الشمس تنام في الظهيرة|إبحار في كتاب|منتديات إبحار بلا مركب|إبحار بلا مركب

Forum Scope


Match



Forum Options



Min search length: 3 characters / Max search length: 84 characters
Forum Login
Lost password?
الشمس تنام في الظهيرة
أفاتار (الصورة التعريفية)
الوقت
1 Posts
(Offline)
1
السبت 27 ربيع الثاني 1426صباحًا11 4-6-2005صباحًاالسبت -
Print

اه ياعزيزي … كم انت رائع في الاختيار ، دعواتنا لك المزيد من صحة النظر حتى تمنحنا بعض قراءاتك الجميلة .

أفاتار (الصورة التعريفية)
الفيصل
2190 Posts
(Offline)
2
الأحد 28 ربيع الثاني 1426صباحًا00 5-6-2005صباحًاالأحد -
Print

الوقت

ما أثمن الوقت
حروفك ثمينة مثلك

شاكراً ، مقدراً لك طيب كلماتك

تحية طيبة
و في حفظ الله

أفاتار (الصورة التعريفية)
الفيصل
2190 Posts
(Offline)
3
الأربعاء 17 ذو القعدة 1425صباحًا11 29-12-2004صباحًاالأربعاء -
Print

قراءة انطباعية لرواية: (الشمس تنام في الظهيرة) لمنصور المهوس.

