صمت الصهيل في رحى الصحراء _قصة قصيرة|إبحار في كتاب|منتديات إبحار بلا مركب|إبحار بلا مركب

Forum Scope


Match



Forum Options



Min search length: 3 characters / Max search length: 84 characters
Forum Login
Lost password?
صمت الصهيل في رحى الصحراء _قصة قصيرة
أفاتار (الصورة التعريفية)
وائل ابو صلاح
60 Posts
(Offline)
1
الأثنين 13 رجب 1427صباحًا09 7-8-2006صباحًاالأثنين -
Print
[FRAME="13"]في رحى الصحراء دار سليمان وعائلته في ذاك الجحيم الملتهب كحبات قمح دُقّت في رحى الحصى الرملي ، توقف سليمان وعائلته للحظة وكان التعب قد استوطن أجسادهم فجلسوا يسريحون قليلا من مشقة السير وأعينهم لا تغادر ذلك الوحش السرابي المصفر، وكانت قوارير الماء خاصتهم قد اقفرت من ذلك السائل الماسي مما أضفى على الطين بلة اخرى وقد مر عليهم خمسة أيام وأرجل العطش تدك بطونهم كطبقات الارض تدك الحصى ليتحول من ثقل الحمل الى صخور (صوانية) وكانت هذه الايام الخمسة عصيبة العيش أرتشفوا من كاسها طعم المعاناة الحنظلي وما زالوا يترشفون طعم العطش ايضا، خمسة ايام وهم يدورون في رحىً من الحصى الرملي يروون الارض بعصارة عرقهم المتصبب منهم كأنهار اللهب ،
وهذه العائلة تتكون من سليمان وزوجته وشاب وفتاة هم اولاد سليمان والسبب الوحيد الذي جعلهم يدورون في ذاك الرحى الصحراوي هو قريتهم المنكوبة التي اجتاح جسدها الصهاينة ومزقوا الاخضر واليابس في ذاك الجسد المخضر ، وبينما سليمان مطرق قليلا يفكر في ذاك النعيم الذي كان يعيش به في قريته المنكوبة واذا بنغمة مبحوحة من شدة العطش تقطع حبل النعيم الذي كان يعيشه سليمان للابد الا وهو صوت ابنته تحثه على ان يحضر لها الماء لان معدتها قد احتضرت من العطش فأجابها بدون تردد سنصل عما قريب الى الجنة يا ابنتي وسنشرب ماء كثير ، وفي حقيقة الامر كان سليمان نفسه غير مقتنع بالذي يقول فهو لا يعرف متى سيصل والى اين وكيف،
وبعد ان عادت بعض طيور الراحة الى اجسادهم المستوطنة قاموا وعاودوا المسير بخط ثقيلة في ذلك الدولاب الاصفر كأنهم ذاهبون الى المشنقة بأرجلهم ،
في ذلك الوقت كانت الشمس طليقة تغرد بأشعتها على رؤوس العائلة النازحة عن القرية المنكوبة وليتحول ذلك العصفور المغرّد بعد هنيهة من الزمن الى طائر جارح يصب جام مخالبه الشعاعية على رؤوس الزيتون الذابل والتي لم تذق طعم الماء منذ ثلاثة ايام ، وما هي الا لحظا ت حتى شاهد الجميع واحة خضراء في لبها بحيرة مليئة بالماء الماسي ولتف تلك البحيرة اشجار النخيل كزنبقة سرمدية في أوج ربيعها ولكن الجميع اشاح عن عقله تلك الذبابة الفكرية التي تطن بأن ذلك السراب هو واحة حقيقية وليس سرابا وفي الحقيقة هم غير مقتنعين بتلك الفكرة حيث أخذوا يتراشقون ببعض الكلمات ويقولون ومن اين تأتي الجنة الخضراء وسط هذا الجحيم الكثيبي ،
