أيها السادة اخلعوا الأقنعة :
مصطفى محمود .

·       الدعارة بالكلمات :
– أخطر أسلحة القرن العشرين و الاختراع رقم واحد الذي غيّر مسار التاريخ هو جهاز الإعلام …
الكلمة : الأزميل الذي يشكل العقول …
أنهار الصحف التي تغسل عقول القراء …
اللافتات و ( اليفط ) و الشعارات التي تقود المظاهرات …
التلفزيون الذي يفرغ نفوس المشاهدين من محتوياتها ثم يعود فيملؤها من جديد بكل ما هو خفيف و تافه .

·       هل و صلنا إلى نقطة انعدام الرؤية ؟ :
– العثور على الحقيقة الآن أصعب من العثور على إبرة في الظلام.
– أختلط الأمر في كل شيء حتى اللحى …
فأصبحت ترى غابات من اللحى ولا تعرف ماذا تحتها ؟

المشايخ لهم لحى و مطربو الديسكو لهم لحى و الوجوديون لهم لحى و الشيوعيون لهم لحى و الهيبز لهم لحى …
و كلمات الإسلام يتاجر بها المؤمن و الكافر و يسرح بها الكل في السوق .

·       عودة التتار :
– الماسونية مشروع سياسي هدفه تحطيم النظم القائمة و هدم الأديان و العقائد و إن تستر خلف أسماء بريئة أو كنشاط لجمعيات خيرية و إن أعلن موقفاً ظاهرياً حيادياً من النظم و السياسة والأديان .
– مؤسس الماسونية سنة 1748 ميلادية هو ( آدم وايزهاربت ) و هو لاهوتي ارتد عن دينيه و اتخذ الإلحاد عقيدة و أسس مجموعة ( النورانيين ) و أفتتح أو محفل ماسوني باسم محفل الشرق الكبير عام 1776 و كانت خطته تخريب النظم و العقائد عن طريق السيطرة على وسائل الإعلام و شراء الذمم بالمال و الجنس .

·       نكون أو لا نكون :
– كل العرب ينادون بالحرب و لا يريدون إلا السلام ، و إسرائيل تنادي بالسلام و لا تفكر إلا في الحرب .
في الماضي كان هناك إمبراطور في جيبه سبعة آلاف مليون دولار هو الراحل شاه إيران ، و لم يستطع الشاه بكل ما في جيبه أن يشترى لحظة أمن و لا أن يشتري شقة يسكنها و ظل يرتجف من الخوف و الهلع حتى لفظ أنفاسه … فهل تعلمنا ؟
– إن الأرض تهتز من تحت أقدامنا و غداً يفور التنور … فلنجتمع كما يجتمع الرجال ساعة الخطب الجلل و لنتفق على كلمة .
– لقد سقط جدار الرعب و أنشغل الفلسطيني بالفلسطيني و انفتح الطريق أمام إسرائيل إلى العواصم العربية .
– لماذا نخذل أنفسنا بأنفسنا و لماذا نظرب أعناقنا بأيدينا و لماذا نترك حرب المبادئ تتحول إلى حرب أشخاص و إلى تنازع رياسات و تنازع مناصب و تنازع غرور .
– إن السلام دبلوماسية مرحلة و إستراتيجية ظرف لا أكثر ، فلنفهمه في حدوده و لا نجعل منه أنشودة الخلاص فإن الخصم لا يريد لنا خلاصاً بل هو يصافح بيد و اليد الأخرى على الخنجر .
– اقرءوا تواريخ الأمم لتروا كيف يهلك الله أقواماً بعد أقوام ثم يستبدل غيرهم و لا يبالي .

·       هل يريدونها صليبية ؟ :
– وقعت أوربا المسيحية و أمريكا في الشرك اليهودي و تعاطفت مع إسرائيل بالمال و السلاح و التأييد السياسي و أصدر بابا الفاتكان وثيقة يبريء فيها اليهود من دم المسيح ، اليهود التي تقول كتبهم إن المسيح دجال و إن مريم حملت به سفاحاً .
– كان الأجدر بهم أن يضعوا أيديهم في يد الإسلام الذي يبريء مريم العذراء البتول و أن المسيح كلمة الله ألقاها إلى مريم و روح منه .

