رحلت يا صالح.

إلى من فقد الأم التي كانت بالنسبة له الأب والأخ والأخت …
إلى من فقد رحيق زهرة الحياة …
إلى رفيق العمر …
هذه الكلمات مشاركة مني في أحزانه …
 التي أتمنى من الله أن تكون سحابة صيف ….
ما تلبث أن تختفي ليعقبها سحابة شتاء تمطر بداخل قلبه …
 أمطار الفرح و الحب و التفاؤل …
إلى العزيز صالح المدلج .
-*-
(1)
رحلت … يا صالح …
من كانت تملأ حياتك حباً وحنان …
من كانت من أجلك تكتم الاحزان …
من كانت ترفض أن يسكن بقلبها …
غيرك إنسان …
رحلت يا صالح …
في زمنٍ قل فيه أن تجد الأمان .
(2)
تركتك يا صالح …
ضائعٌ بين ملايين البشر …
تواجه وحيداً قسوة القدر …
فسياج الحب …
الذي كان يحيط بك قد انكسر .
(3)
رحلت يا صالح …
من وهبتك زهرة عمرها …
و ملأتْ قلبك بكل حبها …
وحافظت دوماً على أن تكون بقربها .
(3)
رحلت يا صالح …
وتركتك في زمن المصالح …
تتذوق كل شيء بريقك مالح .
(4)
ماتت يا صالح …
استراح جسدها المسكين …
من تجارب الأطباء و قسوة المرض …
توقف القلب الكبير عن النبض …
و توقفت معه كل الأشياء الجميلة
على هذه الأرض .
(5)
بكت عليها كل الطيور …
انتحرت من أجلها كل الزهور …
تلاشى حزناً عليها رائحة البخور …
بيت الحب بدونها مهجور …
قُفلت شوراع الأمل …
و صار التجول بها محظور .
(6)
بكى الليل وعزته النجوم …
غدى الوفاء من أميرته محروم …
و عاد الصدق إلى وطنه مهزوم .
(7)
رحلت يا صالح …
و خلفتك ورائها …
تبحث عن حبٍ بكل القلوب …
تحتار كثيراً بين الدروب …
و رأسك …
على مقصلة الحيرة مطلوب .
(8)
ستقتلك يا صالح تفاصيل الذكريات …
فهنالك كنتما تتبادلان النكات …
و هنا كانت يرحمها الله تعلق العباة …
هذا هو القدر يا صالح …
يغتال الابتسامات …
يشنق الفرح …
و يلقيه على أرصفة الطرقات …
ماذا بوسعنا أن نفعل !!؟…
ماذا بوسعنا أن نقول !!؟…..
تاهت بنا الخطى …
ذابت في فمنا الكلمات …
كل شيءٍ يا رفيق عمري …
ضائع في لحظات …
و بقيت وحيداً …
من دكانة الألم تقتات …
وبقين نساء الأرض …
بعدها نكرات ..
فقد كانت أمك يا صالح …
أروع الأمهات .
(9)
ستبحث كثيراً … وكثيرا …
تذرف دمعاً غزيرا …
تضيع زمنا غير قصيرا …
ستكون للأوهام أسيرا …
و تتمنى كثيرا …
لو أنك تعود لأحضانها طفلاً صغيرا .
(10)
ستبحث عنها في كل النساء …
تدفع عمرك صبراً وعناء …
تختلط بعقلك كل الأشياء …
و تغدو ضعيفاً في زمنٍ …
لا مكان فيه إلا للأقوياء …
و ستعود يوماً مهزوماً …
ترفع الراية البيضاء …
فأمك يا صالح …
لا … يشبهها إلا الخنساء .
(11)
أجبني يا صالح …
هل تستسلم للأحزان .؟؟…
هل ستصبح بعدها …
إنساناً بلا عنوان ؟؟…
أم أن قلبك …
لا يزال عامراً بالإيمان ؟؟…
أجبني يا صالح …
و أطلب لها و لأمواتنا الغفران …
و لتكن ثقتك كبيرة بالرحمان .
-=-
الفيصل، ع س

1 رد على “رحلت يا صالح.”

لكتابة رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *