سراييفو … وداعاً …
قبل أن تتساقط الجدران
وتنهار السقوف …
وينفق الأطفال … والفئران
وداعا …
قبل أن تتراقص النيران
على أشلاء حكم كان
يسمى رأفة الإنسان بالإنسان .
*
سراييفو !
أنا – هل تعرفين ؟ – الشاعر العربي …
أشعر كل أهل الكون …
كل الإنس … كل الجان
أزف إليك أحلى الشعر … بالمجان
ألا … يا أخت أندلس
ليرحم عهدك الرحمن
هلالك خرّ مصلوبا
كما شاءت له الصلبان
” … يذوب القلب من كمد ”
لهذا …
غير أن القلب لا يحمل حتى ذرة الإيمان
وعذرا …
هاهنا الإخوان مشغولون بالتذبيح
في الإخوان
وفي الخلجان
صراع الفرس والعربان
وأسفار عن السنة … والشيعة
بالأطنان
وفي بغدان
يصلي القوم للأوثان
وفي لبنان
يسمي كل حزب نفسه ” حزب الإله ”
وينسف الشيطان
وفي وهران
تحولنا إلى سجن
نسينا أينا فيه السجين
وأينا السجّان
وحتى في ذرى الأفغان
يجاهد بعضنا بعضا
على السلطة والسلطان
ومجلس أمننا الغالي …
يعيد الدرس للصبيان
” صغاري … إنها البلقان ! ”
ويا أهل سراييفو !
أما والله لو كنتم
يهوداً … سال دم الصرب في الوديان
أما والله لو كنتم نصارى …
جاءكم بالنصر أسطول من الرّهبان …
ولكن … هكذا الدنيا …
قديماً سرنا زمن
و ها قد ساءت الأزمان .
–*–
د . غازي بن عبدالرحمن القصيبي