الفصل الثالث
- من أحسن إليك ثم أساء فقد أنساك إحسانه.
- لو كنت متوكلاً عليه حق التوكل لما قلقت للمستقبل ، و لو كنت واثقاً من رحمته تمام الثقة لما يئست من الفرج ، و لو كنت موقناً بحكمته كل اليقين لما عتبت عليه في قضائه و قدره ، و لو كنت مطمئناً إلى عدالته بالغ الاطمئنان لما شككت في نهاية الظالمين .
- في درب الحياة ضيَّعت نفسي ثم وجدتها في فناء الله ، و في متاهات الطريق فقدت غايتي ثم ألفيتها في كتاب الله ، و في زحام الموكب ضللت رحلي ثم وجدته عند رسول الله.
- لولا رحمتك بي يا إلهي لكنت فريسة الأطماع ، و لولا هدايتك لي لكنت سجين الأوهام ، و لولا إحسانك إليَّ لكنت شريد الحاجات ، و لولا حمايتك لي لكنت طريد اللئام ، و لولا توبتك عليَّ لكنت صريع الآثام .
- الدين لا يمحو الغرائز و لكن يروِّضها ، و التربية لا تغيِّر الطباع و لكن تهذِّبها.
- الشهامة أن تغار على حرمات الله ، و النجدة أن تبادر إلى نداء الله ، و الشجاعة أن تسرع إلى نصرة الله ، و المروءة أن تحفظ مَنْ حولك مِنْ عيال الله ، و السخاء أن لا تردَّ لله أمراً و لا نهياً.
- الكرام يتعاملون بالثقة , و يتواصلون بحسن الظن ، و يتوادّون بالإغضاء عن الهفوات.
- الفقه أن تفقه عن الله شرعه ، و عن رسول الله خُلُقه ، و عن صحابته سيرتهم و سلوكهم.
- وفي المآزق ينكشف لؤم الطباع ، و في الفتن تنكشف أصالة الآراء ، و في الحكم ينكشف زيف الأخلاق ، وفي المال تنكشف دعوى الورع ، و في الجاه ينكشف كرم الأصل ، و في الشدة ينكشف صدق الأخوة .
- لا تغرنك دمعة الزاهد فربما كانت لفرار الدنيا من يده ، و لا تغرنك بسمة الظالم ، فربما كانت لإحكام الطوق في عنقك ، و لا تغرنك مسالمة الغادر ، فربما كانت للوثوب عليك و أنت نائم ، و لا يغرنك بكاء الزوجة ، فربما كان لإخفاقها في السيطرة عليك.
- احذر ضحك الشيطان منك في ست ساعات : ساعة الغضب ، و المفاخرة ، و المجادلة ، و هجمة الزهد المفاجئة ، و الحماس و أنت تخطب في الجماهير ، و البكاء و أنت تعظ الناس .
- احذر لئيم الأصل ، فقد يدركه لؤم أصله و أنت في أشد الحاجة إلى صداقته ، و احذر لئيم الطبع ، فقد يدركه لؤم طبعه و أنت في أشد الحاجة إلى معونته.
- احذر الحقود إذا تسلط ، و الجاهل إذا قضى ، و اللئيم إذا حكم ، و الجائع إذا يئس ، و الواعظ المتزهد (أي الذي يتظاهر بالزهد ) إذا كثر مستمعوه .
- ثلاث هنّ من عيشة المؤمن : عبادة الله، و نصح الناس ، و بذل المعروف.
- ثلاث هنَّ من طبيعة المؤمن : صدق الحديث ، وأداء الأمانة ، و سخاء النفس .
- ثلاث هنَّ من خلق المؤمن : الإغضاء عن الزلَّة ، و العفو عند المقدرة ، و نجدة الصديق مع ضيق ذات اليد .
- من أوتي حسن الخلق لا عليه ما فاته من الدنيا.
- المنافق شخص هانت عليه نفسه بقدر ما عظمت عنده منفعته.
- المنافق ممثل مسرحي ، له كذب الممثل و ليس له تقدير المتفرجين .
- قيل لخطيب منافق : لماذا تتقلَّب مع كل حاكم ؟ . فقال : هكذا خلق الله القلب متقلباً ، فثباته على حالة واحدة مخالفة لإرادة الله .
- إن الله يعاقب على المعصية في الدنيا قبل الآخرة، و من عقوبته للمجتمع الذي تفشو فيه المظالم أن يسلّط عليه الأشرار والظالمين ، و إذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق القول فدمرناها تدميراً .
- الفقير ميزان الله في الأرض ، يوزن به صلاح المجتمع وفساده.