بقلم : د . إبراهيم التركي

المرجع : الاسلام اليوم

تقوم هذه الرواية على فكرة مركزية تنتظم حولها حلقات العمل الروائي، وتتضافر لتغذي هدف الرواية الرئيس في وعي القارئ. إن هذه الرواية تكشف عن الوجه الإنساني الغائب الذي تطمره التراكمات بفعل التعاطي اليومي مع الواقع المعيش. يتمثل هذا الأمر من خلال الشخصيتين الرئيستين في العمل، وهما شخصيتا (نايف) و(منيف). فنايف وهو مدرس في المدرسة الثانوية يرى أبناء قريته يتساقطون واحداً إثر آخر جرّاء السموم والمخدرات التي يبيعها منيف. فيقرر خوض المحاولة لإصلاح منيف رغم التحذيرات الكبيرة التي يتلقاها من الناس عن صلف منيف وشراسته، ولكن مع هذا يصرّ على تحقيق هدفه، فيتمكن بذكائه وقدرته على توظيف أوضاع منيف الخاصة من التأثير عليه وإقناعه بتسليم نفسه للشرطة.
إن هذه الشخصية (نايف) تكشف عن الوجه الإنساني الغائب الذي يتعامى عنه كثير من الناس داخل ذواتهم، ألا وهي تلك الطاقة الهائلة التي أودعها الله الإنسان فيستطيع بفضل توظيفها وتفعيلها من إحداث التغيير في واقعه مهما بلغت صعوبته وشدته، ومتى توافرت لديه العزيمة والطريقة المناسبة لإحداث التغيير، وهو ما تمكن به نايف من تغيير واقع القرية السيئ إلى رغد وأمان.
أما الوجه الإنساني الغائب في شخصية منيف والذي كشفت عنه الرواية فهو أن الإنسان مهما بلغ عتوّه وجبروته وطغيانه فإنه يبقى محتفظاً بمسحة إنسانية مشاعرية مطمورة ، ومتى تم الضرب على وتر المشاعر والعواطف وأمكن استثارتها فإن الإنسان مهما بلغ طغيانه يتغير وينساق بسهولة ، وهو ما وقع لمنيف الذي تمكن نايف من تغييره عندما عزف له على عاطفة الأبوة فانقلب منيف 180 درجة.
وهنا لفتة لطيفة يشير إليها اسم الشخصيتين الرئيسيتين في العمل ، ( نايف ومنيف). فهذان الاسمان يكشف التشكيل الفني الواعي من خلال اختيار الاسمين ذاتيهما عن ملمحينِ مهمين ، أولهما: اجتماعهما في الأصل اللغوي الذي ترجع إليه مادتهما اللغوية ، فهما من مادة واحدة (ن و ف) ، مما يعني وجود قضية واحدة تجمعهما تشكل عصب الرواية وموضوعها ، فقضيتهما قضية الانحراف السلوكي والأخلاقي والإجرامي لدى بعض أفراد المجتمع ، لكن أحدهما منتسب إلى هذا السلوك والآخر رافض لهذا السلوك راغب في تعديله. الأمر الآخر الذي يشير إليه الاسمان يظهر من خلال الصيغة الصرفية التي يكونان عليها ، فنايف اسم فاعل، ومنيف اسم مفعول. هذا التباين بين الفاعل والمفعول تجلّى على مستوى أحداث النص فأصبح نايف هو البطل الفاعل المحرّك لأحداث العمل ، وبقي منيف هو المفعول المقصود بالإصلاح والذي يستهدف نايف إصلاحه وتغييره.
ولعل الظاهرة الفنية اللافتة في جميع صفحات الرواية هي تلك اللغة التصويرية البديعة التي انبنت عليها معظم جمل النص ، مما يشكل ظاهرة فريدة تميزت بها هذه الرواية. فبغض النظر عن أساليب التصوير الدارجة ( كالتشبيه والاستعارة والمجاز والكناية) والتي تكثر في النص بشكل لافت ، إلا أن النص يعمد إلى أسلوب آخر جديد في التصوير الروائي، حيث يجعل الصورة معادلاً موضوعياً لمسار الأحداث الروائية.
فالصورة هنا لا تعد حلية زخرفية ولا ترهلاً أسلوبياً في بنية العمل، بل هي تقوم
بوظيفة جمالية ودلالية في آنٍ واحد. وهذا النوع من الصورة يمكن أن يقسّم إلى
قسمين: صورة بسيطة ( لا تتجاوز جملة واحدة ) ، وصورة مركبة ( تشكل قطعة سردية مصغرة تتضمن عدداً من الجمل). فأما القسم الأول فهو كثير جداً (من ذلك على سبيل المثال:
الشمس ص 42، النخلة ص 42، العصفور ص 15، الحمام ص 15، الجرادة ص 11، الطائر ص 9 وغيرها كثير).
أما القسم الثاني فقد ورد في النص عشر مرات بالتحديد ، هي: ( الصرصار ص 6، الجرذ ص 18، طائر الصعو ص 20، 75، الأفعى ص 25، 33، 43، إطارات السيارة ص 32، الصقر ص 59، 91، الناقة ص 13، 61، 108، الوزغ ص 64، الماعز ص 121، القطة ص 122). ويلحظ على هذه الصور جميعاً استقاؤها من مفردات الحياة البدوية التي تكون بين القرية والصحراء وهما الوسطان اللذين كانت تدور فيهما أحداث الرواية. ولا شك أن التحليل الفني الدقيق الكاشف عن القيمة الفنية والوظيفة الدلالية لكل صورة يحتاج إلى دراسة نقدية موسعة لا تحتملها طبيعة هذه السطور. لكن هذا لا يمنع من الإشارة إلى إحدى هذه الصور لمعرفة وظيفتها الدلالية في سياق النص الروائي.
فعندما يذهب نايف وصديقه إلى منيف في الصحراء تنغرز إطارات سيارتهما الجيب في الرمال ، ويحاولان إخراج السيارة من هذا المكان ، فيقول صديق نايف بأن عليهما أن يعودا من حيث أتيا فالبداية غير مشجعة، ولكن نايف يصر على المضي في طريقه ، فيحاولان مرة أخرى حتى استطاعا إخراج سيارتهما والذهاب إلى منيف. يقول النص عن هذه الصورة :
( راقبنا ضوء الشمس الوليد وهو يتسلق جدار العتمة فتوكلنا على الله وسلكنا الطريق الصحراوي الجنوبي ، توغلنا في الصحراء وأمل يحدو بنا ، اجتـزنا كثباناً متحركة وثابتة ، وشققنا عروقاً ناتئة و أسيافنا ًحادة بدأت تلمع من لسع أشعة الشمس الفتية ، التفت إليّ زامل وجهه يموج بالتحفز قائلاً :
– كم بقي ونصل .
أجبته والسيارة تقفز بنا كناقة جامحة :
– بقي نصف ساعة .
فجأة صرخ زامل :
– يا إلهي.. رمال هشة ومتحركة .
هتفت :
– شد حيلك .
لكن الرمال الجائعة امتصت إطارات السيارة ، أخذت الإطارات تئن وتصرخ من شدة قبضة الرمال ، أشعل زامل قوة الدفع الأمامي ، لكن الجيب لا يكاد يتحرك ، احتدم الصراع بين الرمال والإطارات ، ألتفتُ إلى زامل فإذا القلق قد استطال في وجهه ، أخرجت رأسي فإذا حية بنية اللون ذات بقع سوداء تمرق من تحت السيارة لها تموجات جانبية تمتد من الرأس إلى الذيل ثم تندس في الرمل ، دهشت فأول مرة أرى هذا المشهد . تزحزحت السيارة إلى الخلف ثم إلى الأمام وزامل يعض على لسانه الجاف ، أخيراً استطاعت الإطارات التخلص من قبض الرمال فتنفس زامل قائلاً :
– الحمد الله .. الماء لو سمحت.
هتفت بفرح :
– أبشر يا أخو النشامى.
قال وقطرات من الماء تنـزلق من شفتيه:
– كدنا نهلك .
ابتسمت لأدفن مخاوفي:
– كنت أعتقد أن ثقتك بسيارتك الجيب كبيرة.
هز يده في وجهي حتى كادت أن تلامسه:
– هذه الصحراء غول صامت ، ونحن ندفع أنفسنا نحو غول متحرك.
– لا تضخم الأمور ، تفاءل يا رجل ، ألست تحب الاكتشاف الصحراوي ؟
ارتطم الجيب بعرْقٍ فاهتزت أجسامنا داخله . التفتَ إلي وقال:
– أنت مدرس فيزياء والتلاعب بالكلمات ليس من شأنك.
بدا لنا الجبل ضخماً و رمال حارة تصفع الزجاج الأمامي كأنها تعلن احتجاجها على اقتحامنا للصحراء ، بدأت الكثبان الرملية تصغر ، أخذت بعضها شكل جذوة حصان وأخرى قبابي الشكل ، انفسح المدى أمامنا عن أرض مستوية اختلط فيها الرمل بالحصباء فهتفت:
– هذا الجبل .. لقد اقتربنا . ) ص 32-34.
إن هذه الصورة تكشف عن الصعوبات التي سيلاقيها نايف في طريق إصلاح منيف، فالأمر ليس سهلاً ميسراً، بل سيتعرض إلى الكثير من المصاعب والعراقيل التي تعرقل مسيره نحو هدفه، فجاء تعثرّ السيارة وتعرضها لمصاعب الطريق رامزاً إلى ذلك المعنى . وبهذا تكون الصورة ذات وظيفة استباقية تخلخل البناء الزمني الروائي فتقفز بالقارئ الحاذق نحو أحداث من المستقبل يتوقّع حدوثها عند ربطه الصورة بسياقها النصي.
أخيراً هذا العمل يكشف عن الإيمان الراسخ الذي يحمله القاص والروائي منصور المهوس تجاه الأدب وطبيعة دوره في الحياة ، إنه يستخدمه للتأثير الإيجابي عند المتلقي، و بطريقة فنية تستعين بوسائل التشكيل الفني.

