الرقصة الاخيرة ( قصة قصبرة )|إبحار في كتاب|منتديات إبحار بلا مركب|إبحار بلا مركب

Forum Scope


Match



Forum Options



Min search length: 3 characters / Max search length: 84 characters
Forum Login
Lost password?
الرقصة الاخيرة ( قصة قصبرة )
أفاتار (الصورة التعريفية)
alsha3ir
3 Posts
(Offline)
1
الأحد 25 ربيع الثاني 1425مساءً17 13-6-2004مساءًالأحد -
Print

الرقصة الآخيرة

تأليف : أحمد عمر محمد عمر

أجلسها على كرسى وجلس هو فى الكرسى المقابل لها ، ولا تفصل بينهما سوى الطاولة الصغيرة . وصفق للنادل وطلب منه (2 برتقال ) .

لم يجدا موضوعاً فى البداية يتحدثا فيه ، رغم ان قلوبهما كانت تتحدث بالكثير ، وعيونهما تكاد تنطق .

فمنذ رآها منذ عدة ايام .. وعيونهما تنطق بالكثير ؛ ذلك اليوم .. حينما اتى اليها لتعلمه الرقص ، فقد كان قد قرر الالتحاق بالسينما ، وأول دور اعطى له ، كان فيه مشهد رقص ، وقرر ان لايضيع الدور ، وان يجد من يعلمه الرقص؛ فدلوه عليها ..فقد كانت ماهرة جداً فى الرقص ، كما كانت جميلة جداً ..فنشأ بينهما الاعجاب ، فهزت كيانه من اول نظرة ؛ وشلت قلبه وعقله .. الى درجة أنه لم يجد موضوعاً يتحدث فيه الان معها .. الى ان استقل جمال المكان حوله ، فقال :

– المكان جميل ! اليس كذلك ؟

فردت عليه بصوتها الناعم :

– نعم .. وخاصة انه مطل على النيل .

– أجمل شئ فى هذه الحياة هو الهدؤ والسكون .

فقالت له :

– نعم ، فماذا يطلب الانسان فى هذه الدنيا سوى السكون والسعادة .. والاكل والشرب ، ورفيق العمر ، والذرية الصالحة .

– نعم .. وخاصة مسألة رفيق العمر – او المحبوب – لأن الحب هو الاساس الذى تقوم عليه الحياة الزوجية .

– الحب هو الاساس الذى تقوم عليه الدنيا كلها .

– نعم .. الحب جميل ! وخاصةً لمن يعيشون فيه .

ثم اردف وهو يهمس لها :

– وانا واحد من هؤلا الناس .. الذين يعيشون فى الحب .

– وفى الحال قفز قلبها ، وقالت بصوت هامس :

– ياترى .. من هى سعيدة الحظ ؟

قال لها مبتسماًبسخرية ، ومحطماً جميع آمالها :

– انى اعيش فى حب .. اخوانى .. وامى .. و

وقبل ان يتم كلامه ، كانت قد قرصته فى يده بسبب دعابته التى اغاظتها ، اما هو فكان يضحك بصوت عالى . وبعد قليل اردف بجدية :

– لا .. انى لا امزح .. انى متيم بحب فتاة سبت عقلى وقلبى ، فلا اصحو ولا انام ، الا وصورتها فى خيالى ؛ فهى طعامى وشرابى وزادى فى الحياة .. وبلسمى الذى يشفى جراحى .

كان يقول هذه الكلمات ، وهو ينظر الى عينيها بقوة وبنشوة فى نفس الوقت .

اما هى ، فقد تضرج وجهها بحمرة الخجل ، كانت تعرف انه يتكلم عنها .. ولكنها تريده ان يقولها بصراحة .

فقالت له بجرأة متناهية ، متغلبة على خجلها :

– ومن هى تلك المرأة التى اوقعت فى حبها اوسم واجمل شخص رأيته فى حياتى ؟

فقال لها بنفس الجرأة :

– انها امراة طويلة .. لها جسد جميل وشعر اسود كالليل ، وعينيها الواسعتين كلون شعرها ..

وقبل ان يتم كلامه .. قاطعهما النادل :

– تفضل يافندم العصير .. تفضلى ياهانم !

وكان يضع الاكواب على المائدة ، وكان كل منهما خجل مما قاله للاخر ، وقرر الثنان فى نفسهما تغيير الموضوع ؛ قال النادل :

– اى طلبات اخرى ؟

– لا .. شكراً .

كانت تضع السكر فى العصير من السكرية التى أحضرها النادل معه . فقالت له :

– هل اضع لك سكراً ؟

فقال لها مستعيداً جرأته :

– انى لا استطعم سكر الدنيا كلها .. فقط ذوبى لى انت فى هذا البرتقال ، فيصبح عسلاً !

– ازداد خجلها كثيراً .. فسكتت لمدة ، وقررت تغيير مجرى الحديث قائلة :

– لم تخبرنى حتى الان .. ماذا تعمل ؟

ارتبك لهذا السؤال ، واجابها متلعثماً :

– خير الله واسع !
– اذا كنت عاطل فلا تخجل .. قل !

– الحقيقة انى اعمل ..

– تعمل ماذا ؟

– تستطيعين القول انها اعمال خاصة .

– اعمال حرة تعنى ؟

فاجابها بسرعة مستدركاً :

– بالضبط .

ثم سألها عن عملها ، ظاناً ان الرقص هواية ليس الا، فاخبرته انها خريجة موسيقى ومسرح ، وانها راقصة ماهرة – خاصة فى الباليه – فعملت فى احدى الفرق الاستعراضية .. ثم اشتهرت ، وقررت امتهان الرقص .

وتكلموا كثيرا عن الفن والرقص ، ومواضيع اخرى .. حتى انهم تتطرقوا للسياسة .

كانت اصوات الموسيقى القادمة من صالة الرقص تداعب آ ذانهم بنغماتها العذبة ، فقال لها :

– ما رأيك فى هذه الموسيقى ؟

– انها رائعة ! .. لابد من وانها احدى روائع ( بتهوفن ) .

– هل سبق ان رقصت مقطوعة لبتهوفن ؟

– قليلاً جداً .. مرتين او ثلاثة !

– حسناً .. سوف تصير اربعة .. هل لى برقصة معك ؟

فابتسمت واجابت على الفور :

– بالطبع .. لا يوجد مانع .
ودخلوا وسط الراقصين ، وامسك بخصرها ويدها .. وامسكت به ؛ وبدأوا يتمايلون مع الموسيقى .

كان كل منهم ينظر الى عينى الاخر ، نظرات قوية ، فيها كل شئ .. احساس الشوق والوجد ، والحنان والحب .. كانت عيناهما تحمل احاسيس غريبة .

قالت له :

– ها أنت ذا بارع فى الرقص !

– الفضل يعود لك ولدروسك

وبعد قليل كان كل منهما يضع رأسه على كتف الاخر ، ويتمايلون ببطء على انغام الموسيقى الهادئة .

فعادت لها جرأتها ، وهمست فى أذنه :

– الن تتمم لى وصف تلك الفتاة ؟

-اى فتاة ؟

– الفتاة التى وقعت فى عشقها !

– آه .. ذات الشعر الاسود ؟

– نعم .. وماذا بعد الشعر الاسود ؟

– عيناها سوداوان .

– لقد ذكرت هذا ، ماذا بعد ؟

قال لها وهو يدارى ابتسامته ، لاعباً بأعصابها :

– وماذا يهمك انت فى هذا ؟!

قالت له وهى تحس بالخجل :

– يجب ان اهتم بمن يحبها صديقى !

– حسناً .. ان اول حرف فى اسمها " س " .

وكان اسمها يبدأ بالسين ، فكادت تطير من الفرحة ، وقالت له :

– ارحمنى .. قل اسمها كاملاً !

– حسناً ، ان اسمها .. ( سندريللا أحلامى ) !

قالها وضحك ضحكة مجلجلة فى أذنها ، اما هى فقد اغتاظت ، وقرصته مرة اخرى على يده وهى تبتسم لدعابته .

وبعد قليل رفع رأسه عن كتفها ، وقال لها فجأة :

– انى احبك انت ياسندريلا احلامى ..!!!

لم تصدق نفسها .. اخيراً قالها . ولكنها ارادته ان يكررها فى اذنها .

فقالت بصوت متهدج ملئ بالخجل :

– ماذا قلت ؟!

فقال لها وهو ينظر الى عينيها بعينيه الثاقبتين :

– ما سمعتيه ! .. احبك .. احبك .. احبك بعنف يا ملاكى ، احبك ولن اكف عن حبك ، وحتى وانا فى قبرى .

وتبادل معها قبلة طويلة ، ثم وضعكل منهما رأسه على كتف الاخر.. وواصلا الرقص..

كانت السمفونية طويلة.. كان الناس يرقصون قليلاً ويجلسون ، ويأتى غيرهم ليرقص ثم يجلس .. الا اولائك العاشقين ، الذين اعترفا قبل قليل بحب كل منهما للاخر .

قالت له وقد احست بالتعب :

– الم تتعب ؟ .. هيا نجلس !

– الرقص معك لا يتعبنى، بل يريحنى ..

ثم أردف :

– اصبرى قليلاً فقط .

