هكذا علمتني الحياة :
مصطفى السباعي – الفصل الأول.

هكذا علمتني الحياة

مصطفى السباعي

 

الفصل الأول :

 

  • من مفاسد هذه الحضارة أنها تسمّي الاحتيال ذكاءً , و الإنحلال حرية ، و الرذيلة فنّاً ، و الاستغلال معونة .
  • حين يرحم الإنسان الحيوان و هو يقسو على الإنسان يكون منافقاً في إدعاء الرحمة ، و هو في الواقع شر من الحيوان .
  • الحد الفاصل بين سعادة الزوج و شقائه هو أن تكون زوجته عوناً على المصائب أو عوناً للمصائب عليه .
  • نعم بلسم الجراح الإيمان بالقضاء و القدر .
  • الذين يسيئون فهم الدين أخطر عليه من الذين ينحرفون عن تعاليمه، أولئك يعصون الله و ينفِّرون الناس من الدين و هم يظنون أنهم يتقرَّبون إلى الله ، و هؤلاء يتبعون شهواتهم و هم يعلمون أنهم يعصون الله ثم ما يلبثون أن يتوبوا إليه و يستغفروه .
  • قاطع الطريق أقرب إلى الله و أحب إلى الناس من آكل الدنيا بالدين .
  • كل مبدأ نبيل إذا لم يحكمه دين سمح مسيطر ، يجعل سلوك صاحبه في الحياة غير نبيل .
  • الرحمة خارج حدود الشريعة مرض الضعفاء أو حيلة المفلسين .
  • إذا كنت تحبّ السرور في الحياة فاعتنِ بصحتك ، و إذا كنت تحبّ السعادة في الحياة فاعتنِ بخلقك ، و إذا كنت تحبّ الخلود في الحياة فاعتنِ بعقلك ، و إذا كنت تحبّ ذلك كله فاعتنِ بدينك .
  • هذا الإنسان الذي يجمع غاية الضعف عند المرض والشهوة ، و غاية القوّة عند الحروب و ابتكار و سائل البناء و التدمير ، هو وحده دليل على وجود الله.
  • المرض مدرسة تربوية لو أحسن المريض الاستفادة منها لكان نعمة لا نقمة .
  • لا تحتقرن أحداً مهما هان ، فقد يضعه الزمان موضع من يرتجى وصاله ويخشى فعاله.
  • لم تعش الإنسانية في مختلف عصورها كما تعيش اليوم تحت ركام ثقيل من الأوهام و الخرافات بالرغم من تقدم العلم و ارتياد الفضاء .
  • إذا لم يمنع العلم صاحبه من الانحدار كان جهل ابن البادية علماً خيراً من علمه .
  • ليس العلم أن تعرف المجهول و لكن أن تستفيد من معرفته .
  • أكثر الناس خطراً على الأخلاق هم علماء “الأخلاق” و أكثر الناس خطراً على الدين هم رجال الدين . (أعني بهم الذين يتخذون الدين مهنة ، و ليس في الإسلام رجال دين ، بل فيه فقهاء وعلماء ) .
  • حسن الخلق يستر كثيراً من السيئات، كما أن سوء الخلق يغطّي كثيراً من الحسنات .
  • الرعد الذي لا ماء معه لا ينبت العشب، كذلك العمل الذي لا إخلاص فيه لا يثمر الخير .
  • القناعة و الطمع هما الغنى و الفقر، فربَّ فقير هو أغنى منك، و ربَّ غني هو أفقر منك .
  • الجمال الذي لا فضيلة معه كالزهر الذي لا رائحة فيه .
  • لا تفرط في الحب و الكره ، فقد ينقلب الصديق عدوّا و العدو صديقاً .
  • إذا لم يحسن الأخيار طريق العمل سلّط الله عليهم الأشرار .
  • انصح نفسك بالشك في رغباتها، وانصح عقلك بالحذر من خطراته، وانصح جسمك بالشحّ في شهواته، و انصح مالك بالحكمة في إنفاقه، وانصح علمك بإدامة النظر في مصادره .
  • لا يغلبنّك الشيطان على دينك بالتماس العذر لكل خطيئة، وتصيُّد الفتوى لكل معصية ، فالحلال بيِّن، والحرام بيِّن، ومن اتَّقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه .
  • أنفقت صحتي على الناس فوجدت قليلاً منهم في مرضي، فإن وجدت ثوابي عند ربي تمت نعمته عليَّ في الصحة و المرض .
  • الشهوة الآثمة حلاوة ساعة ثم مرارة العمر، والشهوة المباحة حلاوة ساعة ثم فناء العمر ، و الصبر المشروع مرارة ساعة ثم حلاوة الأبد .
  • بين الجبن والشجاعة ثبات القلب ساعة .
  • لا يخدعنك الشيطان في ورعك ، فقد يزهدك في التافه الحقير ، ثم يطمعك في العظيم الخطير ، و لا يخدعنك في عبادتك ، فقد يحبب إليك النوافل ، ثم يوسوس لك في ترك الفرائض .