فاقتربوا جميعا من تلك الجنة التي أضحت حقيقة مسلم بها بعد الاقتراب منها ، واخذوا يعدون الخطى حتى وصلوا اليها ولكنهم من شدةالعطش لم يتوقفوا بل واصلوا المسير حتى وصلوا لب تلك البحيرة فشربوا ماءا كثير و سبحوا بها حتى كلّوا ذلك فاستراحوا قليلا من ذلك التعب البعيد القادم اليهم من الغرب وجلسوا بظل نخلة يستظلون بها من تغريد تلك العصفورة الملتهبة ، ومضى بعض الوقت عليهم وهم واجمين .. صامتين يفكرو ن في المجهول المستقبلي ليُبَت هذا المستقبل بصهيل النخيل الذي يمتطي صهوة الهواء الى المجهول .. فنظر سليمان الى الاعلى فرأى الشمس سجينة قضبان النخيل حيث ان تغريداشعتها ما عاد يصلهم ، وقد بدد هذا الصمت والوجوم كله حركة سريعة من يد تنزف عَرَقا … كانت يد سليمان تأمر ولده خالد بتزويج قوارير الماء الى البحيرة بتعبئتها لمواصلة سيرهم ، فعبّئ الولد القوارير وشربوا مرة أخرى من البحيرة ثم اخذوا يشقون الرمال بمحاريث ارجلهم ذات السكك البالية مودعين الجنة ذاهبين الى الجحيم الملتهب مجددا
وفي تلك اللحظة كان العصر قد حل بالصحراء بغباره وهواءه الحارقين وساروا قرابة الاربع ساعات دون جدوى ودون ان يعثروا على أنقاض قرية او حتى على بصيص خيمة ، وبعد مضي الاربع ساعات كان اليوم قد شارف على الانتهاء كساعة رملية شارف رملها على الانتهاء من جزئها العلوي ليعاد قلبها بعد ذلك ويحل الليل وما ان تنفذ حصة الليل من الزجاجة الرملية حتى تطل علينا فتاة الصباح من جديد ، كانت الغيوم في ذاك الوقت قد بدأت بتوديع شقيقتها تلك الاقحوانة الملتهبة التي أخذت بالافول والاختفاء وراء حبات الرمال ، فأرخى الليل سدوله ذات الظلام الحالك والهواء الجليدي البارد فجلسوا في مكان مجهول الوطن والهوية ليناموا فيه مفترشين الارض وملتحفين السماء، فجلس سليمان وحضن رأسه بكفيه وأخذ ينظر الى القمر ، كان القمر كحصان جامح قد فقد فارسه السيطرة عليه فأرخى لجامه فطرحه ارضا وهرب ذاك الحصان الذي يسابق الريح ليعود الى موطنه الاصلي (السماء) ، ولكن ذاك الخيال اجهض ولم تتم ولادته فقد سبق النوم ذاك الحصان الى عيني سليمان فاستغرق في نوم عميق وهذا هو حال اشلاء الاسرة الاخرين ، فهذا القمر كان اخر شيء يراه سليمان وعائلته قبل نومهم الابدي ، فقد كانت تمر بالقرب المنطقة دورية اسرائيلية تبحث عن اشخاص نزحوا من تلك القرية المنكوبة قرية سليمان ، ولم تعط تلك الدورية اي مجال لسليمان وعائلته برؤية القمر مجددا فأردوهم صرعى يسبحون بدمائهم حيث كانت قوارير الماء تغفو بقربهم ولم ينهش لحمها كما فعلت انياب الرصاص بسليمان وعائلته وانما ظلت تقبع بجانبهم بعد ان تحول لونها للاحمر ذلك اللون الهمجي الذي يفقد معنى الحياة
[/FRAME]
أفاتار (الصورة التعريفية)
sozana_pls
1 Posts
(Offline)
2
الثلاثاء 22 جمادى الأولى 1429مساءً14 27-5-2008مساءًالثلاثاء -
Print

شكرا على هذي القصه الجميله

أفاتار (الصورة التعريفية)
قلب البحر
23 Posts
(Offline)
3
السبت 17 ذو القعدة 1429مساءً17 15-11-2008مساءًالسبت -
Print

واو ما احلاه هذه القصة هذا الكلام من قلبى

Forum Timezone: America/New_York
All RSSShow Stats
Administrators: إبحار
Top Posters:
jana: 231
Hassanhegazy: 203
Ahmed Samy: 114
fatinn: 36
marwa: 35
nagham_n: 28
no way: 27
Awrad: 24
MONA AND MONA: 17
zarkaa: 16
Newest Members:
Forum Stats:
Groups: 1
Forums: 9
Topics: 2581
Posts: 16488

 

Member Stats:
Guest Posters: 0
Members: 6557
Moderators: 0
Admins: 1

Most Users Ever Online
415
Currently Online
Guest(s)
12
Currently Browsing this Page

1 Guest(s)