هكذا علمتني الحياة :
مصطفى السباعي – الفصل العاشر.

هكذا علمتني الحياة :
مصطفي السباعي

الفصل العاشر

 

  • الانصراف إلى الفن شغل الذين تمَّ لهم البناء ، أما الذين لم يبدأوا بالبناء بعد ، أو بدأوا متأخرين ، فمن أكبر الجرائم صرفهم عن الاهتمام في تقوية البناء ، إلى الاهتمام بالرسم و الغناء، و عن الاختراع إلى رقص الإيقاع ، و عن صنع الحياة إلى رسم الحياة .
  • لم تهزم أمة أخرى بالفن ، و لكنما هزمتها بالقوة ، و من التضليل أن يعتبر الفن من وسائل القوة .
  • إسرائيل لا تعدُّ لغزونا فرقاً من الراقصات و المغنيِّات و الرسَّامين، و لكنها تعدُّ فرقاً من الفدائيين ، و أساطيل في الجو و البحر ، و قذائف للهلاك و التدمي ر، فهل يفهم هذا (المنحلُّون و الببغاوات و المتآمرون و الكسالى و الوجوديون و المستغربون و المفتونون و (اللبراليون الملحدون) .
  • إذا كان الفن يصقل المواهب و ينمِّي الشعور بالجمال ، فإن الأمة المحاطة بالأعداء ، في حاجة إلى ما يفتل السواعد ، و يلهب الإيمان ، و يقوي الأخلاق ، و يفتح العقول، و يدفع عن الأمة خطر الإبادة أو الاحتلال .
  • سلوا التاريخ : هل أفل نجمنا إلا يوم سطعت نجوم المغنِّين و قويت دولة الراقصات في سماء حضارتنا ؟ .
  • أي عاقل مخلص يودُّ أن يكون لنا نجوم في التمثيل و التلفزيون ، و مجلُّون في الرسم و الغناء ، قبل أن يكون لنا أبطال في الحروب ، و علماء في المختبرات ، و مخترعون في الصناعات ، و ( عمّال في المصانع) و أقوياء في الإيمان والأخلاق ؟.
  • أيها العابثون المراهقون ، أيها الفنَّانون و المغنُّون و الراقصون و الراقصات …
    ستكونون أول من ينهزم في معارك البطولات ، و ستكونون أول من يفرّ منها إذا لم تحيوا قلوبكم بالإيمان ، و تفتحوا عقولكم بالعلم ، و تسموا بنفوسكم بالأخلاق ، قبل أن تنمُّوا أذواقكم بالفن ، و ترضوا شهواتكم بالرقص و الغناء .
  • نحن في حاجة إلى مخترعين و مخترعات ، أشد من حاجتنا إلى فنَّانين و فنَّانات ، و مع ذلك فكل الجوائز و كل الفرص و كل الأنوار تسلَّط على هؤلاء ، و يحرم منها أولئك …
    ما رأيت يوماً جائزة خصصت لشاب مكتشف أو مخترع …
     و أرى كل يوم عشرات الجوائز للشباب المتفوِّقين بالرسم و التصوير و الموسيقى و الغناء…
    فهل هذا دليل على جدِّنا في الانضمام إلى ركب الحضارة ، و الخلاص من أعدائنا المتربِّصين ؟.
    أم نحن قوم غافلون ، أو مخدوعون ، أو مضللون ؟.
  • خذ من أمتنا مائة مصور ، و أعطها طياراً واحداً ، و خذ منها ألف مغنٍ و أعطها مخترعاً واحداً ، و خذ منها كل العابثين و اللاهين و أعطها مُجدًّا واحداً .
  • الذين يجهرون بالصواب عند طوفان الخطأ هم الرجال الذين يقوم البناء على عقولهم و كواهلهم معاً .
  • لا تتأخر عن كلمة الحق بحجة أنها لا تسمع ، فما من بذرة طيِّبة إلا و لها أرض خصبة .
  • ليس عليك أن يقتنع الناس برأيك الحق . و لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق .
  • أقبح أنواع الجبن ، الخوف من الجهر بالحق خشية من ألسنة المبطلين .
  • إن ما يبدو اليوم رجعية و جموداً و تخلُّفاً ، سيكون في الغد القريب إصلاحاً و تجديداً و تقدماً .
  • ربَّ صرخة تذهب اليوم هباءً ، تكون في المستقبل القريب عاصفة و بناءً .
  • لولا جرأة المصلحين و استهزاؤهم بهزء الساخرين لما تخلَّص المجتمع من قيوده و أوزاره .
  • أليس من دواعي الأسى ، أن تكون لإسرائيل صواريخها ، و معاملها النووية ، و ليس لها تلفزيون ، و يكون لنا تلفزيون ، و فرق للرقص و التمثيل ، و ليس لنا صواريخ ، و لا أفران ذرية ؟.
  • هاتوا لنا جميع الرسامين ، و الممثلين و المغنين و الراقصات و الراقصين ، ثم احشدوهم جميعاً و انظروا هل يردون عنا خطر قنبلة ذرية ، أو صاروخاً موجهاً ؟.
  • هل يشفي المريض المدنف باقة من الزهر ، أم حقنة من البنسلين ؟.
    هل يكفي الجائع لحن مطرب ، أم رغيف مشبع ؟.
    و هل يسعد الفقير أن تزيَّن له جدرانه بالرسوم ، أم أن تهيئ له ما يحتاجه من أثاث ؟.
    و هل يخاف العدو إذا كنت تحسن الرقص ، أم إذا كنت تحسن صناعة الموت ؟.
  • رأيت في (أوديسا) على شواطئ البحر الأسود من بلاد الاتحاد السوفياتي مدرسة للنابغين من طلاب المدارس الابتدائية ، أقيم فيها معرض ، لما أنتجوه من آلات و قطارات و صناعات ، فكم الفرق بين أمة توجِّه أبناءها للسيطرة على الحياة ، و بين أمةٍ تشغلهم بأبسط ما في الحياة ؟.
  • الحياة تخلق أفكارنا ، و أفكارنا تصنع شكل الحياة التي نريدها .
  • التفكير الذي ينبعث من تصوُّر الإنسان كإنسان هو تفكير عالمي ، و التفكير الذي ينبعث من تصوُّر الإنسان كمخلوق محلِّي هو تفكير محلي قد لا يعيش في بيئة أخرى .
  • أفكارنا الروحية تصنع لنا مسرَّات لا تنتهي ، و أفكارنا الماديَّة تخلق لنا مطالب لا تنتهي ، و أكثرها لا يتحقق .
  • لا يأسرني جمال الصورة كما يأسرني جمال النفس في الإنسان ، و لا يستهويني جمال اللون كما يستهويني جمال العبير في النبات، و تؤنسني و داعة الحيوان و تعجبني قوته .
  • جمال الروح يهوِّن عليك المصائب ، و جمال النفس يسهِّل لك المطالب ، و جمال العقل يحقِّق لك المكاسب ، و جمال الشكل يسبب لك المتاعب .
  • قال لي ملحد : أرني الله ! .
    قلت له : أرني عقلك .
    قال : أقنعني بوجوده .
    قلت : أقنعني بحياتك .
    قال : أين هو ؟ .
    قلت : أين الحق و الخير و الكمال ؟.
  • خصلتان :
    من كانت فيه خصلتان أحبَّه الله : التقوى ، و حسن الخلق .
    من كانت فيه خصلتان أحبه الناس: السخاء، وبذل المعروف.
    من كانت فيه خصلتان أحبه جيرانه : البشاشة ، و كرم المعاملة.
    من كانت فيه خصلتان أحبه إخوانه : تذكُّر معروفهم ، و نسيان إساءتهم .
    من كانت فيه خصلتان أحبه تلامذته : بذل الجهد في إفهامهم ، و لين الجانب لهم .
    من كانت فيه خصلتان أحبه أساتذته : سرعة الفهم عنهم ، و توفير الاحترام لهم .
    من كانت فيه خصلتان أحبه أهله : لطف معاملتهم ، و تفهم مشكلاتهم .
    من كانت فيه خصلتان أحبه رؤساؤه : جميل طاعته لهم ، و إتقان عمله عندهم .
    من كانت فيه خصلتان أحبه الله و الناس حميعاً : فعل الخير ، و اجتناب الأذى .
  • العيون الجائعة أشدُّ ضراوة من البطون الجائعة ، هذه إذا شبعت اكتفت ، و تلك كلما أكلت جاعت .
  • نصف ثرواتنا يذهب لزينة زوجاتنا ، ثم إلى جيوب أعدائنا .