
تخجل من وحشيته الوحشية
*
لماذا أكتب إليك الآن؟؟
لست أدري
ربما هو موعد للشجن …
ربما هو حديث الروح …
في عالم غير محدود الزمان
ولا المكان ..
وربما أنني أحتاج شيئا من حديث
*
و تراودني بعض الفكر…
جلجامش يا عزيزي …
كان يفتش عن زهرة الحياه
وعندما وجدها
سرقتها منه الحية اللئيمة
وعاد إلى أرض بابل
ليبني أسوار بابل
وبيوت بابل
وحدائق بابل
ليعلم أهل بابل
ما علمته الحياه
أن الخلود ليس زهرة أو شربة ماء
وإنما الخلود
فكرة
فكرة
فكرة
تبنيها
تزرعها
ترسمها
تكتبها
فتحيا بها مخلدا أبد الحياه
*
لماذا أجيء ألآن؟؟
أكتب لك عما قراءاتي ….
وأفكاري …
وأرسم بين السطور إليك
صوري الصغيرة …
فتضحك من سخافاتي …
وترثو لكلماتي وحكاياتي
*
لكني قرأت …
وأفكر … (( إذن أنا موجودة ))
هل يمكن أن نسطر ملحمة أكبر …
أغرب … أخطر
فلا زالت أرض بابل تنتظر
لكن
انكيدو مات مقتولا غدرا
والحية الرقطاء تضاعفت …
فهل يمكن أن نعيد كتابة الأسطورة؟
وننقش هنا …
ألواحا بابلية ؟؟؟؟
*
تقول لي :
لا زلت طفلة …
لا تنكر …
أسمعها رغم المسافات البليدة بيننا
رغم الزمان المنقطع …
رغم الحروف التي تمعن التضليل …
والمراكب التي تتقن التيه
والنبض الذي يغرق قبل الوصول
*
آه ذكرتني
قرأت يوما في منتدى .. أن الحب
((أن يظل في الأصابع رعشة
وفي الشفاه المطبقات سؤال))
*
فدعني الليلة أهذي
وغدا ألملم حرفي …
بموج ورمل وشال
*
قرأت للقصيبي قصيدة …
ما أجمل ما يكتب القصيبي من قصائد
ما أروع ما يكتب القصيبي من أسئلة
جميل أن نخفي الأجوبة
خلف ضحة …
وأغنية …
وفكرة …
وارتحال
*
كتبت عن عينين …
من وهم ومن حقيقة
لكنني
لا أجرؤ على الاعتراف بالحقيقة
فأعترف بالوهم
والوهم أنها سراب
ونظل نتقصد التيه بالإبحار
ثم نسأل حائرين ترى؟؟
أين الجواب
*
عذرا عزيزي ….
كنت أكتب لك عن فكرة …
فتشابكت …
لكن الملاحم كثيرة
والمدائن كما تركتها الأساطير القديمة
لم تزل غارقة بالحزن والخرافة
ولم يزل أبطالها مكبلون بالسلاسل
لا زال سكانها ….
يسجدون للآلهة التي تحكم بالسياط
أجسادهم خاضعة
وجراحهم تقاتل
*
من يجدد الملاحم القديمة
ويعيد نقشها بالمسامير … النووية !!!
ودرويش لما يزل يقول أنا :
(( نحن يا أختاه من عشرين عام
نحن لا نكتب الشعر
لكنا نقاتل ))
*
في غرفتي اليوم
رسوم لناجي العلي
تطالعني منها فاطمة …
ويدير وجهه … حنظلة
وآلاف الوجوه الطيبة …
وآلاف البطون المتكرشة
في كل رسم ملحمة
أين الحروف التي بوسعها
أن تجسد الحكاية
وأين الحروف التي بوسعاها
أن تقيم معرضا ….
وتترجم …
الخطوط والظلال ….
أفكر أنا …
في خواطر من محال
و صوتك من بعيد عبر هذي الأزمنة
يهمس في شيء من ود …
وكثير من حنان
لا زلت طفلة ….
ثم يضحك ويقول كي يتجنب غضبتي
لكنك عزيزتي
طفلة رائعة
لا بأس أي طفلة ….
أسيرة الخيال
فلولا الأطفال …
لأفقر الوجود من الجمال
فكن حامدا لله أني
لا زلت طفلة
عزيزي …
أجل لا زلت طفلة
وإذا ما راودتني أي فكرة
سأكتبها إليك
—*—
زينة
إبنة المرفأ