·       الحضارة على طريق الإنتحار :
– روجيه جارودي و أحد من ثلاثة من أكبر شراح الماركسية و علم من أعلام الفلسفة و مكافح حمل القلم و البندقية في وجه الظلم طوال حياته ، هذا الفارس المقاتل و الملاح الذي طاف البحار السبعة قد ألقى مراسيه على شاطئ الإسلام و رفع راية لا إله إلا الله .
– انتهت علاقة ( جارودي ) بالشيوعية السوفيتية كما انتهت علاقته من قبل بالرأسمالية الأمريكية .
– كتب ( جارودي ) عن الحضارة التي تنتحر ، تلك الحضارة المادية التي خلعت الله عن عرشه و أقامت الإنسان مكانه .
– يقول ( جارودي ) : غير صحيح أن الحضارة الإسلامية و قفت عند النقل عن اليونان دون عطاء ، و الدليل الاختلافات الجوهرية بين نتاج الحضارتين ، فالرياضيات اليونانية توقفت عند المتناهي في حين اعتمدت الرياضيات العربية على فكرة اللا متناهي ، كما أن أداة المعرفة عند اليونان كانت علم النطق في حين كانت عند العرب هي العلم التجريبي .
– أن الحضارة الأوربية لم تبدأ من إيطاليا بل من أسبانيا من النموذج الإسلامي و لكنها للأسف لم تأخذ من هذا النموذج إلا العلم التجريب و التكنولوجيا و أغفلت تماماً القيم الإلهية التي توجه هذه الحضارة إلى خير البشرية .
العلم في الإسلام لا ينفصل عن الحكمة و لا عن الإيمان و لا عن الهدف الخير ، كما لا ينفصل الدين عن السياسة و لا الدين عن الاقتصاد بل الكل وحدة ناشطة إلى إرساء قانون الله في الأرض .
– المجتمع الإسلامي لا تجمعه العصبية و لا القبلية و العنصر ولا اللون ولا الأرض ولا القومية ولا الوحدة التاريخية ولا الوحدة الاقتصادية إنما القاسم المشترك الذي يجمع الكل هو الإيمان بالله و بالرسل و الجهاد في سبيل إعلاء كلمة الله .
– كل ذلك كتبه ( جارودي ) حمزة الذي أقبل بسيفه من قلب القارة الأوربية لنصرة الإسلام و المسلمين .

·       مصر المشكلة و الحل :
في أمريكا حينما يبني الرأسمالي مصنعاً يبني إلى جواره مدرسة و مستشفى و مجمعاً سكنياً و طريقاً مرصوفاً و في مقابل هذه الخدمات تعفيه الدولة من الضرائب .
– على الشعب أن يقوم بدوره و الفرد يجب أن يسهم بدوره أما وضع كل شيء على عاتق الحكومة فهذا سبب البلاء .
– المهندس في موقعه و الطبيب في عيادته و المدرس بين تلاميذه و الأم بين أولادها و العامل في مصنعه ، لو حاسب كل منهم نفسه و أستنهض همته و رعى ذمته و راقب ربه لاختلفت الصورة و لتغير وجه مصر .
– إن الثورة على النفس مفتاح وحيد ولا مفتاح سواه ، لن يغيرنا الله ما لم نغير ما بنفوسنا .

·       الكسل هل هو في حاجة إلى دعم ؟ :
– الهرم الاجتماعي مقلوب ، هل سمعتم عن خلية نحل فيها عشرون ألف ملكة و بضع مئات من الشغالات ؟ .
– تدريب العقول على شيء أكثر … على المغامرة و الاقتحام و الضرب في المجهول و الاعتكاف على الفكرة .
– للابتكار و الاختراع و الخيال الخلاق المبدع هو روح التقدم و هذا لا يتأتى إلا بعنصر آخر يضاف إلى التعليم هو عنصر الحب و العشق و الوجد .
– أحلم بشباب يحب اللألكترون و يفكر فيه و ينشغل به و يسهر عليه الليل كما يسهر على حب حبيبته .
– أحلم بشباب مشغوف بالكهرباء و أسرارها شغفه بالكرة و الفوازير .
– أحلم بشباب مجنون بالطاقة الذرية جنون قيسٍ بليلاه .
– إنه حب العلم و عشق الحقيقة .
– إنه الفضول النبيل الذي يملأ قلب الإنسان و يدفعه إلى الخلق و الابتكار و الاكتشاف .
– يجب أن يكون تعليمنا بحيث ينشئ هذا الفضول و يولد الحب و يشجع عليه و يكافئ من يتصف به فهل مدارسنا بوضعها الحالي و بما فيها من تكدس و زحام و تدافع و اختناق يمكن أن تخلق هذه الأشياء .

·       أزمة غذاء ؟ … كيف :
– أزمة الطاقة … أزمة الغذاء … و أزمة التلوث … هي ثالوث اللعنة الذي يهدد العالم .
– إن شعار اليوم ، أن الاعتبار السياسي فوق الاعتبار الإنساني و لهذا بعض الدول الغنية تستغل الغذاء سلاحاً للتجويع لتحارب به الدول الفقيرة .
– أحياناً نري الاعتبار الاقتصادي يعلو حتى على اعتبارات الحياة و الموت فنرى المنتجين الكبار يفضلون إلقاء فوائض القمح في البحر ليرتفع سعره على أن يرسلوه معونة لبلاد نامية تموت جوعاً .
– للمشكلة وجه آخر ، فالأغنياء في حاجة للفقراء و لا حياة لهم بدون الفقراء ، فالفقراء هم السوق الذي يشتري و يستهلك ما ينتجه الأغنياء و إذا أصبح هؤلاء الفقراء تحت مستوى الجوع أو غير قادرين على شراء الغذاء فلن يجد الأغنياء سوقاً يبيعون فيه … ( إن الأسرة الإنسانية مترابطة ) .

·       جريمة سب علني :
– السينما في مصر لم تعد قنابل فضيحة بل وصمة عار على كل من يعمل بها ، لقد أصبحت الشاشة الكبيرة تروج فيها الغواية و العهر و الفحش و يظهر فيها الشعب مصر و نساء مصر و بيوت مصر بما لا يليق .
– مصر الكفاح و الصبر و الألم لا يرون فيها إلا الغش و الاختلاس و السرقة و التسول و المخدرات .
– الحق إن هؤلاء المؤلفين ما رأوا إلا أنفسهم فهم المخدرون و ما قالوه عن بلادنا هو الغش و التزوير بعينه و مصر بريئة مما قالوا و صنعوا و صوروا و أخرجوا .
– لا أدري كيف لا يندى جبين هؤلاء الممثلين خجلا حينما يرون أنفسهم على الشاشة سبة لبلادهم .
– حروب اليوم أيد تتحرك في الخفاء لتتحكم في السلع و ترفع الأسعار و ترفع الذهب و تخفض الدولار و تتحكم في أسعار الأوبك .
– الحرب العصرية : أن تجعل خصمك يقتل نفسه بنفسه دون أن تكلف نفسك مشقة قتله .
– إن تلويث العقول هو الهدف الأول لهذه الحرب و إفقادنا للثقة بأنفسنا و تشككنا في قدراتنا هو الهدف الثاني .
– الحب أقدس شيء … نصوره في أفلامنا على أنه نزوة جنسية أو لذة يفوز بها صاحب أعلى رصيد ، أو صفقة تعقدها راقصة في كباريه أو شقاوة مراهقة أو سهرة و سكرة تعقبها جريمة .
– الزوجة في كل أفلامنا رمز للعدوان و الشقاء و العشيقة رمز للرحمة و الحنان .
– القيم نراها بالمقلوب و الخير لا أثر له و لا وجود .
– إذا كانت السينما لا تدرك هذه الجريمة التي ترتكبها في حقنا وفي حق أولادنا فإنه لا يبقى أمامنا إلا تحويل ملف نشاطها إلى النيابة الإدارية وشرطة الآداب ومكافحة المخدرات .

·       الباب إلى المستقبل :
– هذه الكهرباء بدل أن تدخل القرية لتدير المضخات و المصانع وتحول القرية إلى وحدة إلى وحدة منتجة، دخلت لتشغيل التلفزيون الملون ولإثارة الشهوات ورغبات الشراء لتتحول القرية إلى وحدة مستهلكة.
– الحضارة ليست أن تتفرج على التلفزيون بل أن تصنعه ، ليست تسابق لشراء الصوف الإنجليزي بل أن تتعلم غزله .
– لا حرية لا استقلال و رغيفنا و أسلحتنا و ثيابنا في أيدٍ أجنبية تصنعها .
– السيادة تكون لمن بيده لقمتنا و هو سوف يستعمرنا دون أن يرسل جندياً و احدا إلى أرضنا .
– في اليابان تدخل البيت فتجد الأسرة كلها وحدة إنتاجية صغيرة تشتغل بتجميع الترانزيستور و الساعات الرقمية و الحاسبات الإلكترونية .
– في الصين ترى كل أسرة قد أقامت في بيتها فرناً صغيرا لصهر الحديد الخردة .
– في الدانمارك تحول الريف إلى مصنع زبد و جبن و حليب يصدر للعالم كله .
– اليابان بلد رأسمالي وكذلك الدانمارك والصين بلد شيوعي لكن الخط المشترك هو العمل والإنتاج والتنمية يشترك فيها الكل أفرادا وجماعات، شركات وبنوكاً ودولة .

              خاص بموقع إبحار بلا مركب
             قام بتلخيص الكتاب :الفيصل، ع س