أمطرت لؤلؤاً.

نـالـت عـلـى يــدها ما لـم تـنـلـه يـدي………………………
………………………
نقشـاً عـلـى مِعصـــمٍ أوهت به جَـلَدِي
كـأنـه طُـرْقُ نـمـلٍ فـي أنـــامــــلــــهــا………………………
………………………أو روضـــة رصَّـــعـتـها الســحب بـالـبـردِ
و قــوسُ حـاجـبـهـا مـن كــلِّ نــاحــيــة………………………
………………………و نَـبْـلُ مـقـلـتـهـا تـرمـي بـه كـــــبـدي
مـدَّت مـواشـــطـها فـي كـفِّـها شـــركاً………………………
………………………تـصـيـد قـلـبي بـه مـن داخل الـجــسـدِ
أنيسـةٌ لـو رأتـها الشمـس مـا طـلـعـت………………………
………………………مـن بــــعـــدِ رؤيــتـــهــا عــلــى أحــــدِ
ســألـتـها الـوصْــل قـالـت : لا تُـغَـرَّ بـنـا………………………
………………………مَـنْ رام مــنَّـا وصــالاً مــــات بـالـكــمـدِ
فكم قـتـيـلٍ لــنـا بـالـحـب مـــات جـوىّ………………………
………………………من الـغـرامِ ، و لـم يُــبْـديء و لـم يُــعِـدِ
فقلتُ : اسـتــغـفـر الرحـمـنَ مـن زلــلٍ………………………
………………………إنّ الـمحـب قـلـيـل الــصــبـر و الـجَــلَــدِ
قـد خلَّـفَـتـني طـريـحـاً و هي قـائـلـةٌ :………………………
………………………تـأمّـلوا كـيـف فــِعْـل الـظـبـي بالأســـدِ
قالـت لـطــيـفِ خــيـالٍ زارنـي و مـضـى………………………
………………………بـالله صــــفْـهُ ، و لا تـــنــقـصْ و لا تــزد
فـقال : خلّـفْـتُـه لـو مــاتَ مــن ظـــمــأٍ………………………
………………………و قـلتِ : قـف عن ورود الـمـاء ، لـم يَـرِدِ
قالت :صدقتَ ،الوفا في الـحب شـيمته………………………
………………………يــا بَـرْدَ ذاك الـذي قـالـت علـى كـبـدي
واسترجعت سـألت عـنـي ، فقيل لها :………………………
………………………مـا فــيـهِ مـن رَمـَقٍ ، دقّــتْ يـــداً بـيــدِ
و أمطرت لـؤلـؤاً مـن نرجـسٍ ، و سـقت………………………
………………………ورداً ، و عـضَّـت عـلى الـعـنّـابِ بـالـبَـردِ
و أنـشــدت بـلـســــان الـحــال قـائــلـةً………………………
………………………مـن غــيـر كُــرْهٍ و لا مَــطْــلٍ و لا مـــددِ
و الله مـــا حــــزُنـت أخــتٌ لــفــقــد أخٍ………………………
………………………حُـــزنـي عــلـيـه ، و لا أمٌّ عـلـى ولــــدِ
إن يـحسدوني على مـوتي فوا أسفي………………………
………………………حـتى على الـموتِ لا أخلو من الـحسدِ
-=-
الشاعر :
 يزيد بن معاوية
الخليفة الأموي الثاني

1 رد على “أمطرت لؤلؤاً.”

لكتابة رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *