هكذا علمتني الحياة :
مصطفى السباعي – الفصل التاسع.

هكذا علمتني الحياة :
مصطفى السباعي
الفصل التاسع

 

  • ليس في قلب المؤمن مكان لغير حبِّ الله و رسوله صلى الله عليه و سلم ، و ليس له أمل أغلى من لقائهما ، و لا عمل ألذ من مرضاتهما ، و لا وصل أحلى من وصالهما .
  • إذا ادَّعت نفسك حب الله فاعتبر بموقفها من أوامره و نواهيه ، و برغبتها و رهبتها من جنته و ناره ، و إذا ادَّعت حب رسوله فاعتبر بموقفها من سنته في أخلاقه و آدابه ، و من آل بيته في حبهم و موالاتهم ، و من صحابته في إكبارهم وحسن الظن بهم ، و من دياره و آثاره في الشوق إليها و الخشوع عندها .
  • يكفيك من عزِّ الطاعة أنك تسر بها إذا عرفت عنك ، و يكفيك من ذل المعصية أنك تخجل منها إذا نسبت إليك .
  • موطنان ابكِ فيهما و لا حرج : طاعة فاتتك بعد أن اتتك ، و معصية ركبتك بعد أن تركتك .
  • موطنان افرح فيهما و لا حرج : معروف هديت إليه ، و خير دللت عليه .
  • موطنان أكثر من الاعتبار فيهما : قوي ظالم قصمه الله ، و عالم فاجر فضحه الله .
  • موطنان لا تطل من الوقوف عندهما : ذنب مع الله مضى ، و إحسان إلى الناس سلف .
  • موطنان لا تندم فيهما : فضل لك جحده قرناؤك ، و عفو منك أنكره عتقاؤك .
  • موطنان لا تشمت فيهما : موت الأعداء ، و ضلال المهتدين .
  • موطنان لا تترك الخشوع فيهما : تشييع الموتى ، و شهود الكوارث .
  • موطنان لا تقصر في البذل فيهما : حماية صحتك ، و صيانة مروءتك .
  • موطنان لا تخجل من البخل فيهما : الإنفاق في معصية الله ، و بذل المال فيما لا حاجة إليه .
  • موطنان انسَ فيهما نفسك : وقوفك بين يدي الله ، و نجدتك لمن يستغيث بك .
  • موطنان لا تتكبر فيهما : حين تؤدِّي الواجب ، و حين تجالس المتواضع .
  • موطنان لا تتواضع فيهما : حين تلقى عدوَّك ، و حين تجالس المتكبر .
  • موطنان أكثر منهما ما استطعت : طلب العلم ، و فعل المكرمات .
  • موطنان أقلل منهما ما قدرت : تخمة الطعام ، و لهو العاطلين .
  • موطنان ادخرهما لتغيُّر الأيام : صحتك ، و شبابك .
  • موطنان ادخرهما ليوم الحساب : علمك ، و مالك .
  • موطنان لا تجزع من مشهد البكاء فيهما : بكاء المرأة حين تتظلَّم ، و بكاء المتهم حين يقبض عليه .
  • موطنان لا يغرّنك الضحك فيهما : ضحك الطاغية لك ، و ضحك المحزون عندك .
  • موطن واحد لا تعلق قلبك فيه إلا بأثنين : عمرك ، لا تحب فيه إلا الله و رسوله .
  • وقت واحد لا تفعل فيه إلا شيئاً واحداً : ساعة الموت ، لا ترج فيها إلا رحمة الله .
  • إن للشيطان مكائد ، فمن وفق لمعرفة طرائقه فيها كان من الناجين .
  • تغيير الرأي كتغيير الرأس عند الجاهلين المعاندين ، فلا تحاول أن تقنع جاهلاً معانداً بتغيير آرائه ، فتضيِّع وقتك و تتلف أعصابك .
  • صاحب الهوى مريض ، فاحتل لعلاجه بما لا ينفر منه ، و إلا طرح الدواء و استعصى على الشفاء .
  • داو قساوة قلبك عند الموعظة ، كما تداوي عسر هضمك عند الأكل .
  • أراك جـميلاً حـيـن تـرضـى و تـغــضـبُ…………………….
    …………………….و حـيـن تـمـنـي بـالـوصـــال و تـعـتـبُ
    و حين تعافـيـنـي مـن الـهـم و الضـنى…………………….
    …………………….و حين دمــائـي مـن جــراحـي تـثـعبُ
    و إن يـك جــسمي ملءُ عطفيه صـحة…………………….
