صوت صديقي.

المقدمة : قد تُعيد إليك رائحة عطر، نغمة موسيقى، الكثير من الذكريات فكيف بصوتٍ يأتيك من الماضي .
الإهداء: إلي صديقي القديم عبدالله مهل المطيري الذي هاتفني ذات مساء بعد سنوات من الغياب إليه وإلى كل الأوفياء مع التحية.

(1)
أتي صوتك … يا صديقي …
عازفاً لحن الذكرياتْ …
أتى مطراً …
ليروي تائهاً … قبل المماتْ …
أتى حُلماً …
لم أكن أحسبه آتْ …
صوتك … يا صديقي …
أعادني … لإنسان …
بداخلي كان قد ماتْ …
أعاد لي صوتكَ … آلاف الحكاياتْ …
أعاد لي وفاء الأصدقاء …
وكل ما فاتَ … من سنواتْ …
أعادني …
إلى زمنِ الصبا و الأحلامِ و الأمنياتْ .
(2)
أتدري يا صديقي ؟ …
كانت مشاعري مفقودةٌ …
كانت عواطفي موؤدةٌ …
كنت في الواقع رُفاتْ …
فقدتُ الماضي الجميل … و الماضي القبيح …
أضعتُ الحاضر الحزين …
أما المستقبل فمقدماً قد ماتْ …
توقفت في زمني كل الساعاتْ …
و تساوت في جغرافية قلبي كل الجهاتْ …
كانت اللاشيء تحتل في نفسي كل الساحاتْ …
كانت الرتابةُ تعذبُني …
و ليس هناك من يسمع الآهاتْ .
(3)
و … أتى … صوتك …
يا … صديقي …
مفاجأةً … كأجمل المفاجآتْ …
أتى … ربيعاً …
يكسو الأرض … ورداً و نباتْ …
أتى … أملاً …
يعيدُ للروح … نشوة البسماتْ .
(4)
أتي صوتك …
ليحررني … من واقع الألم …
ليذكرني … بماضي الأمل …
ليطلق عصافير الفرح …
و يُعيدني للحياةْ .
(5)
عاد صوتك لي …
فعادت للألوان ألوانها …
عادت للورود عبيرها …
و عاد الجمال للجميلاتْ .
(6)
صديقي …
أما زلتَ تذكر …
أحاديثنا … و مغامراتنا …
و حكاياتنا …
كم كانت رائعةً تلك الحكاياتْ …
أما زلتَ تذكر …
كيف كنا نتبادل الضحكات …
وكيف كنا نتقاسم الدمعات …
كيف كانت قلوبنا …
تستوطن الحب … و تحقق المعجزاتْ …
كيف كنا نتبادل من الشعر …
آلاف الأبيات .
(7)
لم نكن عمالقةٍ بين أقزام …
كما كنت يا صديقي تقول …
بل كنا … أنا و أنت …
أحياءً … بين أموات …
لا الزمانُ … زماننا …
ولا المكان مكاننا …
غرباءٌ …
فلا أخوةٌ … ولا أخواتْ …
كنا … نحلم … كثيراً و كثيراً …
نحلم بحب القمر … وعشق النجماتْ …
كم كنا نحلم ؟…
الله … كم كانت أحلامنا … حالماتْ .
(8)
و رحل العمر و افترقنا …
و لم يبقى لنا لا حب و لا حبيباتْ …
و بقينا كما نحنُ …
كتابٌ عنوانه …
فقرٌ و رغباتْ … عفةٌ و شهواتْ …
أوراقه حزنٌ … و سطوره أغنياتْ .
(9)
هناك يا صديقي …
تفاصيل بيننا متداخلاتْ …
تشابه بالاسم … و أقدارنا متشابهاتْ …
تقاربٌ في الفكر … و تباعدٌ بالمسافاتْ .
(10)
لا أدرى يا صديقي …
كيف يُعرينا القلم …
على الصفحاتْ …
كيف نستطيع …
أن نمارس الرقص … والحزن …
أن نكتب على لورق …
ما لا نستطيع أن نقوله بالكلماتْ .
(11)
صديقي …
صوتك أعادني للماضي …
و وجهك يشعرني بالحاضر …
و وفائك … سيعيش معي …
ما بقي بعمري من سنواتْ .
-=-
الفيصل، ع س

6 ردود على “صوت صديقي.”

  1. كلام رااااااااااااااائع

    بجد كلامك كتير حلو بيعكس الشعور وبيعبر عن الإحساس .. زكرني لما صديئتي بعد 5سنين فرائ لان كل وحدي راحت بلدها بعد ماكنا في السعودية حكت معي حسيت اني رجعت كل الذكرياااااااااااااااات بعد ماكنت غسلت ايدي من الصديئاااااااااااات رجعت الأمل والأمان بالأصدقاء …؟؟

  2. باسم الصداقة..

    لا شيء في الدنيا اجمل من الصداقة الحقيقية وهي الصداقة الخالصة لوجه الله تعالى .. المتحابون في جلالي على منابر من نور يغبطهم النبيون و الشهداء..
    فما احلى الصداقة ..
    ** وانا اهدي كلماتك الرائعة بل الاجمل من رائعة
    الى رفيقة دربي معلمتي الغالية:: ((آ.ع.العوادي ))
    والى الاصدقاء الاوفياء

    اختكم في الله،،
    وميض الامل z.a

لكتابة رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *