وفي اليوم التالي جاء وقت دفنه فسربلوا كل اعضائه المتشرذمة في الكفن الابيض حتى راسه المهشم ذو العينين الداميتين ، لم اصدق ذلك المنظر ..كان في الكفن الابيض نرجسا متفتحا بكبرياء سرمدي كحبة قمح سربلت في سنبلتها ثم حملته اذرع الرجال على اكتافهم مكان موضع البنادق لينقلوه الى افواه القدر…….. كيف ذلك بحق السماء كيف استطيع ان اتصور ذلك الشاب، ذاك الذي كانت عيناه ملؤها الامل المتطلع الى المستقبل وفجاة تحطمت تلك الاحلام بانياب القدر ووصلنا الى مكان رقوه الابدي (المقبرة) تلك النهاية … نهاية الامل شعرت حينها ان الارض تضحك من اجله تريد مداعبة اعضائه وعندما انزلوه الى القبر كشف بعض الكفن عن وجهه كانك قطفت احدى بتلات النرجس من قرصها واذا بابتسامة صفراء تحملق في نجوم الظهر كانها عصافير ميتة وعيناه صافيتان دافئتان كجداول الماء في فصل الصيف0 .،.ما اقساهم………………………………………………………………………………………………….. لقد اهالوا
عليه التراب دون لمسة اعتذار او ذرة مشاعر .. وانتهت تلك الجنازة بجماهير تبكي ذللك الفقيد وحصل كل هذا ولن اجادل بل ساكون ايمانيا …… كيف ذلك يحق السماء كيف ان تلك العينين الصافيتين تصبحان مرعى للنمل والحشرات لقد انتهت الجنازة الفرحة التي تجددت حياتها من جديد بموت البشر ورجعت الى المنزل ولم يبقى في الشارع سوى انا واكياس متطايرة من نسمات الهواء البارد وعدت الى البيت وجلست اكتب تلك الحكاية القدرية ويصدر صوت مبحوح0 فاستمعت اليه واذا به قلمي يمشي مترنح الخطى على طريقه البيضاء فاقدا الشعور بالامل وكبى كبوة ابدية على طريقه البيضاء…………………………………..[/FRAME] الاديب : وائــــل ابـــــو صـــــــلاح
الاخ ابو صلاح …لا يخلو قلمك من براعة في التصوير ورصد الحركة واللون في الصورة بمهارة وسلاسة لا يجوز انكارها
وان كنت انتظر وأنا أقرأ البداية أن تقودني الكلمات والحروف نحو طرح قضية ما من قضايا مجتمعاتنا متعددة القضايا ….
ولكني وجدت القضية الوحيدة هي الموت
فهل يتساءل الكاتب عن حكمة الموت ؟؟ أو هذا ما هيء لي ؟؟؟
((لقد انتهت الجنازة الفرحة التي تجددت حياتها من جديد بموت البشر))
ان معتقدنا الديني الايماني يرسم لنا صورا أكثر راحة في الفكر والنفس فيما يتعلق بالموت
اذ يجيب حائر الاسئلة فينا ولا يجعل من …
(( المقبرة) تلك النهاية … نهاية الامل ))
بل يجعل من المقبرة حياة وسطية ( الحياة البرزخية ) الحياة التي يعد فيها المؤمنين لأرقى حياة
منعمين خالدين في رحمة الله
اتساءل حينا اليس حريا بحرف له مثل ما لحرفك ان يطرق اوجاع الناس وقضاياهم الحياتية
بدلا من الخوض في قضية اجوبتها في العقيدة بينة واضحة …
لا انكر ان للموت اثرا في النفس جد كبير يجعلها تقف حائرة تائهة حتى وان كانت من اصحاب الحكمة
ولكن اصحاب الحرف والكلمة موقوفون … مسؤولون …
اخيرا
سعدت بمروري هنا واتمنى ان لا يضيق صدرك بحرفي فما هي الا رؤى من زوايا اخرى
السلام على من اتبع الهدى ودين الحق اما بعد
اخت القلم ZAENA ان الموضوع الذي طرحته في تلك القصة واطلقت له عنان الخوض في بحوره هو موضوع مهم
انا اعرف ان العقيدة الاسلامية عالجت هذا الموضوع ولكن
هذه القصة حقيقية بالفعل وحصلت امام ناظري
والمتوفى هو قريب لي
فجاشت مشاعري بذلك فولدت هذه القصة
اما عن قولك (المقبرة نهاية الامل ) فهي فعلا كذلك لانه كان يخطط لبناء مستقبله من زواج وغيره
كشاب طموح
وقصدت في تلك العبارة يا اختي
ان الحادث انهى كل تلك الامال التي كان يخطط لها
اذا وجدت اسئلة اخرى ابعثيها لي وسأجيب عنها باذن الله
ويوجد عدد من القصص الاخرى لي على هذا المنتدى طالعيها وانقديها
والف شكر لجهودك
نحن نريد وانت تريد والله يفعل مايريد
بهكذا تكون الحياه بدأيه ونهايه
ولكن المؤمن من يجعل من الحياه ممر يتزود بها
الى لقاء الله عزوجل( وكما قيل الدنيا ساعه فجعلها طاعه)
اخي وائل
لكل منا امل ولكن قد يكون الاجل اسرع من ذاك الأمل
اهنئك على كتابتك الرائعه
وقبل الختام بودي ان اسئلك عن ابن النيل للاهميه
قرأتها بتأمل احرف احرقتني حتى النخاع
لأنها مازالت رطبة لزجة بدم الراحل ..رحم الله فقيدكم
وادخله جنات النعيم يارب امين
وصف رائع للحالة ..ابدعت اخي وائل في الكتابة والحزن
لربما تقمصتك روحه لتمسك بالقلم وتوصل رسالته الينا
نعم لقد اصغينا لروحك ايها الراحل
مشاعر بليغة وعميقة..
تحياتي لك
415
14
1 Guest(s)