هكذا علمتني الحياة :
مصطفى السباعي – الفصل الثامن.

هكذا علمتني الحياة :
مصطفى السباعي 
الفصل الثامن

 

  • لا تجعل جسمك يتغذَّى بروحك فتقوى حيوانيتك ، و لا تجعل عقلك يتغذى بروحك فتقوى شيطانيتك ، و لكن غذِّ عقلك بالتفكير ، و روحك بالنظر ، فتقوى ملائكيَّتك .
  • ما رأيت شيئاً يغذِّي العقل و الروح ويحفظ الجسم و يضمن السعادة أكثر من إدامة النظر في كتاب الله .
  • في كل مؤمن جزء من فطرة النبي، وفي كل كافر جزء من طبيعة الشيطان .
  • لا يستعبدك الخوف فتكون كمن خافوا الشيطان فعبدوه .
  • اللهم هيئ لأحفادنا أمهات عاقلات صالحات ، فإن الأم إما أن تجعل من ابنها رجلاً ، و إما أن تجعل منه شريراً ، و إما أن تجعل منه مغفلاً .
  • لا يلقي الشر سلاحه حتى يلفظ آخر أنفاسه ، فهو لا يعرف الصلح و المهادنة أبداً.
  • ارحم أربعاً من أربع :
    عالماً يعيش مع الجهال .
    و صالحاً يعيش مع الأشرار .
    و رحيماً يعيش مع قساة القلوب .
    و عالي الهمة يعيش مع خائري العزائم .
  • إذا لم تستطع أن تقاوم فتنة الغوغاء فاحتفظ بحكمتك لنفسك ، فإنها عندهم حينئذ سخف أو خيانة .
  • من تمام نعمة الله عليك بالعقل أن يعرِّفك قدر نفسك .
  • لا تستعجل الرئاسة فإنك إن كنت أهلاً لها قدَّمك زمانك ، و إن كنت غير أهل لها كان من الخير لك أن لا ينكشف نقصانك .
  • سبحان من خضد شوكة الإنسان بالجوع ، و أذلَّ كبرياءه بالمرض ، و قهر طغيانه بالموت .
  • قال الثعلب للأسد بعد أن أوقعه في حفرة ظنّ أنه سيهلكه فيها :
    سأفضحك بين الحيوان بضعفك ، فضحك الأسد و قال :
    مهما فعلت فسأظل أن أسداً و ستظل أنت ثعلباً .
  • إذا وصل إليك من ربك العطاء فليصله منك الشكر ، و إذا وصل إليك منه البلاء فليصله منك الصبر ، و إذا لم يصل إليك منه ما ترجو فلا يصل إليه منك ما يكره .
  • لا تقصِّر في حق إخوانك اعتماداً على محبتهم ، فإن الحياة أخذ و عطاء ، و لا تقصر في حق ربك اعتماداً على رحمته فإن انتظار الإحسان مع الإساءة شيمة الرقعاء ، و لا تنتظر من إخوانك إن يبادلوك معروفاً بمعروف ، فإن التقصير من طبيعة الإنسان ، و انتظر من ربّك أن يكافئك على الخير خيراً منه …
     فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ؟ .
  • عامل ربك بالخضوع و عامل أعداءه بالكبرياء و عامل عباده بالتواضع .
  • احتفظ بوقارك في أربعة :
    1- في مذاكرتك مع من هو أعلم منك .
    2- تعليمك لمن هو أكبر منك .
    3- مخاصمتك مع من هو أقوى منك .
    4- مناقشتك مع من هو أسفه منك .
  • لا تنقبض في أربعة مواطن :
    1- في السفر مع زملائك .
    2- السهر مع إخوانك .
    3- الملاطفة مع أهلك و أولادك .
    4- الطرب مع من تثق بهم من سمَّارك .
  • احتفظ بأدبك في خمسة مواطن :
    1- أماكن العبادة .
    2- مجالس العلم .
    3- مقابلة العظماء .
    4- محادثة الرؤساء .
    5- معاملة الغرباء .
  • احتفظ برباطة جأشك في سبعة مواطن :
    1- لقاء الأعداء، ومقابلة الطغاة .
    2- اشتداد الفتنة .
    3- تربص الشر .
    4- انتشار البلاء .
    5- سجون المتسلِّطين .
    6- طيش الزوجة الرعناء .
  • إذا أنعم الله عليك بموهبة لست تراها في إخوانك ، فلا تفسدها بالاستطالة عليهم بينك و بين نفسك ، و بالتحدث عنها كثيراً بينك و بينهم ، فإنّ نصف الذكاء مع التواضع أحبُّ إلى قلوب الناس و أنفع للمجتمع من ذكاء كامل مع الغرور .
  • المغرور يتوهم لنفسه من الفضائل ما يذهب بفضائله الحقيقية .
  • لا تستخفَّنَّ بنعمة مهما قلّت ، فإن القليل من الكريم كثير .
  • لا تهملنَّ العناية بالنعمة مهما صغرت ، فقد يأتي يوم تكبر فيه بحاجتك إليها .
  • نعم الله عليك لا تحصى ، و من أوَّلها حياتك ، ثم عدّد إن استطعت صاعداً .
  • تفقد عقلك في أربعة مواضع :
    1- عندما يثير الشيطان أهواءك .
    2- عندما تخاطب المرأة عواطفك .
    3- عندما يثير المال طمعك .
    4- عندما يثير الشبع شهوتك .
  • أصل الشرِّ في العالم ثلاثة : إبليس و المرأة و المال …
     و أصل الخير في العالم ثلاثة : العقل و المرأة و المال .
  • علم قليل شائع ، خيرمن كثير محتكر .
  • لو هدمت الكعبة لما ضجَّ المسلمون اليوم أكثر من ثلاثة أيام .