    …………………….و إن تكن الأســـقام تضـوي و تـعــطبُ
    و إن غـمـرتني مـنك حسـنى تسرني…………………….
    …………………….و إن هُـدَّ مـنـي للـمـــصـائب مــنـكـبُ
    و في الضر والنعمى وفي المنع والعطا…………………….
    …………………….و في الأمـن و الأحــزان تأتي و تذهـبُ
    أراك جــــــمـيـلاً فـي فــعــالـك كــلـهـا…………………….
    …………………….فـهـل أنت راضٍ أم ترى أنت مـغــضـبُ
    و لـكـن ظـنـي فـيـك أنـك مــــعـتـقـي…………………….
    …………………….و أنـك تـدنـيـنـي و لـســــــــت تـعـذبُ
    فـيـا رب هـب لـي منك صـبراً و رحـمة…………………….
    …………………….و يــــا رب حـبـبـنـي بـمـا فـيَّ تـكـتـبُ
    و يـا رب زدنـي عـنـك فـهـمـاً لمحـنتي…………………….
    …………………….و ثـبـت يقـيني فــيـك فـالـقـلـب قُلَّـبُ
    و زدنـيَ إحـــســانـاً بـمـا أنـت أهـــلـه…………………….
    …………………….و حــسّـن فــعـالـي أنت نعم الـمـؤدِّبُ
    أنـزل عـلـى قـلـبـي الجـريح سـكـيـنـةً…………………….
    ………………….و أحسن ختامي ليس لي عنك مذهبُ
  • من سمع القرآن فلم يخشع ، و ذكر الذنب فلم يحزن ، و رأى العبرة فلم يعتبر ، و سمع بالكارثة فلم يتألم ، و جالس العلماء فلم يتعلَّم ، و صاحب الحكماء فلم يتفهم ، و قرأ عن العظماء فلم تتحرك همته .
     فهو حيوان يأكل و يشرب ، و إن كان إنساناً ينطق و يتكلم .
  • المرأة الجاهلة الرعناء ، لها من أنوثتها (العاطفة) ، و ليس لها من إنسانيتها (العقل) .
  • الأب كبش للتضحية ، يفرح أولاده الصغار بإراقة دمه ، و تفرح زوجته الرعناء بأكل لحمه .
  • ما رأيت كالأب ، يهدم أولاده بنيانه و هو بهم فرح ، و ينغِّصون عليه عيشه و هو منهم مسرور .
  • لولا الاستقرار لكان الزواج حمقاً ، و لولا العاطفة لكان إنجاب الأولاد جنوناً ، و لولا الدين لكان إنشاء البيت عبثاً و سخفاً .
  • من البيوت واحة يستريح عندها الأب الزوج ، و من البيوت فرن يحترق فيها .
  • لا تتأخر عن الزواج لثقل أعبائه ، فليومٌ من أيام العزوبة فيه من ثقل الأعباء ما تنوء بحمله الجبال الراسيات ، و لا تتأخر لكثرة نفقاته ، فنفقات الزواج كنفقات الحراثة و البذر ، و نفقات العزوبة كمن يحرث في البحر .
  • عبادة العازب مشوبة بانشغال البال مع الشيطان ، و عبادة المتزوج مشوبة بانشغال البال مع الرحمن .
  • الصبر على الطاعة في الزوج والولد أعظم عند الله أجراً من الصبر على الطاعة في الزهد و الخلوة .
  • الزاهد الذي يتخلَّى عن أعباء الزوجة و الولد جبان مهزوم في معركة الرجولة ، و العابد مع هموم الزوجة و الولد شجاع منتصر في معركة الحياة .
  • ربَّ بسمة من طفل صغير ، أحب إلى الله من ركعات يقوم بها عزب في ظلمات الليل البهيم .
  • الأم أقوى عاطفة نحو الصغير ، و الأب أقوى إدراكاً لمصلحته ، و من رحمة الله به توفيرهما معاً له .
  • اثنان لا تخالف رأيهما أبداً :
    1- الطبيب الحاذق حين يعالجك .
    2- الحكيم المجرب حين ينصحك .
  • الخير والشَّر متلازمان و كأن حكمة الله اقتضت أن لا يصل الخير إلا مع شيء من الشر …
     و لا يكون الشر إلا ومعه نصيب من الخير .
  • إياك و مصاحبة المغرور ، فإنه إن رأى منك حسنة نسبها إليه ، و إن بدت منك سيئة نسبها إليك .
  • من خانك في صداقتك فقد أراحك من عبء واجباتك نحوه …
    من فرَّط في صحبتك فقد أراحك من التفكير في أمره …
    من موَّه عليك في دينك فقد استخفَّ بعقلك …
    من كذب عليك فقد استخف بوعيك.
  • أربعة تستدل منها على وجود الله :
    1- خلق العقل في الإنسان .
    2- روعة الجمال في الطبيعة و الحيوان .
    3- دقة النظام في هذا الكون العظيم .
    4- عدالة الانتقام من المسيئين و الظالمين .
  • ستة لا تتحسر على ما فاتك منها :
    1- جاه أعقبه مذلَّة .
    2- معصية أعقبها ندم .
    3- أخ لم يعرف حق إخائك .
    4- نعمة جلبت لك الغصص و المشكلات .
    5- صحة لم تؤدِّ فيها واجباً .
    6- زوجة جعلت حياتك جحيماً .
  • خمس تورد المهالك :
    1- شهوة عارمة .
    2- علم لا يقصد به وجه الله .
    3- مال يورث الشحَّ و الطمع .
    4- فراغ يحمل على ارتكاب المآثم .
    5- عقل يحتال به صاحبه على الناس .
  • أكثر الناس يظنون السعادة فيما يتم به شقاؤهم .
  • لا تخدع بطيب الطعام حتى تتبين فائدته …
    و لا ببكاء الزاهد حتى تتبيَّن استقامته …
    و لا بوعود الحاكم حتى تعلم خلقه …
    و لا بدعوى العالِم حتى يشهد له أقرانه …
    و لا بتظلُّم الزوجة حتى تستمع إلى زوجها …
    و لا بصلاة العابد حتى ترى معاملته …
    و لا بوقار الشيخ حتى تشهد مجلس أنسه و سمره …
    و لا بحماسة الشاب حتى تجرِّبه في المكاره …
    و لا بمدَّعي الوطنية حتى يصبح نائباً أو وزيراً …
    و لا بيمين البائع حتى تتظاهر بالرغبة عن الشراء منه .
  • ربَّ من تراه اليوم شيطاناً ، تعترف له غداً بأنه ملاك …
    و ربَّ من تحني له رأسك اليوم تطؤه بقدمك غداً …
    و ربَّ من تخشاه اليوم يفرق منك غداً …
    و ربَّ من تكبِّله بالأغلال اليوم يتحكم في مصيرك غداً …
    و (لا يدوم لإنسان حال) .
  • قوة الأشرار بلاء ، و قوة الأخيار دواء ، و قوة المؤمنين شفاء .
  • الحقيقة كالمخطوبة الحسناء : كثيرٌ خطابها و لكنها لا تكاد تجد فيهم واحداً تحبه .
  • البيت القويّ يحتاج إلى الإسمنت و الحديد أكثر مما يحتاج إلى الزينة و الزخرفة …
    و كذلك الأمة الناهضة تحتاج إلى العباقرة في العلم و الصناعة …
    أكثر مما تحتاج إلى المبرزين في الرقص و الرسم و الغناء .
  • ليس صدفة و لا عن حسن نيَّة أن توجَّه طاقات شبابنا و بناتنا إلى الرسم و الرقص والغناء ، و يكون ذلك محور التوجيه في الصحافة و الإذاعة و التلفزيون من حيث لا توجَّه طاقاتهم و لا عبقرياتهم إلى العلم و الصناعة و الإختراع …
    إنها خطة استعمارية تنفَّذ من أموال الشعب على أيدي بعض (العملاء) و الضحية الأغرار من المراهقين و المراهقات . <
    ( و كأنه يعيش بيننا الآن )
  • ليس أسهل على نفوس الشباب في أمة حديثة الوعي ، من إغرائهم بالشهرة عن طريق الفن و الرقص ، و هذا هو سر استجابتهم لإغراء خرافة الفن و استمتاعهم بلذته .
  • الأمم اللاتينية أكثر براعة في الفن ، و أقل تقدماً في العلم ، و أسرع هزيمة في الحرب …
    و الأمم السكندنافية و السكسونية أقل براعة في الفن ، و أكثر تقدماً في العلم ، و أشد استعصاء على الهزيمة في الحرب …
    فهل يريد الذين يشجِّعون فينا الفن على حساب العلم ، أن ننهزم في الحرب ؟…
    و نتأخر في استكمال وسائل القوة ؟ .