قلتُ: والآخرةْ ؟
(ولوجٌ)
و مرَّت ليالي الشتاءَ علينا مرورَ اللسانِ على شفتينا
مرورَ النعاسِ على مقلةِ النيلِ
مرَّت و عادَ الخريفُ العجوزُ من الحاضرِ المستحيلِ
و كان الشقاءُ إناءَ المتيَّمِ
يملأهُ بالفراغِ الذي لا يُصدقُ نكهةَ طينِ البلادِ التي عانقتْ عرَقَ السنبلةْ
الصباحُ يمطُّ الأغاني لتقفزَ شمسٌ تُطلُّ من الفجرِ فوقَ سعالِ الكمنجَةْ
ماذا لو انزلقتْ وتدحرجَ ثوبُ الدقائقِ مع زبدِ الحالمينَ على قوسِها القزحيِّ
و بانتْ عناقيدها واحترقنا بلطفٍ و دُستْ أقاويلنا في الهباءْ ؟
سَيُصدِّقنا كذبٌ يعتلي أرضنا كالقلاعِ التي تدفنُ البلدةَ الخائفةْ
عن عيونِ الذئابِ
سيبدو لنا ما يذكِّرنا بالنعامةِ و هْيَ تُحاصَرُ في صفحةِ التربيةْ
خائفةً من عقابِ المعلمِ
ما أصعبَ الركضَ فوقَ السُّطورِ التي لم تعانقْ فصولَ الكتابةِ
ما أسهلَ القفزَ من جملةٍ كُتبتْ
في آخرِ الصفحةِ النائمةْ
(خروجٌ)
سألتكِ بعد احتساءِ الظهيرةِ
أين الرمادُ الذي قد طهوتِ بهِ زمناً ما يمرُّ ليعلقَ أو يضمحلَّ من الذاكرةْ ؟
أجابتْ دفيئاتُ شعركِ ماذا ترى يا فضاءً تعلقَّ في لوحةِ النافذة ؟
اعقدْ خيوطَ الدُّخانِ تسلَّق فضائي لتركضَ في غيمةٍ راكضةْ
قلتَ لي: لا أحبُّ المكانَ الذي يستطيع الزمنْ
المرورَ عليهِ ليسرقَ أعمارنا رزمةً رزمةً
بمكنسةٍ من ضبابْ
قلتَ للحاضر المنتشي: خذ طريقكَ واحجزْ حطاماً لنا في الغيابْ
طفلي يحدقُ بي من ورائكَ
عيناهُ دامعتانِ
و كهلٌ أراهُ أمامكَ ينتظرُ الجثةَ القادمةْ
قالَ لي: لا تخفْ قد حجزتُ مكانكَ في شجرةِ العائلةْ
قلتُ: والآخرةْ ؟
15/12/2011م
415
37
1 Guest(s)