أنا وفقد أمي.

مقدمة :
إن الحب الحقيقي لأي رجل ... هو حبه لأمه ، كما أنه إذا لم يُحب أمه فإنه لن يحب أحداً أبدا.
الإهداء : لمن كان الألم رفيق رحلتها الطويلة ... إلى أمي رحمها الله وأسكنها فسيح جناته.

(1)

اليوم ليس كالأمس …

الواقع ليس كالحلم …

أنا لست كما كُنت …

قلمي يعانق الورقة حزناً …

ويمسح دمعه بسطورها …

الحروف تحاول أن تكون نصاً شرفياً …

في يوم وداع الغالية …

المفردات تقف طابور عزاءٍ أمام حزني …

لكن المعاني تخونها …

فتفشل في تقديم الرثاء كما يجب أن يكون.

(2)

هاهو الليل يتنصف …

وساعة الرحيل تقترب.

 بهدوء …

تحمل سنين العمر وأوجاعه …

وتغادر هذا العالم …

لم تودعني ولم أودعها …

لكنها قالت لي قبل ساعات : في أمان الله.

(3)

أنا وحزني وذكرى أمي …

ثلاثة …

 نصلي معاً صلاة الفجر…

ونُقبْل المآذن التي أتت تعزينا بصوت الأذان …

كل المصلين في كل مكان … يسألون عنها …

لأول مرة تأخرت عن الصلاة !.

(4)

كرسي الصلاة … عصاتها ….

وماء الوضوء …

أصبحوا منذ ذلك الفجر أيتاماً.

(5)

في الصباح …

ضوء الشمس لم يبدد الظلام …

مازال الليل يبسط نفوذه …

العصافير ترفض مغادرة أعشاشها …

والنهار ضل طريقه.

(6)

في الظهيرة …

تستقبل الأرض ضيفتها …

تضمها بهدوء …

وصوت المشيعين …

يردد دُعاء النوم في رحاب الله.

(7)

أنا وحزني وفقد أمي  ….

وتأتي الأسئلة …

لماذا الحزن هذه المرة أصبح مختلفاً …

لماذا صار أكثر قسوة وأكثر إلاماً …

يأتي الجواب أنها أمك.

وهكذا … فقد أمي يُعانقني بقسوة …

يطبق على ضلوعي بحسرة …

وحزني ما زال ينسج خيوطه حولي.

 (8)

إيييييه و آآآآآه …

نوتة موسيقى الألم …

تعزف لحن الوداع …

على مسرح صدري …

فتنزف المآقي دمعاً …

تنتحر الأشجان وجعاً …

والوحشة تسكن المكان.

(9)

في يوم الغياب …

كل الوجوه غريبة …

كل المعاني كئيبة …

والأحزان ترحبُ بالأحزان.

 (10)

لغيابها …

تبكي أشجار حديقتها الآن …

ورد الياسمين …

أوراق البردقوش …  نبتة النعناع … 

وأغصان الريحان.

(11)

التاريخ قبل الرحيل …

التاريخ بعد الرحيل …

الغياب يصنع الفرق …

يُقلّب تفاصيل الماضي …

ويُعيد صياغة العمر والزمان.

(12)

لم يعد هناك … من يغضب منك …

ليغضب الكون من غضبه …

فتكتسي الدنيا سواداً …

وينقبض قلبك.

(13)

لم يعد هناك …

من يرضى عنك … فيدعو لك …

فتغدو الحياة بساتين فرح …

تثمر تفاحاً وعناقيد مرح.

(14)

عذراً أمي …

كل سطوري تخجل منك …

كل حرف يقبل قدميك …

ويتقزم أمام هامة فقدك …

ليس بإمكاني أن أعبر بما أحسه …

أو أن أوفيك حقك.

(15)

وداعاً …

أستودعك الله يا غالية …

نامي في حفظ الرحمن يا أمي …

وقبلة لكل ذرة رملٍ تحتويك …

وإلى لقاءٍ بين يدي كريم.

الفيصل، ع س
1432/6/1هـ

10 ردود على “أنا وفقد أمي.”

  1. جزاك الله خير

    ثانين هنيأن لكل من معه هذه النعمه وعرف قدرها … واقول اسكنها واسكن كل موت المؤمنين والمؤمنات فسيح جناته وجزاك لله خيرا على هذه المدون الرااااااااااااااائعه

  2. أمي

    طال بي ليلي و همي ..
    فمن لي بعد أمي ..
    بكيت فذاب قلبي
    وكففت فهلّ دمي ..
    أين مني قبرك
    يا كل الناس أمي ..
    أين الأمس مني
    لأقبل قدميك أمي ..
    أين قلبي أين روحي
    ذهبا معك أمي ..
    من لي بحضن
    غير حضنك
    ليتني كفنك
    ودفنت معك أمي …

لكتابة رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *