القصيدة الزينبية.

دع الـصــبـا فـلـقـد عــــداك زمـــــانــه………………………..
………………………..و اجْـهـد ، فـعـمـرك مـر مـنـه الأطـيبُ
ذهـب الـشــبـاب فـمـا لـه مـن عــودةٍ………………………..
………………………..و أتـى الـمـشيب فـأيـن مـنه الـمهربُ
دع عــنـك مـا فــات فـي زمـن الـصـبـا………………………..
………………………..و اذكــر ذنــوبـك و ابــكــهـا يـا مُــذنـبُ
و الـلـيـل ، فـاعـلـم ، والـنـهـار كلاهما………………………..
………………………..أنــفــاســنـا فــيــه تـُــعــد و تـحـسبُ
لـم يَـنـسـه الـمـلكـان حـيـن نـسيـتـه………………………..
………………………..بــل أثــبـتــاه ، و انـت لاه تــلــــــعــبُ
و الـروح فـيـك وديــــعـــة أُودعْــــتــهــا………………………..
………………………..سـتـردهــا بــالـرغـم مـنـك و تُسـلـبُ
و غُـرور دُنـيـاكَ الـتـي تـســعــى لـهـا………………………..
………………………..دارٌ حـــقــيـــقـــتـهـا مــــتـاعٌ يـذهــبُ
و جـمــيـع مــا حـصـلـتـه و جـمــعــتـه………………………..
………………………..حــقــاً يـقــيــنـاً بـعـد مـــوتـك يُـنـهـبُ
تـبَّــاً لــــــدار لا يـــــدوم نــعــيــمــهــا………………………..
………………………..و مــشــيـدهـا عـمـا قــلــيــل يـخـربُ
و كــذلـــك الأيـــام فـي غـــــصــاتــهـا………………………..
………………………..مَـضـضٌ يَــذِلُّ لـــــه الأعـــز الأنـجـــبُ
و يــفــوز بــالـــمــال الـحـقـيـرِ مـكـانـةً………………………..
………………………..فـتـراه يُـرجــى مــا لــديـــه و يـرغــبُ
و يُـســر بـالـتـرحــيــب عــنـد قـدومـه………………………..
………………………..و يــقــام عـنـد ســــلامــه و يُـــقـــربُ
لا تـحـرصــن فـالـحــرص لـيـس بـزائـدٍ………………………..
………………………..في الرزق بل يشقى الحريص و يتعبُ
كـم عـاجــزٍ فـي الــنـاس يـأتـي رزقـه………………………..
………………………..رَغــداً و يُـحْــــرَم كـــيـَّسٌ و يـخـــيَّــبُ
فـعـلـيـك تـقـوى الله فـالـزمـهـا تـَـفـــزْ………………………..
………………………..إن الـتَّـقِــيَّ هـــو الـبـهـي الأهـــيــبُ
و اعـمـل بـطـاعـتـه تــنـل مــن الـرضـا………………………..
………………………..إن الـمــطــيــع لـــــربـــه لـــمـــقـــرَّبُ
أدَّ الأمــانـة ، و الـخــــيـانـة فـاجـتـنـب………………………..
………………………..و اعدل و لا تـظـلم يـطـيـب الـمكسبُ
و احذر مـن الـمظـلـوم سـهما صـائـبـاً………………………..
………………………..و اعـلــم بــأن دعـــــاءه لا يُــحــجـــبُ
و إذا أصـــــابـك فـي زمـــانـك شِــــدَّةٌ………………………..
………………………..و أصـابـك الـخـطـب الـكريـه الأصــعـبُ
فـــادع لــربـــك إنــــــه أدنــى لـــمــن………………………..
………………………..يـدعـوه مـن حـــــبـل الـوريـد و أقـــربُ
و أحــذر مــؤاخــــاة الــدَّنــِــيِّء لأنــــه………………………..
………………………..يُـعـدي كـمـا يـُعـدي الـصحيح الأجـربُ
و اخـتـر صـديـقـك و اصـطـفـيه تفاخـراً………………………..
………………………..إن الـقـريـن إلـى الـمُـقــارنِ يـنـســبُ
و دع الـكـذوب و لا يـكـن لك صـــاحـبـاً………………………..
………………………..إن الــكـذوب لـبـئـس خــلاً يُـصــــحـبُ
و ذر الـحــسـود و إن تـقــادم عــهــده………………………..
………………………..فـالـحـقـد بـــاقٍ فـي الصـدور مـغـيـبُُ
و احـفـظ لسـانك و احـتـرز من لـفـظـه………………………..
………………………..فـالمـرْء يـسلـم بـالـلــسان و يُـعـطـبُُ
و زنَ الـكــلام إذا نـطـــقـت و لا تـكــن………………………..
………………………..ثـــرثـــارةً فـي كــــل نـــادٍ تـخـــطــبُ
احرص على حفـظ الـقـلوب من الأذى………………………..
………………………..فـرجــوعـهـا بـعـد الــتـنـافـر يـصـــعـبُ
إن الــقـــلـــــوب إذا تــنــافــر ودهـــــا………………………..
………………………..شـبـه الـزجـاجـة كسـرهـا لا يُشــعبُ
و أحـــــذر عــــدوك إذ تـــراه بـاســمـاً………………………..
………………………..فــالــلــيـث يــبـدو نــابـه إذ يـغـــضــبُ
لا خـــيــرَ فـي ودِّ امـــرئ مُــتــمــلـق………………………..
………………………..حــلــو الـلـــســان و قــلـبـه يـتـلـهـبُ
يـعـطـيـك من طـرف الـلـسـان حــلاوةً………………………..
………………………..و يـروغ مــنـك كـمـا يــروغ الــثـــعـلـبُ
يـلـــقـاك يـحــــلـــف أنـه بــك واثــــقٌ………………………..
………………………..و إذا تــوارى عـــنـك فـــهــو الـعــقـربُ
و إذا رأيــت الــــرزق ضــــاق بــبــلــدةٍ………………………..
………………………..و خشيت فـيـها أن يضـيـق الـمكسبُ
فارحــل فــأرض الله وَاسِـــعـةُ الـفـضـا………………………..
………………………..طـــولاً و عــرضـاً شـــرقـها و الـمـغربُ
-=-
الشاعر :
صالح بن عبدالقدوس
المتوفى سنة 855 هـ

1 رد على “القصيدة الزينبية.”

لكتابة رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *