عندما كان العشق محتوماً شعر بأنفاسه على عنقه
كان قد اكتشف أنه يمكن وضع كل المخاوف جانباً
و مواجهة المصير بهدوء
سلك دربه محملأ بأمنياته الطيبة
كان الأمر كما لو أن الصمت غلـّـف الأرض الرملية
تفحصها بتمعن منذر بالحظر
مضاءة بنور لا يغفر تفصيلاً منها
سمراء دافئة
دفقات انوثتها فورية متواصلة مثل مهر جموح
أثار فيه شباب خديها رعشة أزمنةً أخرى
كان لديها أناقة الإحساس بالحياء فأستثارت في
أنوثتها برداعة في محلها
و أمسكت بخيط الحديث
لم يتخيل قط أنه يمكن له رؤية شىء أشد إثارةً
للإرتباك فيما تبقى له من حياة
كانت الدماء تنساب في عروقها بتدفق أغنيةً تتفرع
حتى أكثر الأركان خفيةً
و تعود الى القلب المطهـّر بالحب
أحرقت وجهه هباتها الملتهبة و هو يراقبها بإفتتان
حواسه الخمس
معذباً بالحب
في سلام مقدس
استنسخ منها نسخاً بمحاكاة النبض
هي جديرة بسعادة مستقرة
احسس أنه مترع بمتعة مشعة
جهة قلبها الذي لا يكل ولا يُستنفذ
يارا_فرس
غالباً ما تعكر الحب خواطر مشؤومة
فيما تبدو الحياة أمر لانهائي
حين تراءى مطالع وجهها اللوزي اللون
دقق فيها بقلبه
دقق في وقار أنوثتها
مكابداً سيل الساعات الجارف الذي لم يستطع إيقافه
على شاطىء متوحد
نظر اليها
كملاك طاف متماسكة في ثوبها الأسود
كان يحب الحياة بعاطفة مترفة
يحب البحر و يحب الحب
كانت هذه المرة الأولى التي تراه فيها
بوعي طهره الوله
كانت على بعد شبرين من عينيه
تلك العينيين الأخريين الرمليتين
لذا الوجه الملوح
بشفتيه المتجمرتين برعب الحب
أضفت عليه سحابة شجنها
قائلةً سأمنحك النهار كله و الليل اذي يواكبه
لأراك سعيداً
وشجعته بإشارة موافقة لا مشروطةً خفية
تند عنها تنهيدة ملؤها العشق
شعر بشهقتها وتنفسها الوردي
بدفء ذلك الصوت الذي لن ينسى جرسه المنساب طوال حياته
وغاص معها في عسل اللقاء
ضارباً الصفح عن همس القبلات
ضائعاً بين السرور و الإنشغال الجميل بعبق الحب
تهاوى جسدها في استرخاء تناله الأعضاء
وبدا لها أن للحياة مذاقاً أفقياً
يعانق عنان السماء
في عشق ولد مكتمل الحلقة
وبوجه ملتهب عادت للإختباء في رصانتها
وقالت أعطني وردة
و تركته وحيداً آخر الليل لم يكن من أهل الدنيا
كان يسبح في ذكرى تلك التي لا تُفتدى
يارا_فرس,
كان يراها بصور مختلفةً في وهج الظهيرة
أثار جنون الحب شوقه لإستخراج الثروة الغارقة في جوفه
كي يجعلها تستحم في أحواض من وله
وكانت هي تهجس به حيث لا يكون متمنيةً وجوده حيث لا يمكن أن يكون
كانت تبرعم في قلبها رائحة وردة الياسمين المهداة و ترى في ذهابها و مجيئها بينهما مداعبة غراميةً
أحست كم كان ثقيلاً الزمن الضائع منذ ذهابها
وكم يكلفها بقاؤها على قيد الحياة من جهد بدونه
استفاقت بأحجية الحب الحالم و أنه لا يمكن إنقاذها إلا بروح ملهمة ً بأشواق هائجة
وهو طاردته الأشواق ذاتها التي أقلقت ليالي حبه الأولى بجمال مصفى
بمقدرة مخلوقة الحلم التي تبحر في فوضى الشارع بجو خاص بها
تلك الفاتنة يضطرب قلبه بتنهدات ملبسها ويصاب بالجنون حباً بحركة ضفيرتها وطيران يديها و لجين ضحكنها
هو سقط أمام مفاتنها العامية و كأنه غارق على هامش الزمان
ساهراً الليل يرعى الوحدة بذكرياته
لم يعد بمقدوره احتمال ضغط سره ففتح قلبه
علّمها التواصل بحروف يدوية تللك الرسائل ضروريةٍللغراميات المحرمة
بقيا كلاهما متخبطين في نهر دموع البرقيات المتبادلة
قادتهما بسعادة عبر تشابكات النبض حتى منابع الأصل
وبعد أيام من الحياة المواتية
التقى بذات الأجفان الحانية يتأمل في وجهها شروق الدنيا بأسرها
كانت تبحر في نضج رائع
وبجسد عربي متقد أصبح أكثر زخماً مع نضجها
وهي بتموج طرحتها الزبدي تكتشف أن كل غرائزها
تعرفه منذ الأزل
تسيطر عليه كله لها كلها طافيةً بحسها المعذب
قال لها يجب تكريس تعب الحب لدماثة القلب
لا يشاركهما أحد نصف الدثار ولا نصف الهواء ولا نصف الليل
الى أن يرتوي الجسد من جنون الحب
يارا_فرس.
415
34
1 Guest(s)