د . إبراهيم التركي
13/7/1424
10/09/2003

أفاتار (الصورة التعريفية)
فيصل313
24 Posts
(Offline)
4
الخميس 18 ذو القعدة 1425مساءً22 30-12-2004مساءًالخميس -
Print

استاذي العزيز شكراً لتحليل الرواية
انا لم اقرا يوماً في رواية ابداً لكن عند قراءة تحليلك عرفت ان في الرواية يمكن ان تقدم صوراً ابحث عنها اكثر في الشعر عموما وتختصر القصة باسلوب اروع وتقديم صور اجمل .
هل لي برواية يمكن ان استمتع بقرأتها
ولك انت
مع خالص تحياتي
rose1

أفاتار (الصورة التعريفية)
الفيصل
2190 Posts
(Offline)
5
الخميس 18 ذو القعدة 1425مساءً22 30-12-2004مساءًالخميس -
Print

العزيز الصديق فيصل

كان يسعدني لو أنني من قمت بتحليل هذه الرواية
و لكنه كان الدكتور : إبراهيم التركي

بالنسبة للرواية فهي مجال خصب للكثير من الخيال و الشعر
و قراءة الروايات أحدى هواياتي التي أحرص عليها

ويمكنني تزويدك ببعض الروايات المطبوعة رغم أن عينيك قد تتضرر
من الشاشة

أما الصور الشعرية الرائعة في الرواية فسأعطيك مثلا عليها على هذا الرابط

** you do not have permission to see this link **

أفاتار (الصورة التعريفية)
وائل ابو صلاح
60 Posts
(Offline)
6
الأثنين 20 رجب 1427صباحًا06 14-8-2006صباحًاالأثنين -
Print

شكرا على هذا التحليل الذي اوصل القراء الى ذروة النشوة في قراءة التحليل وفهم الرواية

Forum Timezone: America/New_York
All RSSShow Stats
Administrators: إبحار
Top Posters:
jana: 231
Hassanhegazy: 203
Ahmed Samy: 114
fatinn: 36
marwa: 35
nagham_n: 28
no way: 27
Awrad: 24
MONA AND MONA: 17
zarkaa: 16
Newest Members:
Forum Stats:
Groups: 1
Forums: 9
Topics: 2581
Posts: 16488

 

Member Stats:
Guest Posters: 0
Members: 6557
Moderators: 0
Admins: 1

Most Users Ever Online
415
Currently Online
Guest(s)
7
Currently Browsing this Page

1 Guest(s)