حفلة الرجوع .

اقتربي يا نجوم
شاركيني حفلتي
فهذي نوارسُ الهوى
عادت ترفرفُ فوقَ جزيرتي
والموجُ يعزفُ لحناً قديم
والنايُ يبكي بالحنين
ومسافرٌ ..
كم غابَ في صمت السنين
اليومَ جاء ..
يُغني أغانينا القديمة
وينثرُ الورود
في دروب مدينتي
فاقتربي اقتربي يا نجوم
وشاركيني حفلتي
***
اقتربي يا رفيقة الطفولة والصبا
أيتها النجومُ يا رفيقتي
اقتربي وحدثيه
اليومَ هجرتني الحروف  
وغادرتني الكلمة
وسكنت في عيوني
شمسُ المغيبِ
وغيمة
ماتت على شفاهيَ الكلمات
ذابلةٌ زهوري على الشُرفات
ودموع الغيمة في عيني
لا تعطيني لحديثٍ فرصة
فاقتربي يا نجوم
يا صديقتي
***
تجولي في قلبهِ وحدثيه
فتشي عن نبضهِ وأخبريه
هنا كانت تُغني الطفلة ُ الصغيرة
وهناكَ تحتَ أشجار العنب
كانت تحدثُ الأوراق عنك
كانت تخبر العناقيد.
عن هواك ..
عن حلمها الغض الحنون
وكم تعشقُ سخطكَ ورضاك ..
وتحبكَ فوق احتمالات الظنون
عن غدها الآتي
عن أفراح العيد.
كم من الأعياد رحلت
ولم ترتدي ثوبها تلكَ الصغيرة
***
تجولي في قلبه وحدثيه
فتشي عن نبضه وأخبريه
هنا لها ألفُ ذكرى في انتظارك.
كانت تعدُ أيامها بالثواني والدقائق
تطرزُ الحلمَ الجميلَ بالأمل..
تصبرُ القلبَ المشوقَ
لا تَمَل..
وتلكَ الموجةُ العجوز
هل تراها
لا أحدَ يدري مثلها عن هواها
فكم حمّلتها رسائل…
تبكي الدموعُ لوجدِها
ترقُ الصخورُ لحزنها
تذبلُ لعطشِ أشواقها
خُضر الخمائل…
وأنتَ تبحرُ في الغياب
لستَ تدري كيفَ يقتلها غيابك.         
***
تجولي في قلبه وحدثيه
وفتشي عن نبضه وأخبريه
كل زاويةٍ هناكَ تخفي
قصيدة ً في دمعها
كلُ غصنٍ مال نحو الأرض،
كان يرجو
لو يداعبَ شعرها
كل طيرٍ عاشقٍ هو إنما
 كان يشدو نبضها
كل قوسٍ من قزح
كانَ يدنو كي يخففَ حزنها
كل إعصارٍ هادرٍ في البحر
هو رعشةُ الأمواج لما بها
هو غضبة الريح الجريح
لبوحِ دموعها
عشتارُ سيدة الهوى
بكت يا سيدي من أجلها
فأينَ كنتَ أنت !!!     
***
تجولي في قلبه وحدثيه
وفتشي عن نبضه وأخبريه
أخبريه…
رسالتي القاسية.
لملم زهوركَ من دروبي
فعطرها يجرحني…
وأصمت لحنكَ في ذاكرتي
فلحنكَ لا يعرفني…
وتأمل وجه القتيلة
للمرة الأخيرة
لا تلمس نعشي
لا تلمسني…
غادر يا سيدي
هذي الجزيرة
وادّعي بأني القاتلة.
—–*—–
    زينة
ابنة المرفأ
23 – تشرين أول – 2002

ردين على “حفلة الرجوع .”

لكتابة رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *