تلك المحبة ان واجهت بها المرآة
تظهر كجدول أملس و مائع
ونبض تهيجه دائم وملذاته راعشة
لا شىء قابل للإدراك فيها الا بامتلاكها
كانت تبحث عنه مثل غيوم الليل العابرة
التي تفتش عن مراياها
وتواصل جريها نحو قدرها الشارد
أو كفراشات لاحقة بصوت عشب هفبف
و مثل عصافير لعوبة صغيرة حدّقت في سواد العيون المقابلة باحثة عمن يشاركها سرور احلامها
و بعاطفة متيقظة مسّد على يدها
ودفن وجهه برقة في جلال صمتها
وصب في الإذن القريبة من شفتيه انتِ ِالمحببة
كانا يواجهان الشمس الغاربة
و فكرا بإبتهاج نهر تدحرج على لسانهما
كتدفق ملذات ضائعة في ذالك المساء الرطب حد الارتواء
نظرا الى بعضهما بصمت اللحظة
آخذين بالتواصل من هوة عميقة
كانت النظرات كلماتهما
و حَكَت الارض ذاك القدرالكبير من التدفق دون انقطاع
يارا_فرس
وقفا متعانقين مستغرقين في الروائح الغالبه والاخيله الأفقية
متشكلين كصورة ظليّة عكس الشمس الغاربة
بعيدين عن كل ما هو دونهما
خاضعين لشعور الإلهام الذي يأتي مرةً واحدةً في العمر
وضعا عواطفهما في النور
بملامسة الهواء والشمس
بعد ان كانت تنمو في الأركان المنعزلة الظليلة
منحاها اصياف مياه المد الرطبة ووعي الحب المتجوّل بسحره
هذا الحب المتجوّل والمتسلل نفسه نثراه
مثل غبار الطلع في يوم ربيعي
و هما يعيان أن الشىء الذي يكسره هو نفسه الذي ينقذه
هذاالحب يسرق التنفس
ويتشرب الكلمات
يدخل الى القلب بلا زهو
كأنما الى حلم ويعطر العروق بفيض من الدفق.
يارا_فرس
هي تسرح في عالم سري متذوقة ذكرياتها
معيدةً بناء أجمل ما لديها من أشواق
لم تفعل سوى مراكمة الحب نحوه هو محط أشواقها
غذى الخطى نحوها يشي برقة روحه
كان يعانقها بنظرات ملؤها الاغواء وصوت قادم من
عاطفةً منهكةً كأسير في الحكايات القديمة
جاء من الا مكان و أراد فقط أن يكون في موطنها
وهي تلوذ بصمت يدوي في أذنه فتعلقت الكلمات
الغير منطوقة في الهواء وتركته محصور الوجود مثل
سبحة محصورة الحبات
يارا_فرس
هو يوم مرضوض الجوانب
في هذا الركن الشاسع كل شىء يُرجع الصدى على نحو مكتوم
الكلمات تدور قاتمة في اعماق رأسي .
ثمة عذاب هنا ثمة ضياء يبدو انه يلهث على عتبة النهاية لممتطي صهوةالسراب.
جذوري مظفورة الخيوط وانا مغطاةً بلحن دافىء ..
سأضع غرامي في منديلي واغلفه به حد التكور..
اريد عزلة ارفع فيها الغطاء عما أملكه .
وسأعود خلال الدروب الراعشة تحت أطواق الشجر.
يارا_فرس
رجع الزمن به سريعاً مرتداً على عقبيه الى حيثها
كي يحتضن هذه الأسراب المستغرقة
لقد اثقل الزمن سنينه ولكنه غامر بالذهاب هناك حيث قد يجدها
غامر هناك ليروي ظمأه وليطيل لياليه ويحشدها حشداً بالأحلام
جسده يمضي أمامه كنقديل في درب عشقه المظلم
اذا كشف جناحه فغالباً ما يفلح بما لديه من شعور ان يضع شيئاً صعباً للتداول
سمع في لحظة رضاؤه انفاس الموج في شهيقها وزفيرها
وجلس منتظراً بتوتر ملتاع
جاءت كالخيط على صفحة السماء
تمشي كسحابة لا يقيدها حرير
تراقصت في مشيتها بكل ما أُوتيت من جسم
قال انظري وانصتي كيف يبدو الضياء اكثر ثراء
وحواسنا تجعل الهواء شيئاً ملموساً ومسكيّ الشذا
وتقتنص في باطنها اصواتاً نائية لنبضات قلوبنا
الحب منسوج بالبنفسج مغمور بظفائر الأزهار
اننا لم ننهل من كنزنا الا قليلاً
استسلم كلاهما لهذا الطوفان الوئيد في جمل تتزاحم كأنها طيور
خافقة تعبر المساحة بينهما ولجّت الدفء والحميمية
غدوا مثقلين بالنبضات تتبع احداهما الأخرى في تعاقب باذخ من
الدفء والشوق المغوي والرغبة الساخنة
تلامست ايديهما واشتعل جسديهما نار لاشىء حولهما الا وهو
مضاء و ومرتعش بل ومتقد حتى أمسيا من مخلوقات الليل
انتشيا جذلاً فسقطا في عمق اللحظات المتوسعة الرائعة
قال وهو تواق متضرع لقد امسكنا بأيدينا هذا الشعور هذا الجمال
شعور رسب عميقاً في جوفنا فأفاض نور الدنيا علينا مرة اخرى
وزمننا الماضي أنبت بوسعنا ان نضيف شىء الى خزائن اللحظات
يارا _فرس
415
9
1 Guest(s)