  • ما أجمل المرض من غير ألم ، راحة للمرهقين و المتعبين .
  • لولا الألم لكان المرض راحة تحبب الكسل ، و لولا المرض لافترست الصحة أجمل نوازع الرحمة في الإنسان ، و لولا الصحة لما قام الإنسان بواجب و لا بادر إلى مكرمة , و لولا الواجبات و المكرمات لما كان لوجود الإنسان في هذه الحياة معنى .
  • ما ندم عبد على طاعة الله ، و لا خسر من وقف عند حدوده ، و لا هان من أكرم نفسه بالتقوى .
  • يكفيك من التقوى برد الاطمئنان ، و يكفيك من المعصية نار القلق و الحرمان .
  • انتماؤك إلى الله ارتفاع إليه، و اتباعك الشيطان ارتماء عليه، و شتان بين من يرتفع إلى ملكوت السموات، و من يهوي إلى أسفل الدركات .
  • شرار الناس صنفان : عالم يبيع دينه لحاكم ، و حاكم يبيع آخرته بدنياه .
  • أعظم نجاح في الحياة : أن تنجح في التوفيق بين رغباتك و رغبات زوجتك .
  • الحياة طويلة بجلائل الأعمال ، قصيرة بسفاسفها .
  • العمل و الأمل هما مطية الراحلين إلى الله.
  • لا يعرف الإنسان قصر الحياة إلا قرب انتهائها .
  • من سنة الحياة أن تعيش أحلام بعض الناس على أحلام بعض ، و لو تحققت أحلامهم جميعاً لما عاشوا .
  • إنما يتم لك حسن الخلق بسوء أخلاق الآخرين .
  • تمشَّى الباطل يوماً مع الحق
    فقال الباطل: أنا أعلى منك رأسا ً
    قال الحق: أنا أثبت منك قدما ً
    قال الباطل: أن أقوى منك
    قال الحق: أنا أبقى منك
    قال الباطل: أنا معي الأقوياء والمترفون
    قال الحق: و كذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها وما يمكرون إلا بأنفسهم و ما يشعرون .
    قال الباطل: أستطيع أن أقتلك الآن
    قال الحق : و لكن أولادي سيقتلونك و لو بعد حين .
  • من عجيب شأن الحياة أن يطلبها الناس بما تقتلهم به .
  • الحياة كالحسناء : إن طلبتها امتنعت منك، و إن رغبتَ عنها سعت إليك .
  • ما عجبت لشيء عجبي من يقظة أهل الباطل واجتماعهم عليه ، و غفلة أهل الحق و تشتت أهوائهم فيه .
  • الباطل ثعلب ماكر ، و الحق شاة وادعة، و لولا نصرة الله للحق لما انتصر على الباطل أبداً .
  • الفضيلة فرس جموح لا تنقاد إلا للمتمكنين منها .
  • ليست الشجاعة أن تقول الحق و أنت آمن ، بل الشجاعة أن تقول الحق و أنت تستثقل رأسك .
  • السعادة راحة النفس و طمأنينة الضمير ، و لكل أناس مقاييسهم في ذلك .
  • العقائد التي يبنيها الحقد يهدمها الانتقام ، و العقائد التي يبنيها الحب يحميها الإحسان .
  • المؤمن يرفه عن جد الحياة بما ينعش روحه ، و بذلك يعيش حياته إنساناً كاملاً، و غير المؤمن يرفه عن جد الحياة بما يفسد إنسانيته ، و بذلك يعيش حياته نصف إنسان .
  • قال التوكل : أنا ذاهب لأعمل ، فقال النجاح: وأنا معك .
    و قال التواكل : و أنا قاعد لأرتاح ، فقال البؤس : و أنا معك .
  • سر النجاح في الحياة أن تواجه مصاعبها بثبات الطير في ثورة العاصفة.
  • الصدق مطية لا تهلك صاحبها و إن عثرت به قليلاً ، و الكذب مطية لا تنجي صاحبها و إن جرت به طويلا ً.
  • الحياة لولا الإيمان لُغْزٌ لا يفهم معناه .
  • كن في الحياة كما وضعتك الحياة مع الارتفاع دائماً .
  • من عرف ربه رأى كل ما في الحياة جميلاً .
  • القوة هي ترك العدوان مع توفر أسبابه، و الضعف هو الطيش عند أقل المغريات .
  • ليس المؤمن هو الذي لا يعصي الله ، و لكن المؤمن هو الذي إذا عصاه رجع إليه.
  • الفرق بين النبوة و العظمة هو : أن مقاييس الكمال في النبوة تقاس بمن في السماء و يا ما أكملهم  و مقاييس العظمة تقاس بمن في الأرض و يا ما أسوأهم .
  • النبوة سماء تتكلم نوراً ، و العظمة تراب يصَّعَّد غروراً ، إلا العظمة المستمدة من النبوة ، فإنها نور من الأرض يتّصل بنورٍ من السماء .