ووضع راسه على كتفها مرة اخرى ، وأبطأوا فى الرقص ، حتى انهم توقفوا ..

ولكنها وقفت لتعبها ؛ اما هو .. عندما تركت كتفه ، كان يتصبب عرقاً .. وتحمر عينيه .. فقلقت عليه ، فلا يمكن ان يكون هذا مجرد تعب ..

فسألته :

– ماذا بك ؟.. هل تشعر بشئ ؟ .. لقد اخبرتك انه يجب علينا التوقف عن الرقص !

قال لها بصوت ضعيف وهو يترنح ترنح السكارى :

– قلت لك .. ان الرقص معك لا يتعبنى، بل يريحنى ..

ثم فجاة سقط على الارض .. وسط الراقصين .

بعد ان فحصه الطبيب ، سد باب حجرته فى المستشفى ، وخرج اليها وسألها :

– هل انت زوجته ؟

فارتبكت للسؤال ، ثم أجابت

– لا ، صديقته .. ماذا به يادكتور ؟

قال لها بوجه كئيب :

– لابد من انه قد تناول جرعة زائدة !

– أى جرعة !! .. لا أفهم !

قال لها داهشاً :

– اذاً أنت لا تعلمين !؟

– اعلم ماذا ؟؟

فقال لها ببطء :

– إن صديقك .. يتناول المخدرات !

فصعقت لجملته الاخيرة ، وصرخت فى وجهه :

– م .. ماذا تقول ايها السافل !!؟

قال لها بسرعة :

– حسناً .. هذا الشبل من ذاك الاسد .

– لا افهم !

– الا تعرفين ابيه ؟

– لا .

– إن والده شخصية عامة .. اى شخص يعرفه ، ان صوره اسبوعياً فى صفحة الحوادث على اى جريدة ؛ إنه أكبر تاجر مخدرات فى البلاد .. كما أنه أعظم زير نساء شهده التاريخ .اما ابنه .. على حسب فحصى له الان ، من اكبر مدمنى المخدرات ! .

– تملكها الرعب والمفاجأة فى وقت واحد ، فانفجرت صراخاً وبكاءً ، وجرت فى الحال واقتحمت غرفته – كأحد ثيران مصارعى الروديو الإسبانى ! – واصبحت تصرخ فيه وتلطمه فى وجهه :

– استيقظ .. استيقظ ياجبان !!

وكان شبه غافياً فى ذلك الوقت ، فرد عليها بعبارة واحدة ، وبصوت واهى كالمحتضرين :

– انى .. آسف ياحبيبتى !

لقد قال لها كلمة حبيبتى اخيراً .. ولكن بعد ماذا ؟ .. بعد أن ايقنت انه مجرم .. ياللاقدار!

ثم فجأةً بدأ يتألم ويصرخ ويتقلب بشكل مرعب .. فقلقت لهذا .. وصرخت فى الاطباء:

– ماذا به .. ماذا تنتظرون ؟ .. إفحصوه .. انقذوه !

ثم اردفت وهى تبكى :

-انقذوا حبيبى!

واصبحت تبكى قرب سريره ، والاطباء يأتون ويذهبون ، ويركضون .. حتى صاروا فى الغرفة خمساً.. ولم يستطيعوا فعل شئ ، فقد كان قلبه يدق ببطء ، عكس قلبها الذى كان يدق سريعاً .. خوفاً على حبيبها .. الذى غدر بها !

لم يستطع الاطباء فعل شئ ..

فتوقف القلب .. وجمد الجسد ..

وتقدم أحد الاطباء ببطء ، ومد يده .. وأغمض عينى الجثة ، وغطها بملاءة السرير .

كانت تنظر اليه وهى فاغرة فاهها غير مصدقة . ولكن بعد قليل ذرفت عينيها الدموع ، كما ذرفت عليها الدنيا المآسى فى هذا اليوم المشؤوم .

وحضنت الجسد المسجى تحت الملاءة ، كما لم تحضنه من قبل .. وبدأت تبكى بشدة .

** ** ** ** **
خرجت من غرفته حيث لاقاها الطبيب ، وقال :
– ان قلبه لم يستحمل هذه السموم ! .. لقد قلت لك .. لقد اخذ جرعة كبيرة اليوم وقد اودت بحياته ..
لم يتمم كلامه ، لانها كانت قد خرجت من المستشفى .
ياللاقدار !! .. قبل قليل كانت تراقص وتقبل اكبر تجار ومدمنى المخدرات فى البلاد .. شعورها متضارب .. هل فعلاً كان يحبها ؟
هى لا تدرى .. لقد تركها فى حيرة ، ولكن كان يخيفها شئ .. إن كل ماقاله لها ربما كان كذباً ! ، فقد كان تحت تأثير المخدرات ؛ أخيراً عرفت سبب دعاباته الكثيرة وخفة دمه فى هذه الليلة ، وجرأته المتناهية . نعم ، لقد كان تحت تأثير المخدر . ولكنه فى اخر لحظة ، كان يرقص معها رغم تعبه .. بل رغم احتضاره .. كان يشعر بالالم ويحس بأنه سيسقط مغمياً عليه ، ولكنه اصر على مواصلة الرقص معها ، فماذا يسمى هذا سوى .. الحب .

كان هذا فكرها المضطرب ، وهى تسير بقدميها على رصيف الشارع الخالى فى ذلك الوقت .. وهى قادمة من مستشفى الشؤم .
وفى الطريق مرت امام المطعم الليلى ، الذى شهد كلمات حبهما قبل قليل ؛ وبحركة لا ارادية .. وجدت نفسها تدخل . كان النادل ومعه خادمين يقومان ( بتشتطيب المكان ) وتنظيمه ليوم غدٍ . فدخلت الى الصالة التى كانت ترقص فيها .. مع الحبيب المجرم .
جلست على الارض .. فى المنطقة التى رقصت فيها معه ، نفس المنطقة التى سقط فيها مغمياً عليه .. وسقط فيها الحب .
كانت تحس بدوى كلماته يتردد فى آذانها ، وتحس بأن روحه ما زالت فى المكان ؛ وبعد قليل انفجرت فى البكاء ، وبكت طويلاً كما لم تبكى من قبل . وظلت تبكى وتبكى الى أن احست بالتعب ، فنهضت وخرجت .
** ** ** **
وفى تلك الليلة .. قررت تغيير مجرى حياتها كلياً .. سوف تترك الرقص .. نعم سوف تتركه ، ان لها شهادة من كلية الموسيقى والمسرح ، اذاً فلتستفيد منها ولن ترقص ابداً.
أحست انها عند كل رقصة سوف تتذكره ، وتتذكر مآساتها معه .
كانت تحس ان الرقص قد جلب لها الشؤم .. فآخر رقصة كانت معه ، ولكم كرهت واحبت فى نفس الوقت .. تلك الرقصة الأخيرة .

( النهاية )

أحمد عمر

أفاتار (الصورة التعريفية)
الفيصل
2190 Posts
(Offline)
2
الأثنين 17 جمادى الأولى 1425صباحًا07 5-7-2004صباحًاالأثنين -
Print

الاخ أحمد عمر

قصة جميلة
و اعتذر عن نقدها فلست من المختصين بذلك

اتمنى ان اقرأ لك دائماً

تحياتي و شكري لك

أفاتار (الصورة التعريفية)
بسمه ودمعه
167 Posts
(Offline)
3
الأحد 26 شعبان 1425مساءً21 10-10-2004مساءًالأحد -
Print

ولكنها حقا رائعه وقرأتها للنهايه رغم طولها فعلا
ولكنها اجتذبتني لأعرف نهايتها

أفاتار (الصورة التعريفية)
maha
14 Posts
(Offline)
4
الأثنين 27 شعبان 1425مساءً12 11-10-2004مساءًالأثنين -
Print

قصة راااااااااائعة جدا ..والاروع هو أحساس كاتبها…ومع الشكر الجزيل للأخ أحمد..وانا في انتظار جديدك فلاتتاخر…

أفاتار (الصورة التعريفية)
همسة حزن
5 Posts
(Offline)
5
الأحد 29 ذو القعدة 1428مساءً12 9-12-2007مساءًالأحد -
Print

[COLOR="red"][COLOR="red"][/COLOR][/COLOR][B]قصـــــــــة كتـــــــــــير رائــــــــــــــــعة ……………………..واتمنــــــــــــى لـــــــــك ………….. التوفيــــــــــــــق .

وارجـــــــــــو المزيـــــــــــــــد مـــــــــــن كتاباتـــــــــــك .[/B]

Forum Timezone: America/New_York
All RSSShow Stats
Administrators: إبحار
Top Posters:
jana: 231
Hassanhegazy: 203
Ahmed Samy: 114
fatinn: 36
marwa: 35
nagham_n: 28
no way: 27
Awrad: 24
MONA AND MONA: 17
zarkaa: 16
Newest Members:
Forum Stats:
Groups: 1
Forums: 9
Topics: 2581
Posts: 16488

 

Member Stats:
Guest Posters: 0
Members: 6557
Moderators: 0
Admins: 1

Most Users Ever Online
415
Currently Online
Guest(s)
7
Currently Browsing this Page

1 Guest(s)