هكذا علمتني الحياة :
مصطفى السباعي – الفصل الخامس.

الفصل الخامس

 

  • احمل أخطاء الناس معك دائماً محمل الظن إلا أن تتأكد من صدق الإساءة .
  • لو أنك لا تصادق إلا إنساناً لا عيب فيه لما صادقت نفسك أبداً .
  • إذا لم يكن في إخوانك أخ كامل فإنهم في مجموعهم أخ كامل يتمم بعضهم بعضاً.
  • لا تعامل الناس على أنهم ملائكة فتعيش مغفلاً , و لا تعاملهم على أنهم شياطين فتعيش شيطاناً ، و لكن عاملهم على أن فيهم بعض أخلاق الملائكة و كثيراً من أخلاق الشياطين .
  • الجزاء الكامل عن المعروف لا يكون إلا من الله تعالى .
  • لا تكن ممن يرى نفسه دائماً ، فيكرهك الناس و يستثقلك إخوانك.
  • التواضع يرفع رأس الرجل ، و التكبر يخفضه.
  • تحدثك عن نفسك دائماً دليل على أنك لست واثقاً من نفسك.
  • كثير من الناس يكونون داخل بيوتهم من أفظِّ الناس و أغلظهم ، و هم خارجها من ألطف الناس و آنسهم.
  • لا تندم على حسن الخلق و لو أساء إليك الناس ، فلأن تحسن و يسيئون خير من أن تسيء و يسيئون .
  • من ضاق ماله كثر همه ، و من اتسع علمه قلّ همه ، و لأن تقلل همومك بكثرة العلم خير من أن تقللها بسعة المال ، فقلَّ أن يسلم غني من المهالك ، و قلَّ أن يقع عالم فيها ، و قلَّ أن رأيت إنساناً اجتمع له العلم الغزير و المال الكثير مع سلامة من المهالك و بسطة في عمل الخير ، و لكن قرأت عن مثل هؤلاء في التاريخ .
  • أنفع ثروة تخلفها لأولادك : أن تحسن تربيتهم و تعليمهم ، و أبقى أثر منك ينتفعون به بعد موتك : علمك و خدمتك للناس .
  • عامل القدر بالرضى ، و عامل الناس بالحذر ، و عامل أهلك باللين ، و عامل إخوانك بالتسامح ، و عامل الدهر بانتظار تقلباته ، تسلم أعصابك من التلف و الانهيار .
  • حكمة الإنجيل : ( من أمسك بطرف ثوبك فاترك له ثوبك كله )  أسلم للفرد ، و حكمة القرآن : ( فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى )  أسلم للجماعة ،  الإنجيل يُحتم تسامح الإنسان في حقه ، و هذا أقرب إلى المُثل الأعلى ، و القرآن يُرغب في ذلك ، و هذا أقرب لطبيعة الإنسان .
  • العاقل من يأخذ بحظه من سعة العيش و يحسب لتقلبات الأيام حساباً ، و الأحمق من يتوسع في عيشه آمناً من غدرات الزمان .
  • الحكيم من يعيش يومه و غده ، و الجاهل من يعيش فحسب .
  • من احترم العالم لعلمه فقد أنصفه ، و من احترمه لعلمه و خلقه فقد أكرمه.
  • من تذكر إساءة إخوانه إليه لم تصفُ له مودتهم ، و من تذكر إساءة الناس إليه لم يطب له العيش معهم ، فانسَ ما استطعت النسيان.
  • مَنْ برَّ والديه فقد حكم لهما بالإحسان في ولادتهما له ، و من عقَّهما فقد حكم عليهما .
  • ربَّ ولد خلَّد أباه ، و ربَّ أب قتل ولده .
  • لا تصاحب المسرف فيتلف لك مالك ، و لا تصاحب البخيل فيتلف لك مروءتك .
  • اكتم على جارك ثلاثاً : عورته ، و ثروته ، و كبوته ، و انشر عن جارك ثلاثاً : كرمه ، و صيانته ، و مودته .
  • أربعة أشياء تكشف عن أخلاق الرجال : السفر ، و السجن ، و المرض ، و المخاصمة .
  • لا تمتدح إنساناً بالورع حتى تبتليه بالدرهم و الدينار ، و لا بالكرم حتى ترى مشاركته في النكبات ، و لا بالعلم حتى ترى كيف يحل مشكلات المسائل ، و لا بحسن الخلق حتى تعاشره ، و لا بالحلم حتى تغضبه ، و لا بالعقل حتى تجربه.
  • رب متكلم يبدو لك أنه من أحكم الحكماء ، فإذا عالج الأمور كان من أسخف السخفاء .
  • لا تثق بمودة إنسان حتى ترى موقفه منك أيام العسرة .
  • الإخوان ثلاثة : أخ يفتح لك قلبه و جيبه فشدَّ يدك عليه ، و أخ يفتح لك قلبه فاستفد منه ، و أخ يغلق عنك قلبه و جيبه فلا ترحل إليه .
  • إذا اجتمعت إلى حكيم فأنصت إليه ، و إذا اجتمعت إلى عاقل فتحدث معه ، و إذا اجتمعت إلى سخيف ثرثار فقم عنه و إلا قتلك .
  • إذا اشتهيت الصمت فتكلم ، و إذا اشتهيت الكلام فاصمت ، فإن شهوة الصمت وقار مفضوح ، و شهوة الكلام خفة مزرية .
  • إذا اشتهت نفسك لذة مباحة ، فإن كنت تعلم أنك إن منعتها شغبت عليك و حزنت فاسترضها ، و إلا فخير لك أن تعوِّدها الفطام .
  • إن لله عباداً قطعوا عوائق الشهوات ، و أسرجوا مراكب الجدِّ بصدق العزمات ، و امتطوا جياد الأمل ، و اتَّجهوا إلى الله عز وجل ، و تزودوا إليه بصالح العمل مع إخلاص النية ، و توسلوا إليه بصفاء القلب و صدق الطوية ، فمروا بالخضرة الفاتنة مسبحين ، و بالحطب اللاهب مستعيذين ، و لم يعبأوا بالعقبات ، و لم يلتفتوا إلى المغريات ، قد صانوا وجوههم عن الابتذال ، و طهروا أقدامهم من الأوحال ، استعانوا بالله على مشقة الطريق فذلل لهم صعابه ، و على بعد المدى فلملم لهم رحابه ، فلما اجتازوا الصعاب سألوا الله ففتح لهم بابه ، فلما دخلوه استضافوه فقربهم و رفع دونهم حجابه ، فلما استطابوا المقام بعد طول السرى قالوا : الحمد لله الذي صدقنا وعده و أورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين ، أولئك أحباء الله ، صدقوه العهد فصدقهم الوعد ، و محضوه الحب فمنحهم القرب ، أما ملائكة الله فتراهم حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم و قضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين .
  • لي أخ صادق في حبه ، مخلص في قربه ، سريع في نجدته ، غيور في مشهده و غيبته ، سخي أكثر مما عرف عن بيئته ، بصير بمواطن النفع والضر لمصلحته ، غير أنه يشتد في الخصام ، و يسرف في الأوهام ، و يبالغ في الأرقام .
  • التجارب تنمي المواهب ، و تمحو المعايب ، و تزيد البصير بصرا ً، و الحليم حلماً ، و تجعل العاقل حكيماً ، و الحكيم فيلسوفاً ، و قد تشجع الجبان ، و تسخي البخيل ، و قد تقسي قلب الرحيم ، و تلين قلب القاسي ، و من زادته عمى على عماه ، و سوءاًَ على سوئه فهو من الحمقى المختومين .