  • الذين يطمسون وجه الشريعة المشرق بجمودهم أسوأ أثراً من الذين يطمسونه بجحودهم .
  • يا مواكب الحجيج ( كتبت في اليوم الأول من ذي الحجة )
    يا مواكب الحجيج :
     هل تعلمون أنكم خلّفتم و راءكم قلباً يخفق كخفق قلوبكم ، قد أقعده المرض عنكم ، و ساقه الشوق معكم ، فلا تهبطون واديا ً، و لا تصعدون شرفا ً، و لا تؤدون شعيرة إلا و هو معكم ، و لكنه موثق بحبال الله ، فاذكروه كما يذكركم ، لعل الله يرحمه كما يرحمكم ، وادعوا له كما تدعون لأنفسكم فإن دعوة المؤمن لأخيه المؤمن في ظهر الغيب مستجابة كما قال رسولكم ، و كحلوا أعينكم عنه برؤية أرض درج عليها الحبيب صلى الله عليه وسلم ، و انبثق منها النور ، و دارت على ثراها رحى أولى معارك النصر ، ففي ذلك تقوية لإيمانه و إيمانكم ، و بعث لعزيمته و عزائمكم .
    و إذا تعلَّقتكم بأستار الكعبة فابكوا عنه كما تبكون عن أنفسكم ، فما أنتم أولى بالبكاء منه ، و لا هو أقل رجاءً للرحمة منكم .
  • يا زوار الحبيب الأعظم! إذا و قفتم بين يديه فأبلغوه السلام عن محب سفح الدمع يوم لقيه ، ومزق القلب يوم ودَّعه ، و ما خاس بعهده أن يزوره كل عام ، و لكن عوائق الأقدار أبطأت به ، فسلوه :
    إن كان يحب محبه أن يسأل له الله إطلاق سراحه ، سلوه ، و لا تبلغوني عتبه إن كان عاتباً .
  • إنهم هناك الآن …
    ضيوفه المكرمون ، تباركهم روحه و تشرق عليهم أنواره ، و تصفِّي نفوسهم آثاره …
    هنيئاَ لهم .
  • العقائد تقوى بالكفاح ، و تضعف بالنجاح .
  • كل محبوب عذاب على محبِّه إلا الله عزَّ وجل ، و رسوله صلى الله عليه و سلم .
  • أقنع دعاء قول الله تعالى:
    (ربنا ءاتنا في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة) .
  • أجمع دعاء ، دعاء النبي صلى الله عليه و سلم :
    (اللهم إني أسألك من الخير كله ما علمت منه و ما لم أعلم ، و أعوذ بك من الشر كله ما علمت منه و ما لم أعلم) .
  • أروع دعاء ، دعاء النبي صلى الله عليه و سلم :
    (اللهم بعلمك الغيب ، و قدرتك على الخلق ، أحيني ما علمت الحياة خيراً لي ، و توفَّني إذا علمت الوفاة خيراً لي ، أسألك خشيتك في الغيب و الشهادة ، و أسألك كلمة الحق في الغضب و الرضى ، و أسألك القصد في الفقر و الغنى، و أسألك نعيماً لا ينفد ، و أسألك قرة عين لا تنقطع ، و أسألك الرضى بعد القضاء ، و أسألك برد العيش بعد الموت ، و أسألك لذة النظر إلى وجهك، وأسألك الشوق إلى لقائك ، في غير ضرَّاء و لا مضرَّة ، و لا فتنة مضلَّة ، اللهم زيّنا بزينة الإيمان ، و اجعلنا هداة مهديين) .
  • اتهم نفسك في موضعين :
    1- في الزيادة على ما أمر الله به أو نهى عنه .
    2- في التقصير فيما أمر به أو نهى عنه.
  • من أيقن بحكمة الله و عدالته ، و صبر على قضائه و قدره ، كان إماماً في المتقين .
  • لا يبلغ الشيطان من إنسان بمقدار ما يبلغ من عالم فاجر ، أو عابدٍ جاهل ، أو متزهد واعظ .
  • بلاؤه للمؤمن أثر في رحمته ، معافاته قد تكون أثراً من عقوبته .
  • إن لله جنوداً يحفظونك و يدافعون عنك ، منه ا: عملك الصالح .
  • وعد عبده المؤمن بالدفاع عنه فتسلّط عليه الأشرار و تراكمت عليه النكبات ، إن الله لا يخلف وعده ، و لكن المؤمن هو الذي أخلف عهده ، و كان العهد مسؤولاً .
  • مصيبة المؤمن الصابر في ماله أو بدنه أو نفسه مصيبة واحدة …
     و لكن مصيبة الفاجر فيها مصيبتان : ثانيتهما في روحه ودينه و ثوابه .
  • من قام بواجبه نحو أمته و أهله و ولده في إنكار المنكر ، ثم لم ينجح ، فقد أعذر إلى الله .
  • كل من الخير و الشرِّ يعدي ، و لكن عدوى الشر أسرع و أبلغ .
  • احذر الشيطان على عقيدتك من أن يفسدها بالآراء …
    و احذره على عبادتك من أن يفسدها بالرياء …
    و احذره على عملك من أن يفسده بالأهواء …
    احذره على علمك من أن يفسده بالادِّعاء …
    احذره على عبوديتك من أن يفسدها بالكبرياء …
    احذره على خلقك من أن يفسده بالغرور …
    احذره عن استقامتك من أن يفسدها بالحرص و الطمع .
  • في جمال الأزهار و أرج الرياحين و هي من ماء و تراب ، يتجلَّى إبداع الخالق و دقَّة صنعه …
    فأي دليلٍ بعد هذا على وجود الله و حكمته يريدون ؟ .