تحية لأرضٍ تُنبت الحق ليقطفها الباطل
–=-*-=-
عفواً فلسطين …
ها أنا أتشح خيبتي …
و كلي لوعة و شجون …
لأعلن أنني المواطن اللاشيء …
منذ قرون …
عذراً فلسطين …
فأنا المسجون الأول …
منذ خلقت السجون …
كيف أكتب أني أحبكِ ؟ …
و انا أجهل كيف تكون الهمزة و السكون …
منذ حكموني يا فلسطين …
و هم عني يكتبون …
هم عني يقررون …
شوهوني يا فلسطين …
فلم اعد أعرف ما هو الشرف و كيف يكون ؟ …
أصبح عندي الآن بندقية …
إلى فلسطين خذوني معكم …
إلى رُبى حزينة كوجه المجدلية …
إلى القباب الخضر و الحجارة النبية…
خمسون عاماً و انا أبحث عن أرض و عن هوية …
أبحث عن وطني الذي هناك …
عن وطني المحاط بالأسلاك …
عن كتبي …
عن صوري …
عن كل ركن دافيء وكل مزهرية …
إلى فلسطين خذوني معكم …
يا أيهالرجال …
أريد أن اعيش أو اموت كالرجال …
أصبح عندي الآن بندقية …
أصبحت في قائمة الثوار …
افترش الأشواك و الغبار …
و ألبس المنيّة …
أنا مع الثوار …
أنا مع الثوار …
من يوم حملت بندقيتي …
أبحث عن طفولتي …
صارت فلسطين على أمتار …
يا أيها الأبطال …
في القدس …
في الخليل …
في بيسان …
في الأغوار …
في بيت لحم …
حيث كنتم …
أيها الأحرار …
تقدموا … تقدموا …
إلى فلسطين طريق واحد …
يمر من فوهة بندقية …
إلى فلسطين طريق واحد …
يمر من فوهة بندقية .
–*–
( نزار قباني 2002)
أطفال … و حجارة …
انتفاضة …
كفاح مسلح بالدمع و الحجارة …
إنه عصر القذارة …
يا أصدقائي غيروا الاتجاه …
و ابدئوا برجم العمالة …
ارجموهم … ارجموهم …
ارجموا …
من ينام في قصره …
و قد أرخي على نور الحق الستارة …
من يتشدق بالجهاد …
و يدعي حمل الرسالة …
وهو من الإسلام يحمل صك براءة …
ابدئوا به …
من يطالع كل مساء …
اغتيال الأطفال على الشاشة …
ثم يثرثر للأعلام بكلمات رنانة …
وهو مستلقٍ على وسادة …
ارموه بالحجارة …
ذلك الذي ينفق الملايين …
ليقتل جاره …
من يشترى ألف دبابة …
لكي يقتل ذبابة …
ارموه بالحجارة …
ارموه بالحجارة …
( نزار قباني 2002 )
415
9
1 Guest(s)