- أمر الله أن يعطى الفقير حقه و الغني حقه ، فدافع دجاجلة الدين عن حق الغني و لم يدافعوا عن حق الفقير ، و أكل طواغيت الدنيا حق الغني دفاعاً عن حق الفقير ، و الله أعدل الحاكمين .
- لم يرضهم حكم الله في أموالهم فسلَّط عليهم من يحكم فيها بحكم الشيطان.
- يتساءلون عنك : أين أنت ؟ . فيا عجباً للعُمْي البُلْه ، متى كنت خفيًّا حتى نسأل عنك ، ألست في عيوننا و أسماعنا ؟ . ألست في مائنا و هوائنا ؟. ألست في بسمة الصغير و تغريد البلبل ؟ . ألست في خفيف الشجر و ضياء القمر ؟ . ألست في الأرض و السماء ؟. ألست في كلِّ شيء كلِّ شيء ؟. أليست هذه آياتك الدالة عليك ؟. أليست هذه من بدائع صنعك يا أحسن الخالقين ؟. أليست آيات تدبيرك الحكيم بارزة في صغير هذا الكون و كبيره ؟ ، فكيف يسأل عنك هؤلاء إلا أن يكونوا عمياً في البصائر و الأبصار ؟.
- لم يكن أهل الخير في عصر من عصور التاريخ أكثر عدداً من أهل الشر أو يساوونهم ، و لكن عصور الخير هي التي تمكن فيها أهل الخير من توجيه دفتها.
- السعيد المحبوب هو الذي يضحك و قلبه باك ، و يغنِّي و نفسه حزينة.
- لكي يحبَّك الناس أفسح لهم طريقهم ، و لكي ينصفك الناس افتح لهم قلبك ، و لكي تنصف الناس افتح لهم عقلك ، و لكي تسلم من الناس تنازل لهم عن بعض حقك.
- عذاب العاقل بحبسه مع من لا يفهم ، و عذاب المجرِّب برئاسته على من لم يجرب ، و عذاب العالم بوضع علمه بين أيدي الجهال ، و عذاب الرجل بتحكيمه بين النساء ، و عذاب المرأة بمنعها من الكلام .
- العواطف تنشئ الدولة ، و العقول ترسي دعائمها ، و الأهواء تجعلها ركاماً.
- قال الذئب للشاة: ثقي بي فسأقودك إلى مرتع خصب.
فقالت الشاة : إني أرى بعينيك عظام زميلاتي .
قال الذئب : لم آكلها أنا و إنما أكلها ذئب غيري .
قالت الشاة : و هل انسلخت من طبيعتك حتى لا تفعل ما فعلوا ؟. - عقل الفيلسوف يبني دولة في الهواء ، و عقل القصصي يبني دولة فوق الماء ، و عقل الطاغية يبني دولة فوق مستودع بارود ، و عقل المؤمن يبني دولة أصلها ثابت و فرعها في السماء.
- خلود العالِم بعلومه ، و خلود الفيلسوف بتأملاته ، و خلود القائد بفتوحاته ، و خلود النبي برسالته ، و خلود المصلح بصحابته.
- بعض أصدقائك يريد أن يحسن إليك فيسيء ، فإن كانت اجتهاداً فاعف عنه، و إن كانت غفلة فلا تعتمد عليه.
- خلق الله المال ليكون جواز سفر إلى الجنة ، فجعلته أطماع الإنسان جواز سفرٍ إلى جهنَّم .
- لا يؤتى الحقّ إلا من الدخلاء في حشوده ، و الأغرار في قيادته ، و النائمين في حراسته ، و المفسدين في أسلحته.
- إذا أراد الله أن يسلب من عبد نعمة أغفله عن صيانتها ، و إذا أراد أن يمنحه نعمة هيَّأه لحسن استقبالها ، و إذا أراد أن يمتحنه في نعمة أيقظ عقله وهواه ، فإن غلب هواه عقلَه لم يكن بها جديراً.
- من تعلَّق قلبه بالدنيا لم يجد لذَّة الخلوة مع الله ، و من تعلق قلبه باللهو لم يجد لذة الأنس بكلام الله ، و من تعلق قلبه بالجاه لم يجد لذة التواضع بين يدي الله ، و من تعلق قلبه بالمال لم يجد لذة الإقراض لله ، و من تعلق قلبه بالشهوات لم يجد لذة الفهم عن الله ، و من تعلق قلبه بالزوجة و الولد لم يجد لذة الجهاد في سبيل الله ، و من كثرت منه الآمال لم يجد في نفسه شوقاً إلى الجنة .