سيدي
ربيعنا نخلة وشوكتين عوسج
وجفاف يطعننا
من الخاصرة حتى الخاصرة
ربيعنا
انثى تلهث خلف اغنامها
ولا تجد في ضرعها سوى الثغاء
انثى تحلب الصبر من ثدي العطش
وتشرب لفح هجير احلامها
تسوق اغنامها
نحو ربيع السراب
وتغني
(ياعقاب شب الضو ياعقاب)
ويعود الصدى بصوتها
(ياتراب وسع القبر ياتراب)
انثى
في كل ليلة
تغني على موت عقاب
وعقاب
يلبس بشته في حفلة الغرباء
يسكب كأس غيابه في فم غيابه
وحين يفيق من موته
يعلن بأنك سيدة السيدات
يا انثى المتاهات
وسيدة الحزن والآهات
عقاب مات
فلم يعد لشاربه الملون بسواد العتم
ان يخيفنا
ان ببشته يبهرنا
ان بصوته يطربنا
مات عقاب
وتشقق التراب
وخرج الليل
ودخل الصباح
يا صديقي
ربيعنا تائهٌ …
أتعبه طول الخريف …
فلا زهرٌ نعرفه …
ولا نشم رائحة الياسمين.
ربيعنا يا صديقي تائهٌ …
يبحث عنه كل طاهرٍ وشريف …
نبحث عنه في قصص التاريخ …
وفي بطولات الأولين.
في خيمة عقاب …
وفي قصائده لـ "نوت" …
وفي حكاية موته الحزين.
كفكف دموعك يا صديقي …
ربيعنا هذه المرة قادم ٌ لا محالةَ …
وعلينا أن نكون أول المستقبلين .
والتقت الدموع بنطفة آثمة وعلقت …
وحملت الآما … وتوحمت ….
فأنجبت جرحاً لا يبرى …
ويبدأ الزمن دورته ويلعن نفسه ويندم
وعقاب يتكىء الوهم ويصبر ويصبر …
ويسكن عرين الغربة في موطن الوهم والخداع
وينتظر تنفيذ الحكم ….
كل شي له سبب الا الخيانه ما لها سبب
كفكف دموعك يا عقاب وأضحك ..اضحك
لا بد لكل شي ان يكبر ويهرم الا الوفا كل يوم يكبر
مساك ورد جوري ..
مساك الله بالخير ياعقاب ..
415
27
1 Guest(s)