العدو خلف السراب

تزيـــد المسافـات بيني وبــــــينك ….وتخبوا الملامـح شيئا …
فشـــيئا…وتغدو مع البعد ..بعض الظلال ..بعض التذاكر .. بعض الشجن ….
ويغـــدوا اللقاء ..بقايا من الضــــوء تبدوا قليلا..وتخبو قليلا …..
وتصغر في العين …تسـقط في الأفق …ترحل كالعــــطر..تغدوا خطوطا بوجه الزمن ..
فماذا سنحكي وكل الملامح صارت ظلالا ..وكل الذي كان أضحي خيالا…وأصبحت أنت الزمان البعيـد أعـود اليه …فيبدو محالا….
تزيد المسافات بيني وبينك ويخبو البريق ..ويحملني الشوق القي بنفسي علي شاطئيك وبعضي حريق…
وأسأل نفسي علي أي درب سألقاك يوما ..وقد صـــار وجهك في كل درب يطوف بعيني …طريق اشد اليه الرحال ….فيهرب مني ..طريقا أعود غريبا عليه فيســــأل عني ..طريق يداعبني من بعيد ..فأجري اليه وييصرخ…دعني!

علي أي درب ســـألقاك يوما…وفي أي درب ستـــصرخ حزنا دماء البرىء..فأنت الزمان ألذي لن يجيء…ولن يجيء
وأنت الصباح الذي ضاع في العين بين الرحيل وبين المجيء
*****************
تزيد المســـــــــافات بيني وبينك أسكن عينيك ….أبني جوار من الحلم حولك … أحميك من بأس حلمي …وأبني قصور علي شاطئيك ….
لأنا نعيش زمانا كئيبا …أخبي حلمي في مقلتيك ..لأنا سقطنا علي الدرب خوفا…وبعثرنا العمر خلف الفضاء ……
فصرنا رياحا …وظلا وعطرا …وصرنا سحابا يطوف السمـــــاء
وصرنا دموعــــا علي كل عين …وفي كل جرح غدونا دماء..
فكنا الخطيئه ..وكنا الهدايه..وكنا مع اليأس بعض الرجاء..
وتبقي المسافات بيني وبينك سدا يبعثر أحلامنا …لأنا نسير علي غير درب………..
تعبنا من العدو خلف السراب …..وضقنا زمانا بأحزاننا..ونمضي مع الحلم عمرا طويلا……وتغدو المسافات هما ثقيلا…!
وما زلت أمضي ……وأمضي أليك…
وأن كان عمري يبدو قلــــــيلا !
*************************************
مصطفي نصار ( اقتباس )

1 رد على “العدو خلف السراب”

  1. احسنت يا اخي

    الي اخي مصطفى نصار كم اذهلتنا عبقريتك الشعريه التي كنا نطوق اليها شوقا وحنينا ونتمنى ان تزيدنا من اشعارك ذات الفؤاد المذبوح مع الشكر اخيك نجيب

لكتابة رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *