الحضارة.

·       إن الحضارة نرفض أن تسايرنا إلا إذا كان تسايرها معنا ينطلق من داخلنا …
فقبل أن تنظف شارعاً …
عليك أن تنظف قلوب سكانه ليتبلور معنى النظافة بداخلهم …
لينعكس ذلك على مظهرهم … على نظافة ملابسهم …
وعلى نظافة منازلهم .
عند ذلك سيحافظون على نظافة شارعهم وعلى كل شارع تطأه أقدامهم.

·       قبل أن تضع إشارة مرورية عليك أن تزرع المسئولية في نفوس كل السائقين …
وقبل أن تفتح مكتبة عليك أن تزرع الوعي في نفوس من حولك …
وقبل أن تُعلم طفلاً القراءة عليك أن تعلمه قبل ذلك لماذا يتعلم القراءة ؟.
وما هي الفائدة سيجنيها من ذلك ؟
(كثير من الأشياء كنا نتعلمها ونحن صغار ولم نكن نعرف لماذا ؟ وهذا ما جعل الدراسة كابوساً لنا وللكثير ممن زاملونا).

·       الحضارة ليست مظهراً خارجياً دون جوهرٍ داخلي …
ليست سيارة فارهة و فيلا جميلة وملابس أجمل …
ليست سائقاً ولا خادمةً …
ليست التسوق من احدث الأسواق المركزية …
ليست نغمات لموسيقى غربية نتمايل طرباً معها …
وليست في تتبع أخبار (المشاهير) …
ليست لحظات طويلة نقف أمام المرآة حتى نظهر بمظهرٍ حسن (أنا لست ضد ذلك)

·       و لكن عندما تقود أطول السيارات وتلبس أجمل الثياب وأغلاها ثم وأمام الناس
أو من خلفهم تقذف بورقة أو منديل في الشارع
أو تتلفظ بألفاظ سخيفة أو تستهتر بأنظمة المرور أو تمارس ما يحلو لك ضارباً بشعور الآخرين عرض الحائط …
فهذا هو التخلف بعينه.

·       لكن عندما نمارس النظافة في كل شيء حولنا و بداخلنا …

·       عندما نتعامل بصدق مع من حولنا …

·       عندما نبحث عن الأفضل في عملنا …
في سلوكنا … في حديثنا …
نكون قد خطونا بذلك خطوات تقربنا من بوابة الحضارة الحقيقية …

·       ولكل من يقرأ هذه السطور مني تحية.
                           
             
الفيصل، ع س

لكتابة رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *