خلافته .
· عندما مرض الخليفة سليمان بن عبدالملك بدابق قال لرجاء بن حيوه :" يا رجاء أستخلف ابني؟!!" قال:" ابنك غائب" قال:"فالآخر؟" قال:"هو صغير"، قال:"فمن ترى؟" قال:" عمر بن عبد العزيز "، قال:"أتخوف بني عبد الملك أن لا يرضوا" قال:"فوله، و من بعده يزيد بن عبد الملك، و تكتب كتاباً و تختمه، و تدعوهم إلى بيعةٍ مختوم عليها" .
· فكتب العهد و ختمه ، و خرج رجاء ، وقال: إن أمير المؤمنين يأمركم أن تبايعوا لمن في هذا الكتاب، قالوا: ومن فيه ؟ قال: مختوم ، و لا تُخبرون بمن فيه حتى يموت ، فامتنعوا ، فقال سليمان : انطلق إلى أصحاب الشُّرط و نادِ الصلاة جامعة ، و مرهم بالبيعة ، فمن أبى فاضرب عنقه .
· ففعل، فبايعوا ، قال رجاء: فلما خرجوا أتاني هشام في موكبه فقال : قد علمت موقفك منّا ، و أنا أتخوف أن يكون أمير المؤمنين أزالها عني ، فأعلمني ما دام في الأمر نفس ، قلت : سبحان الله يستكتمني أمير المؤمنين و أطلعك ، لا يكون ذاك أبداً ، فداراني ، فأبيت عليه فانصرف ، فبينما أنا أسير إذ سمعت جلبة خلفي ، فإذا عمر بن عبد العزيز فقال : رجاء ، قد وقع في نفسي أمر كبير من هذا الرجل ، أتخوف أن يكون جعلها إليّ و لست أقوم بهذا الشأن ، فأعلمني ما دام في الأمر نفس لعلي أتخلص ، قلت : سبحان الله ، يستكتمني أمراً أطلعك عليه!! .
· ذهب رجاء ذات يوم ليعود الخليفة ، فيجده في اللحظات الأخيرة من حياته ، فيجلس إلى جواره حتى تفيض روحه فيسجيه و يتكتم النبأ ، و خرج فأرسل إلى كعب بن حامد العبسي رئيس الشرط ليجمع أهل بيت أمير المؤمنين فاجتمعوا في مسجد دابق فقال لهم :بايعوا ، قالوا : قد بايعنا مرة أنبايع أخرى ؟ قال لهم : هذه رغبة أمير المؤمنين، فبايعوا على من عهد إليه في هذا الكتاب المختوم ، فبايعوا رجلاً رجلاً فلما بايعوا و أحكم الأمر ، قال لهم : إن الخليفة قد مات وقرأ عليهم الكتاب .
ولم يكد يفيق عمر من غمرة المفاجأة ، حتى راح يرتجف ، و صعق عمر حتى ما يستطيع القيام،
و قال : و الله ما سألتها الله في سرٍّ و لا علن .
و استقبل رجاء بن حيوه يقول له في عتاب : ألم أناشدك الله يا رجاء ؟.
· ثم سار إلى الخليفة المسجى ، فصلى عليه ، و شيعوه إلى مثواه ، و عاد يفري أهل بيته فيه ، و يلقى فيه العزاء .
· و في الغداة دخل أمير المؤمنين المسجد فإذا هو غاص بحشود هائلة من الوافدين، فرأى أنها فرصة للتخلص من هذا المنصب الكبير قبل أن يتشبث بكاهله و صعد المنبر وخطب الناس :" أما بعد فقد ابتليت بهذا الأمر على غير رأي مني فيه و على غير مشورة من المسلمين و إني أخلع بيعة من بايعني ، فاختاروا لأنفسكم ". فضجوا و صاحوا من كل طرف :" لا نريد غيرك ".
ثم ألقى بعد ذلك خطبته . و كانت ولايته سنة 99هـ .
عدد القرائات:59598
ارسل لصديقك هذا الموضوع