" الكتاب " هو عمدة الوسائط الثقافية ، وهو وسيط ومعبر الحضارة ، وهو اساس العلوم والمعارف ، وهو سر العاشقين للعلم والمعرفة ، فالقراءة هى متعة الحياة والكتاب تدوين خبرات الحياة ، والكتاب الشيق هو وجه الانسانية المشرق ، وكنز البشرية ، والكلمة الصادقة الصافية هى نافذه فى قلب المجتمع تطل منها حقائق الفطرة ، والكتاب وسيلة اساسيه لبناء الذات الثقافية الاجتماعية ، وأيضا وسيله تربويه ، وهى متعة عميمه من متع الحياة ومباهجها ، والمطالعة استمتاع وانتاج ، وفضيلة ومنفعة …فهى ليست هدفا فى حد ذاتها لاجتناء المتعة وكفى ولكنها تعنى أن تكون المطالعة ايجابية تهدف الى تثمير الحياة وتحقيق " القيمة المضافة " وذاك الكلام ليس مجرد عاطفه مشبوبه نحو الكتاب ، بل حقيقه تؤكد أن المطالعه حقا مقدرة حضارية ، وتوجيه دينى ، تخلق من القارىء شخصيه مرنة قادرة على التخيل والتحرك الوجدانى كما هى قادرة على الانتاج المادى والعطاء للحياة بما يحقق التوازن فى الشخصية ، بما يساعد ذلك جميعه على التطور والتحضر ، والمطالعة كانت وستظل اللون المحبب من وسائط الثقافة وهى اخلدها وأبقاها ، وهى الاساس فى اكتساب الثقافة لما تشمله من عمق فى الاكتساب وشمولية فى المعارف وحيث تغلب الصفة الترفيهية على وسائط الثقافة الاخرى ، كما أن هذه الوسائط غير الكتاب لا تعتمد على بذل الجهد ، بل يكفى أن يجلس المتلقى أمام التلفاز مثلا لتصب فى روحه المواد المقدمه دون أدنى جهد أو بذل منه ، ومعروف أن ما يأتى سهلا يذهب سهلا ، وأن أكثر ما يعتز الانسان به هو ما كان باختياره وما بذل فيه من جهد ، وهكذا كانت وسائل الاعلام الاخرى أكثر تغلغلا فى المجتمعات خصوصا مع سهولة تقبلها وندرة الجهد الذى يبذل فى استيعاب ما تعرضه هذه الوسائل بعكس الكتاب الذى يحتاج الى جهد ذهنى وبذل مالى ضخم ، وعود مرة ثانية لنؤكد أن انكماش طبقة القارئين فى المجتمع تعنى محدودية الشخصية وضحالتها بوجه عام طبقا للمادة الثقافية التى تعرضها الوسائل الثقافية الاخرى . وهذا الكلام لا يعنى الانصراف عن الوسائل الاخرى لتكوين الثقافة ولكن خير الامور ما كان وسطا بين الافراط والتفريط ، فلا تتكون جميع مصادر الثقافة من وسائل أخرى متعدده غير الكتاب ( ولذلك خطورته البالغة كما أشرنا ) كما لاتتشكل ثقافة الافراد مكتفية بما تتضمنه الكتب ودون الخوض فى تجارب الحياة والاشتمال على ما تحتويه وسائط الثقافة الاخرى فى المجتمع ، ولهذا دوره فى التوازن ، ولعل الدليل على ذلك مقولة "الجاحظ " عن نوعية الكتب المعتبرة : " الكتب المعتبرة الجديرة بالعناية والحرمة ، انما هى الكتب التى تنفع الناس فى حياتهم الدنيا وتبصرهم بدينهم ، وتسمو بافكارهم ، وترقق اذواقهم ككتب الفلسفة والاداب والسنن ، والكتب التى تعرف الناس أبواب المكاسب والصناعات ".
( يتبع بعون العلي القدير )
للكتاب سحر لا يقاوم عند عشاقه وجمهوره من المحبين ممن رشفوا من ماء عشقه وعرفوا حقيق لمعان كنوزه وانها الذهب الحقيقي لا البريق الزائف لقطع الزجاج المهشم يعكس انوار الاخرين…
يعرف هذا العشق قلة ويجهله كثرة في زمن غلبت فيه السطحية والهامشية في الفكر والخلق والسلوك
وغدت الثقافة سلعة تباع وتشترى وكلمات مدبجة جاهزة يحفظها المتحذلقون ليلقونها على شكل خطب طويلة او قصيرة تضج بالكلمات الفارغة من اي معنى …
ويظل الكتاب في صمته باسما في ايدي محبيه هادئا كهدوووء قاريء استغرقه ما بين دفتي الكتاب حتى غفل عن حاضره وعاش دنيا الحروف والكلمات … راضيا بالكتاب صديقا وحبيب…
الاخ خالد ابو سلمى
لا يمكن لشيء ان يقارن بمتعة المطالعة
ولا يمكن لاي وسيلة تثقيفية ان تقارن بالكتاب
لا انكر بالطبع دور الوسائل الاخرى في التثقيف وايصال الفكر وتحقيق الاهداف
لكن للاسف استغلالها التجاري السيء جعلها وسيلة للتهميش لا للتثقيف
ولكل سلاح حدين .. وكلاهما … قاطعين
دمت بخير
ياسلام علي التعليق الجميل ، ويحب تلك الكلمات وتسري في نفسه منتشيا بها كل عاشق للكتاب كما ذكرت
" ويظل الكتاب في صمته باسما في ايدي محبيه هادئا كهدوووء قاريء استغرقه ما بين دفتي الكتاب حتى غفل عن حاضره وعاش دنيا الحروف والكلمات … راضيا بالكتاب صديقا وحبيب… "
سعدت كثيرا بتلك الكلمات ، وأتمني استدامة الصفحة لتكون نافذة نناقش فيها قضية الكتاب ونصف محبتنا له ، وهكذا
ودمتم أنتم بكل خير
فقد تعطرت الصفحة بحرفكم
لك كل الحب والتقدير أخي الحبيب الفيصل والذي احمل لكم في قلبي كل حب وتقدير رغم بعد المسافات ( المسافة الوجدانية بيننا قريبة جدا ) المادية وقلة الحديث بيننا ، ويحتل عندي منتدي إبحار كل اعزاز وتقدير ، حيث أشعر فيه بالموجة الحالمة والفكر الأصيل والحميمية الجميلة والكلمة التي تمثل العذوبة ، لك مني دائما كل تحية وإعزاز
والله المستعان علي التمام
في الكتاب دخلنا
إلى ذرا العلا ارتقينا
خلف سطور الواقع هربنا
إلى روعة التاريخ عدنا
ومن أمجاد الأجداد ارتوينا
إلى أمال المستقبل ركنا
إلى قلب المحبوبة طرقنا
لا إلى أبواب الغرباء دخلنا
من حضارات الأمم سلبنا
من كتابي كتابكم عشنا إلى ما قدر الله ويبقى الكتاب نبراس كفاحوجهاد نخلد إليه
شكرا لك يا أخي
أخوك السوري عبد الوهاب ياسر
415
13
1 Guest(s)