لا تعذليه.

لا تــعــذلـيـهِ فــإن الــعــذلَ يـولــعــهُ……………………..
……………………..
قـد قلتِ حـقـاً و لكنْ ليسِ يـسـمـعهُ
جـــاوزتِ في لـومـهِ حـــداً أضــرّ بـــه……………………..
……………………..من حيثُ قـدرتِ أن الـنـصـحَ يـنـفـعـهُ
فاستعملي الرفـقَ في تـأنـيـبـه بـدلاً……………………..
……………………..مـن عـذله فهو مضنى القلب موجعه
يـكـفـيـه مـن لوعـة الـتـفـريـق أن لـه……………………..
……………………..مـن الــنَّــوى كــل يـــوم مـا يُــروعــه
مــا آب مــن ســــــفـر إلا و أزعــجــه……………………..
……………………..رأي إلـى ســفـر بـالـرَّغـم يُـجـمـعــه
كــأنـمــا هــو فــي حـــل و مــرتـحـل……………………..
……………………..مُــوكــلٌ بـفـضـــــاء الأرض يــذرعــــه
أســتــودع الله فـي بـغـداد لي قـمـراً……………………..
……………………..بـالـكـرخ مـن فـلـكِ الأزرارِ مــطـلـعــهُ
و دعـــتـه و بـــودّي لـــو يــودْعــنــي……………………..
……………………..صـــــفـوُ الــحــيـــاةِ و أني لا أودّعـــهُ
و كــم تـشـــفــع لـي أن لا أفـــارقــه……………………..
……………………..و لـلــضـــــرورات حـــالٌ لا تُـشــفـعـه
و كم تشـبثَ بِيْ يـومِ الرحـيل ضحىً……………………..
……………………..و أدمـعـي مـســـــتـهـلاتٌ و أدمـعــهُ
لا اكـذبُ الله ثــوبُ الـصــبـرِ مـنـخـرقُ……………………..
……………………..مــنـي بــفــرقــتــه لــكــــن أرقـعُـــهُ
إنـي أوســعُ عُـــذرِي فـي جــنـأيـتـه……………………..
……………………..بـالـبـيـنِ عـنـه و جـرمي لا يـوسـعـهُ
لا يـطـمـئـن لـجـنـبـي مـضـجعُ و كذا……………………..
……………………..لا يـطـمـئـن لـه مُـذْ بِـنْـتُ مـضـجـعـهُ
ما كـنـت أحـسـب أن الدهرَ يفجُعني……………………..
……………………..بـه و لا أن بـي الأيـــــــــام تـفـجـعـه
حـتـى جـرى الـدهـر فـيـمـا بيننا بيـد……………………..
……………………..عسراءَ تـمـنـعـني حـظي و تـمـنـعـه
و كـنـت مـن ريـب دهـري جازعاً فَرقاً……………………..
……………………..فـلـم أوق الــذي قـــد كُنْتُ اجــــزعهُ
يـا مـن أقــطــع أيـــامــي و أنـفـــذها……………………..
……………………..حــزنـاً عـلـيـه و لـيـلى لستُ أهجعهُ
عـل اللـيـالي التي اضـنتْ بـرفـقـتـنـا……………………..
……………………..جـســمـيـن تجمعني يوماً و تـجـمعهُ
و إن يـدم أبــداً هـــذا الــفـراق لــنـــا……………………..
……………………..فـمـا الــذي بـقــضـاء الله نـصـــــنـعـه
-=-
أبو الحسن علي بن زُرَيْق البغدادي
المتوفى سنة 420 هـ

لكتابة رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *